في غيرِ مَوضِعِ غَيرَةٍ فَإِنَّ ذلِكَ يَدعُو الصَّحيحَةَ إلَى السَّقَمِ وَالبَريئَةَ إلَى الرِّيَبِ . وَاجعَل لِكُلِّ إنسانٍ مِن خَدَمِكَ عَمَلاً تَأخُذُهُ بِهِ فَإِنَّهُ أحرى أن لا يَتَواكَلوا في خِدمَتِكَ . وأكرِم عَشيرَتَكَ فَإِنَّهُم جَناحُكَ الَّذي بِهِ تَطيرُ ، وأصلُكَ الَّذي إلَيهِ تَصيرُ ، ويَدُكَ الَّتي بِها تَصولُ . أستَودِعُ اللّهَ دينَكَ ودُنياكَ ، وَأَسالَهُ خَيرَ القَضاءِ لَكَ فَي العاجِلَةِ وَالآجِلَةِ وَالدُّنيا وَالآخِرَةِ ، وَالسَّلامُ ۱ .
13 / 3
بَدءُ تَدَفُّقِ الاِعتِراضِ
۲۶۰۴.تاريخ الطبري عن جندب الأزديـ في بَيانِ مَسيرِ الإِمامِ عليه السلام مِن صِفّينَ إلَى الكوفَةِ ـ: ثُمَّ مَضى عَلِيٌّ غَيرَ بَعيدٍ ، فَلَقِيَهُ عَبدُ اللّهِ بنُ وَديعَةَ الأَنصارِيُّ ، فَدَنا مِنهُ ، وسَلَّمَ عَلَيهِ وسايَرَهُ .
فَقالَ لَهُ : ما سَمِعتَ النّاسَ يَقولونَ في أمرِنا ؟
قالَ : مِنهُم المُعجَبُ بِهِ ، ومِنهُمُ الكارِهُ لَهُ ، كَما قالَ عَزَّ وجَلَّ : «وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ»۲ .
فَقالَ لَهُ : فَما قَولُ ذَوِي الرَّأيِ فيهِ ؟
قالَ : أمّا قَولُهُم فيهِ فَيَقولونَ : إنَّ عَلِيّا كانَ لَهُ جَمعٌ عَظيمٌ فَفَرَّقَهُ ، وكانَ لَهُ حِصنٌ حَصينٌ فَهَدَمَهُ ، فَحَتّى مَتى يَبني ما هَدَمَ ، وحَتّى مَتى يَجمَعُ ما فَرَّقَ ! فَلَو أنَّهُ كانَ مَضى بِمَن أطاعَهُ ـ إذ عَصاهُ مَن عَصاهُ ـ فَقاتَلَ حَتّى يَظفَرَ أو يَهلِكَ إذا كانَ ذلِكَ الحَزمَ .
فَقالَ عَلِيٌّ : أنَا هَدَمتُ أم هُم هَدَموا ! أنا فَرَّقتُ أم هُم فَرَّقوا ! أمّا قَولُهُم : إنَّهُ لَو