وهَل نَحنُ إلّا في حُكمِ الأَشتَرِ ؟ !
قالَ عَلِيٌّ : وما حُكمُهُ ؟
قالَ : حُكمُهُ أن يَضرِبَ بَعضُنا بَعضا بِالسُّيوفِ حَتّى يَكونَ ما أرَدتَ وما أرادَ .
قالَ : فَقَد أبَيتُم إلّا أبا موسى ؟ !
قالوا : نَعَم .
قالَ : فَاصنَعوا ما أرَدتُم .
فَبَعثوا إلَيهِ وقَد اعتَزَلَ القِتالَ ، وهُوَ بِعُرضٍ ۱ ، فَأَتاهُ مَولىً لَهُ ، فَقالَ :
إنَّ النّاسَ قَدِ اصطَلَحوا .
فَقالَ : الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ !
قالَ : قَد جَعَلوكَ حَكَما .
قالَ : إنّا للّهِِ وإنّا إلَيهِ راجِعونَ !
وجاءَ أبو موسى حَتّى دَخَلَ العَسكَرَ ، وجاءَ الأَشتَرُ حَتّى أتى عَلِيّا فَقالَ :
ألِزَّني بِعَمرِو بنِ العاصِ ، فَوَاللّهِ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ ، لَئِن مَلَأتُ عَيني مِنهُ لَأَقتُلَنَّهُ .
وجاءَ الأَحنَفُ فَقالَ :
يا أميرَ المُؤمِنينَ ! إنَّكَ قَد رُميتَ بِحَجَرِ الأَرضِ ، وبِمَن حارَبَ اللّهَ ورَسولَهُ أنفَ الإِسلامَ ، وإنّي قَد عَجَمتُ ۲ هذَا الرَّجُلَ ، وحَلَبتُ أشطُرَهُ ، فَوَجَدتُهُ كَليلَ الشَّفرَةِ ، قَريبَ القَعرِ ، وإنَّهُ لا يَصلُحُ لِهؤُلاءِ القَومِ إلّا رَجُلٌ يَدنو مِنهُم حَتّى يَصيرَ في أكُفِّهِم ، ويَبعَدُ حَتّى يَصيرَ بِمَنزِلَةِ النَّجمِ مِنهُم . فَإِن أبَيتَ أن تَجعَلَني حَكَما ، فَاجعَلني ثانِيا أو