635
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3

قالوا : نُريدُ أن نَخرُجَ نَحنُ وأنتَ ومَن كانَ مَعَنا بِصِفّينَ ثَلاثَ لَيالٍ ، ونَتوبَ إلَى اللّهِ مِن أمرِ الحَكَمَينِ ، ثُمَّ نَسيرَ إلى مُعاوِيَةَ فَنُقاتِلَهُ ، حَتّى يَحكُمَ اللّهُ بَينَنا وبَينَهُ .
فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : فَهَلّا قُلتُم هذا حِينَ بَعَثنَا الحَكَمَينِ ، وأخَذنا مِنهُم العَهدَ ، وأعطَيناهُموهُ ! أ لا قُلتُم هذا حِينَئِذٍ !
قالوا : كُنّا قَد طالَتِ الحَربُ عَلَينا ، وَاشتَدَّ البَأسُ ، وكَثُرَ الجِراحُ ، وخَلَا الكُراعُ والسِّلاحُ .
فَقالَ لَهُم : أفَحينَ اشتَدَّ البَأسُ عَلَيكُم عاهَدتُم ، فَلَمّا وَجَدتُمُ الجَمامَ ۱ قُلتُم : نَنقُضُ العَهدَ ! إنَّ رَسولَ اللّهِ كانَ يَفي لِلمُشرِكينَ ، أفَتَأمُرونَني بِنَقضِهِ ! ۲

۲۶۷۱.الكامل للمبرّد :ذَكَرَ أهلُ العِلمِ مِن غَيرِ وَجهٍ أنَّ عَلِيّا رضى الله عنه لَمّا وَجَّهَ إلَيهِم عَبدَ اللّهِ بنَ العَبّاسِ لِيُناظِرَهُم ، قالَ لَهُم : مَا الَّذي نَقَمتُم عَلى أميرِ المُؤمِنينَ ؟
قالوا : قَد كانَ لِلمُؤمِنينَ أميرا ، فَلَمّا حَكَّمَ في دينِ اللّهِ خَرَجَ مِنَ الإِيمانِ ، فَليَتُب بَعدَ إقرارِهِ بِالكُفرِ نَعُد لَهُ .
فَقالَ ابنُ عَبّاسٍ : ما يَنبَغي لِمُؤمِنٍ لَم يَشُب إيمانَهُ شَكٌّ أن يُقِرَّ عَلى نَفسِهِ بِالكُفرِ .
قالوا : إنَّهُ قَد حَكَّمَ .
قالَ : إنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ قَد أَمَرَنا بِالتَّحكيمِ في قَتلِ صَيدٍ ، فَقالَ عَزَّ وجَلَّ : «يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ» ، فَكَيفَ في إمامَةٍ قَد أشكَلَت عَلَى المُسلِمينَ ؟ !
فَقالوا : إنَّهُ قَد حُكِمَ عَلَيهِ فَلَم يَرضَ .
فَقالَ : إنَّ الحُكومَةَ كَالإِمامَةِ ، ومَتى فَسَقَ الإِمامُ وَجَبَت مَعصِيَتُهُ ، وكَذلِك

1.الجَمام : الراحة (لسان العرب : ج۱۲ ص۱۰۵) .

2.شرح نهج البلاغة : ج۲ ص۳۱۰ ؛ بحار الأنوار : ج۳۳ ص۳۴۳ ح۵۸۷ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
634

حَقِّهِ فَإِنَّما يَنتَظِرُ انقِضاءَ المُدَّةِ ثُمَّ يَعودُ إلى مُحارَبَةِ القَومِ ، ولَيسَ عَلِيٌّ رضى الله عنهمِمَّن يَقعُدُ عَن حَقٍّ جَعَلَهُ اللّهُ لَهُ .
قالَ : فَصاحَتِ الخَوارِجُ ؛ وَقالوا : هَيهاتَ يَابنَ عَبّاسٍ ! نَحنُ لا نَتَوَلّى عَلِيّا بَعدَ هذَا اليومِ أبَدا ، فَارجِع إلَيهِ وقُل لَهُ فَليَخرُج إلَينا بِنَفسِهِ ؛ حَتّى نَحتَجَّ عَلَيهِ ، ونَسمَعَ كَلامَهُ ، ويَسمَعَ مِن كَلامِنا ، فَلَعَلَّنا إن سَمِعنا مِنهُ شَيئا يَعلَقُ إمّا ۱ أن نَرجِعَ عَمَّا اجتَمَعنا عَلَيهِ مِن حَربِهِ .
قالَ : فَخَرَجَ عَبدُ اللّهِ بنُ عَبّاسٍ إلى عَلِيٍّ رضى الله عنهفَخَبَّرَهُ بِذلِكَ ۲ .

۲۶۷۰.شرح نهج البلاغة عن عمر مولى غفرة :لَمّا رَجَعَ عَلِيٌّ عليه السلام مِن صِفّينَ إلَى الكوفَةِ ، أقامَ الخَوارِجُ حَتّى جَمّوا ۳ ، ثُمَّ خَرَجوا إلى صَحراءَ بِالكوفَةِ تُسَمّى حَرَوراءَ ، فَنادَوا : لا حُكمَ إلّا للّهِِ ولَو كَرِهَ المُشرِكونَ . ألا إنَّ عَلِيّا ومُعاوِيَةَ أشرَكا في حُكمِ اللّهِ .
فَأَرسَلَ عَلِيٌّ عليه السلام إلَيهِم عَبدَ اللّهِ بنَ عَبّاسٍ ، فَنَظَرَ في أمرِهِم ، وكَلَّمَهُم ، ثُمَّ رَجَعَ إلى عَلِيٍّ عليه السلام ، فَقالَ لَهُ : ما رَأَيتَ ؟
فَقالَ ابنُ عَبّاسٍ : وَاللّهِ ، ما أدري ما هُم !
فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ عليه السلام : رَأَيتَهُم مُنافِقينَ ؟
قالَ : وَاللّهِ ، ما سيماهُم بِسيمَا المُنافِقينَ ، إنَّ بَينَ أعيُنِهِم لَأَثَرَ السُّجودِ ، وهُم يَتَأَوَّلونَ القُرآنَ .
فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : دَعوهُم ما لَم يَسفِكوا دَما ، أو يَغصِبوا مالاً . وأرسَلَ إلَيهِم : ما هذَا الَّذي أحدَثتُم ، وما تُريدونَ ؟

1.كذا في المصدر ، ولعلّ «إمّا» زائدة .

2.الفتوح : ج۴ ص۲۵۱ وراجع المناقب لابن شهر آشوب : ج۳ ص۱۸۸ .

3.جمّ الشيء : كثر (لسان العرب : ج۱۲ ص۱۰۵) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 101125
صفحه از 670
پرینت  ارسال به