۲۸۱۹.شرح نهج البلاغةـ بَعدَما أشارَ إلى قِتالِ الأَشتَرِ يَومَ الهَريرِ ـ: قُلتُ : للّهِِ اُمٌّ قامَت عَنِ الأَشتَرِ ! لَو أنَّ إنسانا يُقسِمُ أنَّ اللّهَ تَعالى ما خَلَقَ فِي العَرَبِ ولا فِي العَجَمِ أشجَعَ مِنهُ إلّا اُستاذَهُ عليه السلام لَما خَشيتُ عَلَيهِ الإِثمَ ! وللّهِِ دَرُّ القائِلِ وقَد سُئِلَ عَنِ الأَشتَرِ : ما أقولُ في رَجُلٍ هَزَمَت حَياتُهُ أهلَ الشّامِ ، وهَزَمَ مَوتُهُ أهلَ العِراقِ ! وبِحَقِّ ما قالَ فيهِ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : كانَ الأَشتَرُ لي كَما كُنتُ لِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ۱ .
6 / 9
كتابُ الإِمامِ إلى مُحَمَّدِ بنِ أبي بَكرٍ
۲۸۲۰.الغارات عن ابن أبي سيف عن أصحابه :إنَّ مُحَمَّدَ بنَ أبي بَكرٍ لَمّا بَلَغَهُ أنَّ عَلِيّا عليه السلام قَد وَجَّهَ الأَشتَرَ إلى مِصرَ شَقَّ عَلَيهِ ، فَكَتَبَ عَلِيٌّ عليه السلام عِندَ مَهلِكِ الأَشتَرِ إلى مُحَمَّدِ بنِ أبي بَكرٍ ـ وذلِكَ حينَ بَلَغَهُ مَوجِدَةُ ۲ مُحَمَّدِ بنِ أبي بَكرٍ لِقُدومِ الأَشتَرِ عَلَيهِ ـ :
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ . مِن عَبدِ اللّهِ عَلِيٍّ أميرِ المُؤمِنينَ إلى مُحَمَّدِ بنِ أبي بَكرٍ ، سَلامٌ عَلَيكَ . أمّا بَعدُ ، فَقَد بَلَغَني مَوجِدَتُكَ مِن تَسريحِيَ الأَشتَرَ إلى عَمَلِكَ ، ولَم أفعَل ذلِكَ استِبطاءً لَكَ فِي الجِهادِ ، ولَا استِزادَةً لَكَ مِنّي فِي الجِدِّ ، ولَو نَزَعتُ ما حَوَت يَداك مِن سُلطانِكَ لَوَلَّيتُكَ ما هُوَ أيسَرُ مَؤونَةً عَلَيكَ ، وأعجَبُ ولاِيَةً إلَيكَ ، إلّا أنَّ الرَّجُلَ الَّذي كُنتُ وَلَّيتُهُ مِصرَ كانَ رَجُلاً لَنا مُناصِحا ، وعَلى عَدُوِّنا شَديدا ، فَرَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ ، وقَد استَكمَلَ أيّامَهُ ، ولاقى حِمامَهُ ، ونَحنُ عَنهُ راضونَ ، فَرَضِيَ اللّهُ عَنهُ ، وضاعَفَ لَهُ الثَّوابَ ، وأحسَنَ لَهُ المَآبَ ، فَأصحِر لِعَدُوِّكَ ، وشَمِّر لِلحَربِ ، وَادعُ إلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ ، وأكثِر ذِكرَ اللّهِ والاِستِعانَةَ بِهِ وَالخَوف