519
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3

وقالَ الأَشعَثُ ومَن كانَ مَعَهُ مِن قُرّاءِ أهلِ العِراقِ : قَد رَضينا نَحنُ بِأَبي موسى .
فَقالَ لَهُم عَلِيٌّ : لَستُ أثِقُ بِرَأيِ أبي موسى ، ولا بِحَزمِهِ ، ولكِن أجعَلُ ذلِكَ لِعَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ .
قالوا : وَاللّهِ ، ما نُفَرِّقُ بَينَكَ وبَينَ ابنِ عَبّاسٍ ، وكَأَنَّكَ تُريدُ أن تَكونَ أنتَ الحاكِمَ ، بَلِ اجعَلهُ رَجُلاً هُوَ مِنكَ ومِن مُعاوِيَةَ سَواءٌ ، لَيسَ إلى أحَدٍ مِنكُما بِأَدنى مِنهُ إلَى الآخَرِ .
قالَ عَلِيٌّ رضى الله عنه : فَلِمَ تَرضَونَ لِأَهلِ الشّامِ بِابنِ العاصِ ، ولَيسَ كَذلِكَ ؟
قالوا : اُولئِكَ أعلَمُ ، إنَّما عَلَينا أنفُسَنا .
قالَ : فَإِنّي أجعَلُ ذلِكَ إلَى الأَشتَرِ .
قالَ الأَشعَثُ : وهَل سَعَّرَ هذِهِ الحَربَ إلَا الأَشتَرُ ؟ وهَل نَحنُ إلّا في حُكمِ الأَشتَرِ ؟
قالَ عَلِيٌّ : وما حُكمُهُ ؟
قالَ : يَضرِبُ بَعضٌ وُجوهَ بَعضٍ حَتّى يَكونَ ما يُريدُ اللّهُ .
قالَ : فَقَد أبَيتُم إلّا أن تَجعَلوا أبا موسى ؟ !
قالوا : نَعَم .
قالَ : فَاصنَعوا ما أحبَبتُم ۱ .

۲۵۹۱.تاريخ الطبري عن أبي مخنف :جاءَ الأَشعَثُ بنُ قَيسٍ إلى عَلِيٍّ فَقالَ لَهُ : ما أرَى النّاسَ إلّا قَد رَضوا ، وسَرَّهُم أن يُجيبُوا القَومَ إلى ما دَعَوهُم إلَيهِ مِن حُكمِ القُرآنِ ، فَإِن شِئتَ أتَيتُ مُعاوِيَةَ فَسَأَلتُهُ ما يُريدُ ، فَنَظَرتُ ما يَسأَلُ .

1.الأخبار الطوال : ص۱۹۲ وراجع مروج الذهب : ج۲ ص۴۰۱ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
518

۲۵۸۸.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن كَلامٍ لَهُ في شَأنِ الحَكَمَينِ وذَمِّ أهلِ الشّامِ ـ: جُفاةٌ طَغامٌ ، وعَبيدٌ أقزامٌ ، جُمِعوا مِن كُلِّ أوبٍ ، وتُلُقِّطوا مِن كُلِّ شَوبٍ ، مِمَّن يَنبَغي أن يُفَقَّهَ ويُؤَدَّبَ ، ويُعَلَّمَ ويُدَرَّبَ ، ويُوَلَّى عَلَيهِ ، ويُؤخَذَ عَلى يَدَيهِ . لَيسوا مِنَ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ ، ولا مِنَ الَّذينَ تَبَوَّؤُوا الدّارَ وَالإِيمانَ .
ألا وإنَّ القَومَ اختاروا لِأَنفُسِهِم أقرَبَ القَومِ مِمّا يُحِبّونَ ۱ ، وإنَّكُمُ اختَرتُم لِأَنفُسِكُم أقرَبَ القَومِ مِمّا تَكرَهونَ .
وإنَّما عَهدُكُم بِعَبدِ اللّهِ بنِ قَيسٍ بِالأَمسِ يَقولُ : «إنَّها فِتنَةٌ ، فَقَطِّعوا أوتارَكُم ، وشيموا سُيوفَكُم» . فَإِن كانَ صادِقا فَقَد أخطَأَ بِمَسيرِهِ غَيرَ مُستَكرَهٍ ، وإن كانَ كاذِبا فَقَد لَزِمَتهُ التُّهَمَةُ .
فَادفَعوا في صَدرِ عَمرِو بنِ العاصِ بِعَبدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِ ، وخُذوا مَهَلَ الأَيّامِ ، وحوطوا قَواصِيَ الإِسلامِ . أ لا تَرَونَ إلى بِلادِكُم تُغزى ، وإلى صَفاتِكُم تُرمى ؟ ۲

۲۵۸۹.وقعة صفّين :ذَكَروا أنَّ ابنَ الكَوّاءِ قامَ إلى عَلِيٍّ فَقالَ : هذا عَبدُ اللّهِ بنُ قَيسٍ وافِدُ أهلِ اليَمنِ إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وصاحِبُ مَقاسِمِ أبي بَكرٍ ، وعامِلُ عُمَرَ ، وقَد رَضِيَ بِهِ القَومُ . وعَرَضنا عَلَى القَومِ عَبدَ اللّهِ بنَ عَبّاسٍ فَزَعَموا : أنَّهُ قَريبُ القَرابَةِ مِنكَ ، ظَنونٌ في أمرِكَ ۳ .

۲۵۹۰.الأخبار الطوال :اِجتَمَعَ قُرّاءُ أهلِ العِراقِ وقُرّاءٌ أهلِ الشّامِ ، فَقَعَدوا بَينَ الصَّفَّينِ ، ومَعَهُمُ المُصحَفُ يَتَدارَسونَهُ ، فَاجتَمَعوا عَلى أن يُحَكِّموا حَكَمَينِ ، وَانصَرَفوا .
فَقالَ أهلُ الشّامِ : قَد رَضينا بِعَمرٍو .

1.في المصدر : «تحبّون» ، والتصحيح من شرح نهج البلاغة (ج ۱۳ ص۳۰۹) .

2.نهج البلاغة : الخطبة ۲۳۸ ، بحار الأنوار : ج۳۳ ص۳۲۳ ح۵۶۹ .

3.وقعة صفّين : ص۵۰۲ ؛ شرح نهج البلاغة : ج۲ ص۲۳۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 101159
صفحه از 670
پرینت  ارسال به