167
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 4

وقُتِلَ مِن أصحابِ حُجرٍ رَجُلانِ : عَبدُ الرَّحمنِ وعَبدُ اللّهِ الغامِديُّ ، وحَجَزَ اللَّيلُ بَينَهُم ، فَمَضَى الضَّحّاكُ ، فَلَمّا أصبَحوا لَم يَجِدوا لَهُ ولِأَصحابِهِ أثَرا ۱ .

۲۸۵۲.تاريخ الطبري عن عوانة :وَجَّهَ مُعاوِيَةُ الضَّحّاكَ بنَ قَيسٍ ، وأمَرَهَ أن يَمُرَّ بِأَسفَلِ واقِصَةَ ۲ ، وأن يُغيرَ عَلى كُلِّ مَن مَرَّ بِهِ مِمَّن هُوَ في طاعَةِ عَلِيِّ مِنَ الأَعرابِ ، ووَجَّهَ مَعَهُ ثَلاثَةَ آلافِ رَجُلٍ .
فَسارَ فَأَخَذَ أموالَ النّاسِ ، وقَتَلَ مَن لَقِيَ مِنَ الأَعرابِ ، ومَرَّ بِالثَّعلَبِيَّةِ فَأَغارَ عَلى مَسالِحِ عَلِيٍّ ، وأخَذَ أمتِعَتَهُم ، ومَضى حَتَّى انتَهى إلَى القُطقُطانَةِ .
فَأَتى عَمرَو بنَ عُمَيسِ بنِ مَسعودٍ ، وكانَ في خَيلٍ لِعَلِيٍّ وأمامَهُ أهلُهُ ، وهُوَ يُريدُ الحَجَّ ، فَأَغارَ عَلى مَن كانَ مَعَهُ ، وحَبَسَهُ عَنِ المَسيرِ .
فَلَمّا بَلَغَ ذلِكَ عَلِيّا سَرَّحَ حُجرَ بنَ عَدِيِّ الكِندِيَّ في أربَعَةِ آلافٍ ، وأعطاهُم خَمسينَ خَمسينَ ، فَلَحِقَ الضَّحّاكَ بِتَدمُرَ فَقَتَلَ مِنهُم تِسعَةَ عَشَرَ رَجُلاً ، وقُتِلَ مِن أصحابِهِ رَجُلانِ ، وحالَ بَينَهُم اللَّيلُ ، فَهَرَبَ الضَّحّاكُ وأصحابُهُ ، ورَجَعَ حُجرٌ ومَن مَعَهُ ۳ .

۲۸۵۳.تاريخ اليعقوبي :جَلَسَ عَلِيٌّ فِي المَسجِدِ ، فَنَدَبَ النّاسَ ، وَانتَدَبَ أربَعَةُ آلافٍ ، فَسارَ بِهِم في طَلَبِ القَومِ ، وأغَذَّ المَسيرَ حَتّى لَقِيَهُم بِتَدمُرَ مِن عَمَلِ حِمصَ ، فَقاتَلَهُم فَهَزَمَهُم ، حَتّى انتَهَوا إلَى الضَّحّاكِ ، وحَجَزَ بَينَهُم اللَّيلُ ، فَأَدلَجَ ۴ الضَّحّاكُ عَلى وَجهِه

1.الغارات : ج۲ ص۴۲۱ ، الإرشاد : ج۱ ص۲۷۱ نحوه إلى «من جانب آخر» ؛ أنساب الأشراف : ج۳ ص۱۹۷ نحوه .

2.وَاقِصَة : منزل بطريق مكّة بين القرعاء وعقبة الشيطان (راجع معجم البلدان : ج۵ ص۳۵۴) .

3.تاريخ الطبري : ج۵ ص۱۳۵ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۲۶ نحوه .

4.يُقال أدلج : إذا سار من أوّل الليل (النهاية : ج۲ ص۱۲۹) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 4
166

قالَ أبو رَوقٍ : فَحَدَّثَني أبي أنَّهُ سَمِعَ عَلِيّا عليه السلام وقَد خَرَجَ إلَى النّاسِ وهُوَ يَقولُ عَلَى المِنبَرِ : يا أهلَ الكوفَةِ ! اُخرُجوا إلَى العَبدِ الصّالِحِ عَمرِو بنِ عُمَيسٍ ، وإلى جُيوشٍ لَكُم قَد اُصيبَ مِنها طَرَفٌ ؛ اُخرُجوا فَقاتِلوا عَدُوَّكُم وَامنَعوا حَريمَكُم ، إن كُنتُم فاعِلينَ .
قالَ : فَرَدّوا عَلَيهِ رَدّا ضَعيفا ، ورَأى مِنهُم عَجزا وفَشَلاً فَقالَ :
وَاللّهِ ، لَوَدِدتُ أنَّ لي بِكُلِّ مِئَةٍ مِنكُم رَجُلاً مِنهُم ، وَيحَكُم اُخرُجوا مَعي ، ثُمَّ فِرّوا عَنّي إن بدا لَكُم ، فَوَاللّهِ ما أكرَهُ لِقاءَ رَبّي عَلى نِيَّتي وبَصيرَتي ، وفي ذلِكَ رَوحٌ لي عَظيمٌ ، وفَرَجٌ مِن مُناجاتِكُم ومُقاساتِكُم ومُداراتِكُم مِثلَ ما تُدارى البِكارُ العَمِدةُ ، وَالثِّيابُ المُتَهَتِّرَةُ ، كُلَّما خِيطَت مِن جانِبٍ تَهَتَّكَت عَلى صاحِبِها مِن جانِبٍ آخَرَ ، ثُمَّ نَزَلَ .
فَخَرَجَ يَمشي حَتّى بَلَغَ الغَرِيَّينِ ۱ ، ثُمَّ دَعا حُجرَ بنَ عَدِيٍّ الكِندِيَّ مِن خَيلِهِ فَعَقَدَ لَهُ ثَمَّ رايَةً عَلى أربَعَةِ آلافٍ ، ثُمَّ سَرَّحَهُ ۲ .
فَخَرَجَ حَتّى مَرَّ بِالسَّماوَةِ ۳
ـ وهِيَ أرضُ كَلبٍ ـ فَلَقِيَ بِها امرَأَ القَيسِ بنَ عَدِيِّ بنِ أوسِ بنِ جابِرِ بنِ كَعبِ بنِ عُلَيمٍ الكَلبِيَّ أصهارَ الحُسَينِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليهم السلام ، فَكانوا أدِلّاءَهُ عَلى طَريقِهِ وعَلَى المِياهِ ، فَلَم يَزَل مُغِذّا في أثَرَ الضَّحّاكِ حَتّى لَقِيَهُ بِناحِيَةِ تَدمُرَ فَواقَفَهُ فَاقتَتَلوا ساعَةً ، فَقُتِلَ مِن أصحابِ الضَّحّاكِ تِسعَةَ عَشَرَ رَجُلاً ،

1.الغَرِيّان : طربالان ، وهما بناءان كالصومعتين بظاهر الكوفة ، قرب قبر عليّ بن أبي طالب (معجم البلدان : ج۴ ص۱۹۶) .

2.سرَّحتُ فلاناً إلى موضع كذا : إذا أرسلته (لسان العرب : ج۲ ص۴۷۹) .

3.السَّمَاوَة : ماء بالبادية ، وبادية السماوة التي هي بين الكوفة والشام قفرى أظنّها مسمّاة بهذا الماء ، وقال السكري : السماوة ماء لكلب (معجم البلدان : ج۳ ص۲۴۵) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 4
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 115833
صفحه از 684
پرینت  ارسال به