559
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3

ونادَتِ الخَوارِجُ : كَفَرَ الحَكَمانِ ، لا حُكمَ إلّا للّهِِ ۱ .

14 / 9

كَلامُ الإِمامِ لَمّا بَلَغَهُ أمرُ الحَكَمينِ

۲۶۲۳.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن كَلامٍ لَهُ بَعدَ التَّحكيمِ وما بَلَغَهُ مِن أمرِ الحَكَمَينِ ـ: أمّا بَعدُ ؛ فَإِنَّ مَعصِيَةَ النّاصِِح الشَّفيقِ العالِمِ المُجَرِّبِ ، تورِثُ الحَسرَةَ ، وتُعقِبُ النَّدامَةَ .
وقَد كُنتُ أمَرتُكُم في هذِهِ الحُكومَةِ أمري ، ونَخَلتُ لَكُم مَخزونَ رَأيي ، لَو كانَ يُطاعُ لِقَصيرٍ أمرٌ ۲ ! فَأَبيَتُم عَلِيَّ إباءَ المُخالِفينَ الجُفاةِ ، وَالمُنابِذينَ العُصاةِ .
حَتَّى ارتابَ النّاصِحُ بِنُصحِهِ ، وضَنَّ الزَّندُ بِقَدحِهِ ، فَكُنتُ أنَا وإيّاكُم كَما قالَ أخو هَوازِنَ :

أمَرتُكُمُ أمري بِمُنعَرَجِ اللِّوى
فَلَم تَستَبينُوا النُّصحَ إلّا ضُحَى الغَدِ۳

1.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۹۰ .

2.هو مثل يضرب لمن خالف ناصحه ، وأصل المثل : أنّ قصيرا كان مولى لجذيمة بن الأبرش ـ بعض ملوك العرب ـ وقد كان جذيمة قتل أبا الزبا ملكة الجزيرة ، فبعثت إليه ليتزوّج بها خدعة وسألته القدوم عليها ، فأجابها إلى ذلك وخرج في ألف فارس وخلّف باقي جنوده مع ابن اُخته وقد كان قصير أشار عليه بأن لا يتوجّه إليها فلم يقبل ، فلمّا قرب الجزيرة استقبلته جنود الزبا بالعدّة ولم يرَ منهم إكراما له ، فأشار عليه قصير بالرجوع وقال : من شأن النساء الغدر ، فلم يقبل ، فلمّا دخل عليها قتلته . فعندها قال قصير : لا يُطاع لقصير أمر . فصار مثلاً لكلّ ناصح عصى (بحار الأنوار : ج۳۳ ص۳۲۲) .

3.نهج البلاغة : الخطبة ۳۵ ، بحار الأنوار : ج۳۳ ص۳۲۲ ح۵۶۸ ؛ أنساب الأشراف : ج۳ ص۱۴۰ عن عامر الشعبي وجبر بن نوف ، جواهر المطالب : ج۱ ص۳۱۷ كلاهما نحوه وراجع مروج الذهب : ج۲ ص۴۱۲ والإمامة والسياسة : ج۱ ص۱۶۳ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
558

فَاستَقبِلوا أمرَكُم ، ووَلّوا عَلَيكُم مَن رَأَيتُموهُ لِهذَا الأَمرِ أهلاً . ثُمَّ تَنَحّى .
وأقبَلَ عَمرُو بنُ العاصِ فَقامَ مَقامَهُ ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ وقالَ : إنَّ هذا قَد قالَ ما سَمِعتُم وخَلَعَ صاحِبَهُ ، وأنَا أخلَعُ صاحِبَهُ كَما خَلَعَهُ ، واُثبِتُ صاحِبي مُعاوِيَةَ ؛ فَإِنَّهُ وَلِيُّ عُثمانَ بنِ عَفّانَ ، وَالطّالِبُ بِدَمِهِ ، وأحَقُّ النّاسِ بِمَقامِهِ .
فَقالَ أبو موسى : ما لَكَ لا وَفَّقَكَ اللّهُ ! غَدَرتَ وفَجَرتَ ! إنَّما مَثَلُكَ «كَمَثَلِ الْكَلْبِ إن تَحمِل عليه يَلْهَثْ أو تتركه يَلْهث»۱ . قالَ عَمرٌو : إنَّما مَثَلَكُ «كَمَثَلِ الْحِمَارِيَحْمِلُ أَسْفَارَا»۲ . وحَمَلَ شُرَيحُ بنُ هانِئٍ عَلى عَمرٍو فَقَنَّعَهُ بِالسَّوطِ ، وحَمَلَ عَلى شُرَيحٍ ابنٌ لِعَمرٍو فَضَرَبَهُ بِالسَّوطِ ، وقامَ النّاسُ فَحَجَزوا بيَنَهُم . وكانَ شُرَيحٌ بَعدَ ذلِكَ يَقولُ : ما نُدِمتُ عَلى شَيءٍ نَدامَتي عَلى ضَربِ عَمرٍو بِالسَّوطِ ألّا أكونَ ضَرَبتُهُ بِالسَّيفِ آتِيا بِهِ الدَّهرُ ما أتى . وَالتَمَسَ أهلُ الشّامِ أبا موسى ، فَرَكِبَ راحِلَتَهُ ولَحِقَ بِمَكَّةَ .
قالَ ابنُ عَبّاسٍ : قَبَّحَ اللّهُ رَأىَ أبي موسى ! حَذَّرتُهُ وأمَرتُهُ بِالرَّأيِ فَما عَقَلَ . فَكانَ أبو موسى يَقولُ : حَذَّرَنِي ابنُ عَبّاسٍ غَدرَةَ الفاسِقِ ، ولكِنِّي اطمَأنَنتُ إلَيهِ ، وظَنَنتُ أنَّهُ لَن يُؤثِرَ شَيئا عَلى نَصيحَةِ الاُمَّةِ . ثُمَّ انصَرَفَ عَمرٌو وأهلُ الشّامِ إلى مُعاوِيَةَ ، وسَلَّموا عَلَيهِ بِالخِلافَةِ ، ورَجَعَ ابنُ عَبّاسٍ وشُرَيحُ بنُ هانِئٍ إلى عَلِيٍّ ۳ .

۲۶۲۲.تاريخ اليعقوبي :تَنادَى النّاسُ : حَكَمَ وَاللّهِ الحَكَمانِ بِغَيرِ ما فِي الكِتابِ وَالشَّرطُ عَلَيهِما غَيرُ هذا . وتَضارَبَ القَومُ بِالسِّياطِ ، وأخَذَ قَومٌ بِشُعورِ بَعضٍ ، وَافتَرَقَ النّاسُ .

1.الأعراف : ۱۷۶ .

2.الجمعة : ۵ .

3.تاريخ الطبري : ج۵ ص۷۰ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۹۶ ، الأخبار الطوال : ص۱۹۹ ـ ۲۰۱ كلاهما نحوه ؛ وقعة صفّين : ص۵۴۴ ـ ۵۴۶ وراجع الفتوح : ج۴ ص۲۱۴ والإمامة والسياسة : ج۱ ص۱۵۶ وتاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۹۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 99692
صفحه از 670
پرینت  ارسال به