89
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3

إنّ التأثير العميق الذي كان لمروان على عثمان من جهة ، والرغبة الجامحة في إيجاد حكومة مجرّدة من القيم من جهة اُخرى ، فضلاً عن عدم اعتقاده بالثقافة الإسلاميّة ، جعل له دورا مهمّا في التطوّرات التي عصفت بالمجتمع الإسلامي آنذاك .
لقد كان له دور جدير بالتأمّل في تأجيج نار الغضب من جديد في نفوس الثائرين على عثمان ، وتعجيل اضطرام المناحرات حول دار الخلافة .
والمترجَم له هو ابن عمّ عثمان . وُلدَ في مكّة أو في الطائف ، ولكن لمّا كان النبيّ صلى الله عليه و آله قد نفى أباه الحكم بن أبي العاص إلى الطائف ، فقد ذهب معه إليها ؛ لذلك لم يَرَ رسول اللّه صلى الله عليه و آله ۱ .
وسبب نفي الحَكَم إلى الطائف هو نظره في داخل بيت النبيّ صلى الله عليه و آله ، أو استهزاؤه بعمله وسيرته صلى الله عليه و آله ۲ .
لَعَنه رسول اللّه صلى الله عليه و آله وقال : «وَيلٌ لِاُمَّتي مِمّا في صُلبِ هذا» ۳ . وعندما تقلّد عثمان أمر الخلافة ، أعاد عمّه وابن عمّه إلى المدينة ، وبالغ في إكرامهما ۴ وأغدق عليهما الأموال ۵ وفسح المجال لمروان أن يتدخّل في شؤون الخلافة ؛ فأصبح كاتبه ، بل منظّر حكومته حقّا .

1.اُسد الغابة : ج۵ ص۱۳۹ الرقم۴۸۴۸ .

2.أنساب الأشراف : ج۶ ص۱۳۵ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۶۴۷ ، اُسد الغابة : ج۲ ص۴۹ الرقم۱۲۱۷ .

3.اُسد الغابة : ج۲ ص۴۹ الرقم۱۲۱۷ و ج۵ ص۱۳۹ الرقم۴۸۴۸ ، الاستيعاب : ج۳ ص۴۴۴ الرقم۲۳۹۹ وفيهما «ونظر إليه عليّ يوما فقال : ويلك ، وويل اُمّة محمّد منك ومن بنيك !» .

4.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۶۴ و ص۱۶۶ ؛ مروج الذهب : ج۲ ص۳۴۳ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۶۴۷ ، البداية والنهاية : ج۸ ص۲۵۷ .

5.أنساب الأشراف : ج۶ ص۱۳۳ و ص۱۳۶ ، الطبقات الكبرى : ج۵ ص۳۶ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۳ ص۴۳۰ و ۴۳۲ ، الإمامة والسياسة : ج۱ ص۵۰ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
88

أبي طالِبٍ عليه السلام ۱ .

۲۰۹۰.مروج الذهب عن مساور بن السائب :أنَّ ابنَ الزُّبَيرِ خَطَبَ أربَعينَ يَوما لا يُصَلّي عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، وقالَ : لا يَمنَعُني أن اُصَلِّيَ عَلَيهِ إلّا أن تَشمَخَ رِجالٌ بِآنافِها ۲ .
قالَ ابنُ أبِي الحَديدِ بَعدَ ذِكرِهِ لِهذَا الخَبَرِ : وفي رِوايَةِ مُحَمَّدِ بنِ حَبيبٍ وأَبي عُبَيدَةَ مُعَمَّرِ بنِ المُثَنّى : إنَّ لَهُ اُهَيلَ سوءٍ يُنغِضونَ ۳ رُؤوسَهُم عِندَ ذِكرِهِ ۴ .

۲۰۹۱.مقاتل الطالبيّينـ في ذِكرِ عَبدِ اللّهِ بنِ الزُّبَيرِ ـ: هُوَ الَّذي بَقِيَ أربَعينَ جُمعَةً لا يُصَلّي عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله في خُطبَتِهِ حَتَّى التاثَ ۵ عَلَيهِ النّاسُ ، فَقالَ : إنَّ لَهُ أهلَ بَيتِ سوءٍإذا صَلَّيتُ عَلَيهِ أو ذَكَرتُهُ أتلَعوا ۶ أعناقَهُم ، وَاشرَأَبّوا لِذِكرِهِ ، وفَرِحوا بِذلِكَ ، فَلا اُحِبُّ أن اُقِرَّ عَينَهُم بِذِكرِهِ!! ۷ .

2 / 6

مَروانُ بنُ الحَكَمِ

كان مروان بن الحكم شخصا مشبوها ، ورجلاً انتهازيّا يميل إلى اثارة الفتن والاضطرابات ، ويمثّل تجسيدا للشخص المرسوس في أوساط حركة لا ينسجم مع مسارها ولا يعتقد بقيمها ولا يتماشى مع مُثُلها . وأمثال هؤلاء الأشخاص يُلحقون أضرارا فادحة بالتيّار الفكري أو السياسي الذى ينتمون إليه .

1.شرح نهج البلاغة : ج۴ ص۷۹ .

2.مروج الذهب : ج۳ ص۸۸ ، شرح نهج البلاغة : ج۴ ص۶۲ نحوه .

3.من الإنغاض : تحريك الرأس نحو الغير كالمتعجّب منه (مفردات ألفاظ القرآن : ص۸۱۶) .

4.شرح نهج البلاغة : ج۴ ص۶۲ .

5.الاِلتِياث: الاختلاطُ والالتِفاف (لسان العرب : ج۲ ص۱۸۷) .

6.أتلَعَ: مَدَّ عُنُقَهُ مُتَطاوِلاً (القاموس المحيط : ج۳ ص۱۰) .

7.مقاتل الطالبيّين : ص۳۹۷ ؛ بحار الأنوار : ج۴۸ ص۱۸۳ ح۲۶ وراجع تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۲۶۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 101027
صفحه از 670
پرینت  ارسال به