157
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 4

إلَيهِ يُنكِرُ ذلِكَ عَلَيهِ . وطَمِعَ سُفيانُ في أصحابِ عَلِيٍّ لِقِلَّتِهِم فَقاتَلَهُم ، فَصَبَرَ أصحابُ عَلِيٍّ ثُمَّ قُتِلَ صاحِبُهُم ، وهُوَ أشرَسُ بنُ حَسّانٍ البَكرِيُّ ، وثَلاثونَ رَجُلاً ، وَاحتَمَلوا ما فِي الأَنبارِ مِن أموالِ أهلِها ورَجَعوا إلى مُعاوِيَةَ . وبَلَغَ الخَبَرُ عَلِيّا فَأَرسَلَ في طَلَبِهِم فَلَم يُدرِكوا ۱ .

۲۸۴۳.تاريخ اليعقوبي :أغارَ سُفيانُ بنُ عَوفٍ عَلَى الأَنبارِ ، فَقَتَلَ أشرَسَ بنَ حَسّانِ البَكرِيَّ ، فَأَتبَعَهُ عَلِيٌّ سَعيدَ بنَ قَيسٍ ، فَلَمّا أحَسَّ بِهِ انصَرَفَ مُوَلِّيا ، وتَبِعَهُ سَعيدٌ إلى عاناتٍ فَلَم يَلحَقهُ ۲ .

۲۸۴۴.الغارات عن محمّد بن مخنف :إنَّ سُفيانَ بنَ عَوفٍ لَمّا أغارَ عَلَى الأَنبارِ قَدِمَ عِلجٌ ۳ مِن أهلِها عَلى عَلِيٍّ عليه السلام فَأَخبَرَهُ الخَبَرَ .
فَصَعِدَ المِنبَرَ فَقالَ : أيُّهَا النّاسُ ! إنَّ أخاكُمُ البَكرِيَّ قَد اُصيبَ بِالأَنبارِ وهُوَ مُعتَزٌّ لا يَخافُ ما كانَ ، فَاختارَ ما عِندَ اللّهِ عَلَى الدُّنيا فَانتَدَبوا إلَيهِم حَتّى تُلاقوهُم ، فَإِن أصَبَتُم مِنهُم طَرَفا أنكَلتُموهُم عَنِ العِراقِ أبَدا ما بَقَوا .
ثُمَّ سَكَتَ عَنهُم رَجاءَ أن يُجيبوهُ أو يَتَكَلَّموا ، أو يَتَكَلَّمَ مُتَكَلِّمٌ مِنهُم بِخَيرٍ فَلَم يَنبِس أحَدٌ مِنهُم بِكَلِمَةٍ ، فَلَمّا رَأى صَمتَهُم عَلى ما في أنفُسِهِم نَزَلَ فَخَرَجَ يَمشي راجِلاً حَتّى أتَى النُّخَيلَةَ وَالنّاسُ يَمشونَ خَلفَهُ حَتّى أحاطَ بِهِ قَومٌ مِن أشرافِهِم ، فَقالوا : اِرجِع يا أميرَ المُؤمِنينَ نَحنُ نَكفيكَ .

1.الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۲۵ ، تاريخ الطبري : ج۵ ص۱۳۴ ، البداية والنهاية : ج۷ ص۳۲۰ وزاد في آخرهما «بلغ الخبر عليّا عليه السلام فخرج حتى أتى النُّخَيلة ، فقال له الناس : نحن نكفيك ، قال : ما تكفونني ولا أنفسكم ، وسرّح سعيد بن قيس في أثر القوم ، فخرج في طلبهم حتى جاز هيت ، فلم يلحقهم فرجع» ، الفتوح : ج۴ ص۲۲۵ كلّها نحوه وراجع أنساب الأشراف : ج۳ ص۲۳۱ ودعائم الإسلام : ج۱ ص۳۹۰ .

2.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۹۶ .

3.العِلْجُ : الرَّجُل القَويّ الضَّخْم (النهاية : ج۳ ص۲۸۶) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 4
156

8 / 4

غارَةُ سُفيانَ بنِ عَوفٍ

۲۸۴۱.الغارات عن سفيان بن عوف الغامدي :دَعاني مُعاوِيَةُ فَقالَ :
إنّي باعِثُكَ في جَيشٍ كَثيفٍ ذي أداةٍ وجَلادَةٍ فَالزَم لي جانِبَ الفُراتِ حَتّى تَمُرَّ بِهيتَ ۱ فَتَقطَعَها ، فَإِن وَجَدتَ بِها جُندا فَأَغِر عَلَيهِم وإلّا فَامضِ حَتّى تُغيرَ عَلَى الأَنبارِ ، فَإِن لَم تَجِد بِها جُندا فَامضِ حَتّى تُغيرَ عَلَى المَدائِنِ ثُمَّ أقبِل إلَيَّ ، وَاتَّقِ أن تَقرُبَ الكوفَةَ ، وَاعلَم أنَّكَ إن أغَرتَ عَلى أهلِ الأَنبارِ وأهلِ المَدائِنِ فَكَأَنَّكَ أغَرتَ عَلَى الكوفَةِ ، إنَّ هذِهِ الغاراتِ يا سُفيانُ عَلى أهلِ العِراقِ تَرهَبُ قُلوبَهُم وتُجَرِّئُ كُلَّ مَن كانَ لَهُ فينا هَوىً مِنهُم ويَرى فِراقَهُم ، وتَدعو إلَينا كُلَّ مَن كانَ يَخافُ الدَّوائِرَ ، وخَرَّبَ كُلَّ ما مَرَرتَ بِهِ مِنَ القُرى ، وَاقتُل كُلَّ مَن لَقيتَ مِمَّن لَيسَ هُوَ عَلى رَأيِكَ ، وَاحرَبِ ۲ الأَموالَ ، فَإِنَّهُ شَبيهٌ بِالقَتلِ وهُوَ أوجَعُ لِلقُلوبِ ۳ .

۲۸۴۲.الكامل في التاريخ :وَجَّهَ مُعاوِيَةُ في هذِهِ السَّنَةِ [39 ه ] أيضا سُفيانَ بنَ عَوفٍ في سِتَّةِ آلافِ رَجُلٍ ، وأمَرَهُ أن يَأتِيَ هيتَ فَيَقطَعَها ، ثُمَّ يَأتِيَ الأَنبارَ وَالمَدائِنَ فَيوقِعَ بِأَهلِها .
فَأَتى هيتَ فَلَم يَجِد بِها أحَدا ، ثُمَّ أتَى الأَنبارَ وفيها مَسلَحَةٌ لِعَلِيٍّ تَكونُ خَمسَمِئَةِ رَجُلٍ وقَد تَفَرَّقوا ولَم يَبقِ مِنهُم إلّا مِائَتا رَجُلٍ ، وكانَ سَبَبُ تَفَرُّقِهِم أنَّهُ كانَ عَلَيهِم كُمَيلُ بنُ زِيادٍ ، فَبَلَغَهُ أنَّ قَوما بِقَرقيسِيا يُريدونَ الغارَةَ عَلى هيتَ فَسارَ إلَيهِم بِغَيرِ أمرِ عَلِيٍّ .
فَأَتى أصحابُ سُفيانَ وكُمَيلٌ غائِبٌ عَنها ، فَأَغضَبَ ذلِكَ عَلِيّا عَلى كُمَيلٍ ، فَكَتَب

1.هِيْت : بلدة في العراق على الفرات من نواحي بغداد ، فوق الأنبار (معجم البلدان : ج۵ ص۴۲۱) .

2.الحَرَب : نهبُ مَالِ الإنسان وتَرْكُه لا شيء له (النهاية : ج۱ ص۳۵۸) .

3.الغارات : ج۲ ص۴۶۴ ؛ شرح نهج البلاغة : ج۲ ص۸۵ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 4
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 103126
صفحه از 684
پرینت  ارسال به