515
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3

بنُ أبي طالِبٍ :
مِن عَبدِ اللّهِ عَلِيٍّ أميرِ المُؤمِنينَ إلى مُعاوِيَةَ بنِ أبي سُفيانَ .
أمّا بَعدُ ؛ فَإِنَّ أفضَلَ ما شَغَلَ بِهِ المَرءُ نَفسَهُ اتِّباعُ ما يَحسُنُ بِهِ فِعلُهُ ، ويُستَوجَبُ فضَلُهُ ، ويَسلَمُ مِن عَيبِهِ . وإنَّ البَغيَ وَالزّورَ يُزرِيانِ بِالمَرءِ في دينِهِ ودُنياهُ ، ويُبدِيانِ مِن خَلَلِهِ عِندَ مَن يُغنيهِ مَا استَرعاهُ اللّهُ ما لا يُغني عَنهُ تَدبيرُهُ .
فَاحذَرِ الدُّنيا ؛ فَإِنَّهُ لا فَرَحَ في شَيءٍ وَصَلتَ إلَيهِ مِنها . ولَقَد عَلِمتَ أنَّكَ غَيرُ مُدرِكٍ ما قُضِيَ فَواتُهُ . وقَد رامَ قَومٌ أمرا بِغَيرِ الحَقِّ ؛ فَتَأَوَّلوا عَلَى اللّهِ تَعالى ، فَأَكذَبَهُم ومَتَّعَهُم قَليلاً ، ثُمَّ اضطَرَّهُم إلى عَذابٍ غَليظٍ . فَاحذَر يَوما يَغتَبِطُ فيهِ مَن أحمَدَ عاقِبَةَ عَمَلِهِ ، ويَندَمُ فيهِ مَن أمكَنَ الشَّيطانَ مِن قِيادِهِ ولَم يُحادَّهُ ، فَغَرَّتهُ الدُّنيا وَاطمَأَنَّ إلَيها . ثُمَّ إنَّكَ قَد دَعَوتَني إلى حُكمِ القُرآنِ ؛ ولَقَد عَلِمتُ أنَّكَ لَستَ مِن أهلِ القُرآنِ ، ولَستَ حُكمَهُ تُريدُ ، وَاللّهُ المُستَعانُ . وقَد أجَبنَا القُرآنَ إلى حُكمِهِ ، ولَسنا إيّاكَ أجَبنا . ومَن لَم يَرضَ بِحُكمِ [القُرآنِ] ۱ فَقَد ضَلَّ ضَلالاً بَعيدا ۲ .

۲۵۸۴.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن كِتابٍ لَهُ إلى مُعاوِيَةَ ـ: وإنَّ البَغيَ وَالزّورِ يوتِغانِ ۳ المَرءَ في دينِهِ ودُنياهُ ، ويُبدِيانِ خَلَلَهُ عِندَ مَن يَعيبُهُ . وقَد عَلِمتُ أنَّكَ غَيرُ مُدرِكٍ ما قُضِيَ فَواتُهُ . وقَد رامَ أقوامٌ أمرا بِغيرِ الحَقِّ ، فَتَأَ لَّوا عَلَى اللّهِ فَأَكذَبَهُم . فَاحذَر يَوما يَغتَبِطُ فيهِ مَن أحمَدَ عاقِبَةَ عَمَلِهِ ، ويَندَمُ مَن أمكَنَ الشَّيطانَ مِن قِيادِهِ فَلَم يُجاذِبهُ . وقَد دَعَوتَنا إلى حُكمِ القُرآنِ ولَستَ مِن أهلِهِ ، ولَسنا إيّاكَ أجَبنا ، ولكِنّا أجَبنَا القُرآنَ في حُكمِهِ . وَالسَّلامُ ۴ .

1.مابين المعقوفين سقط من المصدر ، وأثبتناه من بحار الأنوار وشرح نهج البلاغة .

2.وقعة صفّين : ص۴۹۳ ، بحار الأنوار : ج۳۲ ص۵۳۷ ؛ شرح نهج البلاغة : ج۲ ص۲۲۵ .

3.يُوتِغه : يُهلكه (النهاية : ج۵ ص۱۴۹) .

4.نهج البلاغة : الكتاب ۴۸ ، بحار الأنوار : ج۳۳ ص۳۰۸ ح۵۸۸ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
514

فَقالَ مُعاوِيَةُ : صَدَقتَ أبا عَبدِ اللّهِ ، ولِمِثلِها كُنتُ أرجوكَ ۱ .

11 / 7

رِسالَةُ مُعاوِيَةَ إلَى الإِمامِ

۲۵۸۲.وقعة صفّين عن إبراهيم بن الأشتر :بَعَثَ مُعاوِيَةُ أبَا الأَعوَرِ السَّلَمِيَّ عَلى بِرذَونٍ أبيَضَ ، فَسارَ بَينَ الصَّفَّينِ ؛ صَفِّ أهلِ العِراقِ وصَفِّ أهلِ الشّامِ ، وَالمُصحَفُ عَلى رَأسِهِ وهُوَ يَقولُ : كِتابُ اللّهِ بَينَنا وبَينَكُم . فَأَرسَلَ مُعاوِيَةُ إلى عَلِيٍّ : إنَّ الأَمرَ قَد طالَ بَينَنا وبينَكَ ، وكُلُّ واحِدٍ مِنّا يَرى أنَّهُ عَلَى الحَقِّ فيما يَطلُبُ مِن صاحِبِهِ ، ولَن يُعطِيَ واحِدٌ مِنَّا الطّاعَةَ لِلآخَرِ ، وقَد قُتِلَ فيما بَينَنا بَشَرٌ كَثيرٌ ، وأنَا أتَخَوَّفُ أن يَكونَ ما بَقِيَ أشَدَّ مِمّا مَضى ، وإنّا سَوفَ نُسأَلُ عَن ذلِكَ المَوطِنِ ، ولا يُحاسَبُ بِهِ غَيري وغَيرُكَ ، فَهَل لَكَ في أمرٍ لَنا ولَكَ فيهِ حَياةٌ وعُذرٌ وبَراءَةٌ ، وصَلاحٌ لِلاُمَّةِ ، وحَقنٌ لِلدِّماءِ ، واُلفَةٌ لِلدّينِ ، وذَهابٌ لِلضَّغائِنِ وَالفِتَنِ ؛ أن يُحَكَّمَ بَينَنا وبَينَكَ حَكَمانِ رَضِيّانِ ؛ أحدُهُما مِن أصحابي ، وَالآخَرُ مِن أصحابِكَ ؛ فَيَحكُمانِ بِما في كِتابِ اللّهِ بَينَنا ؛ فَإِنَّهُ خَيرٌ لي ولَكَ ، وأقطَعُ لِهذِهِ الفِتَنِ . فَاتَّقِ اللّهَ فيما دُعيتَ لَهُ ، وَارضَ بِحُكمِ القُرآنِ إن كُنتَ مِن أهلِهِ . وَالسَّلامُ ۲ .

11 / 8

جَوابُ الإِمامِ عَنهُ وقَبولُهُ التَّحكيمَ

۲۵۸۳.وقعة صفّين عن إبراهيم بن الأشترـ بَعدَ ذِكرِ كِتابِ مُعاوِيَةَ لِلإِمامِ عليه السلام ـ: فَكَتَبَ إلَيهِ عَلِى
¨ُّ

1.الفتوح : ج۳ ص۱۹۱ .

2.وقعة صفّين : ص۴۹۳ ، بحار الأنوار : ج۳۲ ص۵۳۷ ؛ شرح نهج البلاغة : ج۲ ص۲۲۵ وفيه من «فأرسل معاوية . . . ».

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 99495
صفحه از 670
پرینت  ارسال به