603
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3

«وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِى نَفْسَهُ ابْتِغَآءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ»۱ ۲ .
وقال عليّ عليه السلام في ردّ هذه التصوّر الجاهل : بَل إنَّهُم مِصداقٌ لِهذِهِ الآيَةِ: «قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَـلاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِى الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا»۳ .

4 ـ الخوارج

وهذا الاسم من الأسماء المعروفة لمثيري حرب النهروان ، وسمُّوا بهذا الاسم لخروجهم عن طاعة الإمام عليّ عليه السلام وتمرّدهم على حكمه ۴ .

5 ـ البُغاة

البُغاة: مشتق من البغي بمعنى التعدّي والظلم والفساد. فعندما سُئِل عليّ عليه السلام عن أصحاب النهروان هل هم مشركون أم منافقون؟ سمّاهم بغاة. ولهذه التسمية جذر قرآني حيث يقول الباري تعالى: «وَ إِن طَـآئِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُواْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَـتِلُواْ الَّتِى تَبْغِى حَتَّى تَفِىءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَآءَتْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَ أَقْسِطُواْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ »۵ .
وممّا ينبغي الالتفات إليه في هذا المضمار أنّ الأسماء الثلاثة الاُول خاصّ بأصحاب النهروان، وأمّا «الخارج» و «الباغي» فيشملان الناكثين والقاسطين أيضاً ، بل يطلقان على كلّ من تمرّد على الإمام العادل .

1.تاج العروس : ج۱۹ ص۵۶۸ ، لسان العرب : ج۱۴ ص۴۲۹ .

2.البقرة : ۲۰۷ .

3.الكهف : ۱۰۳ و ۱۰۴ .

4.مجمع البحرين : ج۱ ص۵۰۲ .

5.الحجرات : ۹ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
602

2 ـ الحروريّة

اما سبب تسميتهم بالحروريّة فقد أورد المبرّد في كتابه «الكامل» ما يلي:
وكان سبب تسميتهم الحروريّة أنّ عليّاً رضوان اللّه عليه لمّا ناظرهم ـ بعد مناظرة ابن عبّاس إيّاهم ـ كان فيما قال لهم:
«ألا تَعلَمونَ أنَّ هؤُلاءِ القَومَ لَمّا رَفَعُوا المَصاحِفَ قُلتُ لَكُم: إنَّ هذِهِ مَكيدَةٌ ووَهنٌ، وأنَّهُم لَو قَصَدوا إلى حُكمِ المَصاحِفِ لَم يَأتوني ۱ . ثُمَ سَأَلونِي التَّحكيمَ، أفَعَلِمتُم أنَّهُ ما كانَ مِنكُم أحَدٌ أكرَهَ لِذلِكَ مِنّي؟ قالوا: اللّهُمَّ نَعَم... فَرَجَعَ مَعَهُ مِنهُم ألفانِ مِن حَرَوُراء، وقَد كانوا تَجَمَّعوا بِها. فَقالَ لَهُم عَلِيٌّ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ : ما نُسَمّيكُم؟ ثُمَّ قالَ: أنتُمُ الحَرَورِيَّةُ؛ لِاجتِماعِكُم بِحَرَوراءَ» ۲ .

3 ـ الشُراة

وهذا الاسم يحمل معنيين متضادّين:
أ ـ مأخوذ من «شَرَى» بمعنى «غضب» وقيل في معناه: سُمّوا بذلك لأنَّهم غضبوا ولَجّوا ۳ .
ب ـ مأخوذ من «شَرَى» بمعنى «باع» . وكان الخوارج يعتبرون أنفسهم «شُراة» بهذا المعنى ، بزعمهم أنّهم شروا دنياهم بالآخرة ، وأنّهم مصداق للآية الكريمة:

1.في شرح نهج البلاغة : «لَأتَوْني» .

2.الكامل للمبرّد : ج۳ ص۱۰۹۹ ، شرح نهج البلاغة : ج۲ ص۲۷۴ ؛ بحار الأنوار : ج۳۳ ص۳۵۰ وراجع مروج الذهب : ج۲ ص۴۰۵ .

3.تاج العروس : ج۱۹ ص۵۶۸ ، لسان العرب : ج۱۴ ص۴۲۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 100925
صفحه از 670
پرینت  ارسال به