171
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 4

الرَّقَّةِ ۱ ؛ فَلَم يَدَع لِلعُثمانِيَّةِ بِها ماشِيةً إلَا استاقَها ، ولا خَيلاً ولا سِلاحا إلّا أخَذَهُ ، وعادَ إلى نَصيبينَ وكَتَبَ إلى عَلِيٍّ .
فَكَتَبَ إلَيهِ عَلِيٌّ يَنهاهُ عَن أخذِ أموالِ النّاسِ إلَا الخَيلَ وَالسِّلاحَ الَّذي يُقاتِلونَ بِهِ ، وقالَ : رَحِمَ اللّهُ شَبيبا ، لَقَد أبعَدَ الغارَةَ وعَجَّلَ الِانتِصارَ ۲ .

8 / 8

غارَةُ بُسرِ بنِ أرطاةَ

۲۸۵۸.تاريخ الطبري عن عوانة :أرسَلَ مُعاوِيَةُ بنُ أبي سُفيانَ بَعدَ تَحكيمِ الحَكَمَينِ بُسرَ بنَ أبي أرطاةَ ـ وهُوَ رَجُلٌ مِن بَني عامِرِ بنِ لُؤَيٍّ ـ في جَيشٍ ، فَساروا مِنَ الشّامِ حَتّى قَدِمُوا المَدينَةَ ، وعامِلُ عَلِيٍّ عَلَى المَدينَةِ يَومَئِذٍ أبو أيّوبٍ الأَنصارِيُّ ، فَفَرَّ مِنهُم أبو أيّوبٍ ، فَأَتى عَلِيّا بِالكوفَةِ .
ودَخَلَ بُسرٌ المَدينَةَ ، قالَ : فَصَعِدَ مِنبَرَها ولَم يُقاتِلهُ بِها أحَدٌ ، فَنادى عَلَى المِنبَرِ : يا دينارُ ، ويا نَجّارُ ، ويا زُرَيقُ ، شَيخي شَيخي ! عَهدي بِهِ بِالأَمسِ ، فَأَينَ هُوَ ! يَعني عُثمانَ .
ثُمَّ قالَ : يا أهلَ المَدينَةِ ! وَاللّهِ ، لَولا ما عَهِدَ إلَيَّ مُعاوِيَةُ ما تَرَكتُ بِها مُحتَلِما إلّا قَتَلتُهُ ، ثُمَّ بايَعَ أهلُ المَدينَةِ .
وأرسَلَ إلى بَني سَلَمَةَ ، فَقالَ : وَاللّهِ ، ما لَكُم عِندي مِن أمانٍ ، ولا مُبايَعَةٍ حَتّى تَأتوني بِجابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ .

1.الرَّقّة : من مدن سوريا الحالية ، وهي مدينة مشهورة على الفرات ، بينها وبين حرّان ثلاثة أيّام (راجع معجم البلدان : ج۳ ص۵۹) .

2.الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۲۸ ، أنساب الأشراف : ج۳ ص۲۳۱ ، الفتوح : ج۴ ص۲۲۷ و ۲۲۸ كلاهما نحوه .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 4
170

8 / 7

غارَةُ عَبدِ الرَّحمنِ بنِ قَباثٍ

۲۸۵۷.الكامل في التاريخـ في أحداثِ سَنَةِ تِسعٍ وثَلاثينَ هجريّة ـ: وفيها سَيَّرَ مُعاوِيَةُ عَبدَ الرَّحمنِ بنَ قَباثِ بنِ أشيَمَ إلى بِلادِ الجَزيرَةِ وفيها شَبيبُ بنُ عامِرٍ ـ جَدُّ الكِرمانِيِّ الَّذي كانَ بِخُراسانَ ـ وكانَ شَبيبٌ بِنَصيبينَ ۱ ، فَكَتَبَ إلى كُمَيلِ بنِ زِيادٍ ، وهُوَ بِهيتَ ، يُعلِمُهُ خَبَرَهُم .
فَسارَ كُمَيلٌ إلَيهِ نَجدَةً لَهُ في سِتِّمِئَةِ فارِسٍ ، فَأَدرَكوا عَبدَ الرَّحمنِ ومَعَهُ مَعَنُ بنُ يَزيدَ السُّلَمِيُّ ، فَقاتَلَهُما كُميلٌ وهَزَمَهُما ، فَغَلَبَ عَلى عَسكَرِهِما ، وأكثَرَ القَتلَ في أهلِ الشّامِ ، وأمَرَ أن لا يُتبَعُ مُدبِرٌ ولا يُجهَزَ عَلى جَريحٍ ، وقُتِلَ مِن أصحابِ كُمَيلٍ رَجُلانِ .
وكَتَبَ إلى عَلِيٍّ بِالفَتحِ فَجَزاهُ خَيرا ، وأجابَهُ جَوابا حَسَنا ورَضِيَ عَنهُ ، وكانَ ساخِطا عَلَيهِ ... .
وأقبَلَ شَبيبُ بنُ عامِرٍ مِن نَصيبينَ فَرَأى كُمَيلاً قَد أوقَعَ بِالقَومِ فَهَنَّأَهُ بِالظَّفَرِ ، وأتبَعَ الشّامِيّينَ فَلَم يَلحَقهُم ، فَعَبَرَ الفُراتَ ، وبَثَّ خَيلَهُ ، فَأَغارَت عَلى أهلِ الشّامِ حَتّى بَلَغَ بَعلَبَكَّ ۲
.
فَوَجَّهَ مُعاوِيَةُ إلَيهِ حَبيبَ بنَ مَسلَمَةَ فَلَم يُدرِكهُ ، ورَجَعَ شَبيبٌ فَأَغارَ عَلى نَواحِى
¨

1.نَصِيبِين : مدينة عامرة على جادّة القوافل من الموصل إلى الشام على تسعة فراسخ من سنجار . وقد بنيت هذه المدينة على أيدي الروم ، وافتتحها أنوشيروان (راجع معجم البلدان : ج۵ ص۲۸۸) .

2.بَعْلَبَك : مدينة قديمة من مدن لبنان ، بينها وبين دمشق ثلاثة أيّام (معجم البلدان : ج۱ ص۴۵۳) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 4
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 99398
صفحه از 684
پرینت  ارسال به