551
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3

قُرَيشٍ ، وإنَّ مُعاوِيَةَ لَم يَبعَثكَ إلّا ثِقَةً بِكَ ، وإنَّكَ لَن تُؤتى مِن عَجزٍ ولا مَكيدَةٍ ، وقَد عَرَفتَ أن وَطَّأتُ هذَا الأَمرَ لَكَ ولِصاحبِكَ ، فَكُن عِندَ ظَنِّنا بِكَ .
ثُمَّ انصَرَفَ ، وَانصَرَفَ شُرَيحُ بنُ هانِئٍ حينَ أمِنَ أهلَ الشّامِ عَلى أبي موسى ، ووَدَّعَهُ هُوَ ووُجوهُ النّاسِ ۱ .

14 / 4

وَصِيَّةُ الأَحنَفِ بنِ قَيسٍ لِأَبي موسى

۲۶۱۳.وقعة صفّين عن الجرجاني :كانَ آخِرُ مَن وَدَّعَ أبا موسَى الأَحنَفُ بنُ قَيسٍ ، أخَذَ بِيَدِهِ ثُمَّ قالَ لَهُ : يا أبا موسى ! اِعرِف خَطبَ هذَا الأَمرِ ، وَاعلَم أنَّ لَهُ ما بَعدَهُ ، وأنَّكَ إن أضَعتَ العِراقَ فَلا عِراقَ . فَاتَّقِ اللّهَ ؛ فَإِنَّها تَجمَعُ لَكَ دُنياكَ وآخِرَتَكَ ، وإذا لقيتَ عَمرا غَدا فَلا تَبدَأهُ بِالسَّلامِ ؛ فَإِنَّها وإن كانَت سُنَّةً إلّا أنَّهُ لَيسَ مِن أهلِها ، ولا تُعطِهِ يَدَكَ ؛ فَإِنَّها أمانَةٌ ، وإيّاكَ أن يُقعِدَكَ عَلى صَدرِ الفِراشِ ؛ فَإِنَّها خُدعَةٌ ، ولا تَلقَهُ وَحدَهُ ، وَاحذَر أن يُكَلِّمَكَ في بَيتٍ فيهِ مُخدَعٌ تُخَبَّأُ فيهِ الرِّجالُ وَالشُّهودُ .
ثُمَّ أرادَ أن يَبورَ ۲ ما في نَفسِهِ لِعَلِيٍّ فَقالَ لَهُ : فَإِن لَم يَستَقِم لَكَ عَمرٌو عَلَى الرِّضا بِعَلِيٍّ فَخَيِّرهُ أن يَختارَ أهلُ العِراقِ مِن قُرَيشِ الشّامِ مَن شاؤوا ؛ فَإِنَّهُم يُوَلّونَا الخِيارَ ؛ فَنَختارُ مَن نُريدُ ، وإن أبَوا فَليَختَر أهلُ الشّامِ مِن قُرَيشِ العِراقِ مَن شاؤوا ، فَإِن فَعَلوا كانَ الأَمرُ فينا .
قالَ أبو موسى : قَد سَمِعتُ ما قُلتَ . ولَم يَتَحاشَ لِقَولِ الأَحنَفِ .
قالَ : فَرَجَعَ الأَحنَفُ فَأَتى عَلِيّا فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ! أخرَجَ وَاللّهِ أبو موسى

1.وقعة صفّين : ص۵۳۴ ـ ۵۳۶ ؛ الفتوح : ج۴ ص۲۰۷ نحوه وراجع الإمامة والسياسة : ج۱ ص۱۵۳ ـ ۱۵۵ .

2.يبور : أي يختبر ويمتحن (النهاية : ج۱ ص۱۶۱) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
550

14 / 3

وَصِيَّةُ شُرَيحِ بنِ هانِئٍ لِأَبي موسى

۲۶۱۲.وقعة صفّين عن الجرجاني :لَمّا أرادَ أبو موسَى المَسيرَ قامَ شُرَيحٌ ، فَأَخَذَ بِيَدِ أبي موسى فَقالَ :
يا أبا موسى ! إنَّكَ قَد نُصِبتَ لِأَمرٍ عَظيمٍ لا يُجبَرُ صَدعُهُ ، ولا يُستَقالُ فَتقُهُ ، ومَهما تَقُل شَيئا لَكَ أو عَلَيكَ يَثبُت حَقُّهُ ويُرَ صِحَّتُهُ وإن كانَ باطِلاً .
وإنَّهُ لا بَقاءَ لِأَهلِ العِراقِ إن مَلَكَها مُعاوِيَةُ ، ولا بَأسَ عَلى أهلِ الشّامِ إن مَلَكَها عَلِيٌّ .
وقَد كانَت مِنكَ تَثبيطَةٌ أيّامَ قَدِمتَ الكُوفَةَ ؛ فَإِن تَشفَعها بِمِثلِها يَكُنِ الظَّنُّ بِكَ يَقينا ، وَالرَّجاءُ مِنكَ يَأسا ، وقالَ شُرَيحٌ في ذلِكَ :

أبا موسى رُميتَ بِشَرِّ خَصمٍ
فَلا تُضِعِ العِراقَ فَدَتكَ نَفسي !

وأعطِ الحَقَّ شامَهُمُ وخُذْهُ
فَإِنَّ اليَومَ في مَهَلٍ كَأَمسِ

وإنَّ غَدا يَجى ءُ بِما عَلَيِه
يَدورُ الأَمرُ مِن سَعدٍ ونَحسِ

ولا يُخدِعْك عَمرٌو إنَّ عَمرا
عَدُوُّ اللّهِ مَطَلعَ كُلِّ شَمسِ

لَهُ خُدَعٌ يَحارُ العَقلُ فيها
مُمَوَّهَةٌ مُزَخرَفَةٌ بِلَبسِ

فَلا تَجعَل مُعاوِيَةَ بنَ حَربٍ
كَشَيخٍ فِي الحَوادِث غَيرِ نِكسِ

هَداهُ اللّهُ لِلإِسلامِ فَردا
سِوى بِنتِ النَّبِيِّ ، وأيُّ عِرسِ

فَقالَ أبو موسى : ما يَنبَغي لِقَومٍ اتَّهَموني أن يُرسِلوني لِأَدفَعَ عَنهُم باطِلاً أو أجُرَّ إلَيهِم حَقّا . . .و سارَ مَعَ عمَرِو بنِ العاصِ شُرَحبيلُ بنُ السِّمطِ الكِندِيُّ في خَيلٍ عَظيمَةٍ ، حَتّى إذا أمِنَ عَلَيهِ خَيلَ أهلِ العِراقِ وَدَّعَهُ ، ثُمَّ قالَ : يا عَمرُو ! إنَّكَ رَجُل

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 101009
صفحه از 670
پرینت  ارسال به