177
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 4

مَشَيتَ ومَشى أصحابُكَ .
ولا تَستَأثِر عَلى أهلِ المِياهِ بِمِياهِهِم ، ولا تَشرَبَنَّ إلّا فَضلَهُم عَن طيبِ نُفوسِهِم ، ولا تَشتِمَنَّ مُسلِما ولا مُسلِمَةً ؛ فَتوجِبَ عَلى نَفسِكَ ما لَعَلَّكَ تُؤَدِّبُ غَيرَكَ عَلَيهِ .
ولا تَظلِمَنَّ مُعاهَدا ، ولا مُعاهَدَةً ، وَاذكُرِ اللّهَ ، ولا تَفتُر لَيلاً ولا نَهارا ، وَاحمِلوا رَجّالَتَكُم ، وتَواسَوا في ذاتِ أيديكُم ، وأجدِدِ السَّيرَ ، وأجلِ العَدُوَّ مِن حَيثُ كانَ ، وَاقتُلهُ مُقبِلاً ، وَاردُدهُ بِغَيظِهِ صاغِرا .
وَاسفِكِ الدَّمَ فِي الحَقِّ ، وَاحقِنهُ فِي الحَقِّ ، ومَن تابَ فَاقبَل تَوبَتَهُ ، وإخبارَكَ في كُلِّ حينٍ بِكُلِّ حالٍ ، وَالصِّدقَ الصِّدقَ ! فَلا رَأيَ لِكَذوبٍ ۱ .

۲۸۶۲.الغارات عن عبد الرحمن السلمي :رَجَعَ بُسرٌ فَأَخَذَ عَلى طَريقِ السَّماوَةِ ، حَتّى أتَى الشّامَ فَقَدِمَ عَلى مُعاوِيَةَ فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ! إحمَدِ اللّهَ ؛ فَإِنّي سِرتُ في هذَا الجَيشِ أقتُلُ عَدُوَّكَ ـ ذاهِبا وراجِعا ـ لَم يَنكُب رَجُلٌ مِنهُم نَكبَةً .
فَقالَ مُعاوِيَةُ : اللّهُ فَعَلَ ذلِكَ لا أنتَ ! !
وكانَ الَّذي قَتَلَ بُسرٌ في وَجهِهِ ـ ذاهِبا وراجِعا ـ ثَلاثينَ ألفا ، وحَرَّقَ قَوما بِالنّارِ ۲ .

۲۸۶۳.الغارات عن الكلبي ولوط بن يحيى الأزدي :إنَّ ابنَ قَيسِ بنِ زُرارَةَ الشّاذي فَخذٌ مِن هَمدانَ قَدِمَ عَلى عَلِيٍّ عليه السلام فَأَخبَرَهُ بِخُروجِ بُسرٍ ، فَنَدَبَ عَلِيٌّ عليه السلام النّاسَ فَتثاقَلوا عَنهُ ، فَقالَ : أ تُريدونُ أن أخرُجَ بِنَفسي في كَتيبَةٍ تَتبَعُ كَتيبَةً فِي الفَيافي ۳ وَالجِبالِ ؟ ! ذَهَبَ وَاللّهِ مِنكُم اُولُو النُّهى وَالفَضلِ الَّذينَ كانوا يُدعَونَ فَيُجيبونَ ، ويُؤمَرونَ فَيُطيعونَ ، لَقَد

1.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۲۰۰ .

2.الغارات : ج۲ ص۶۳۹ ؛ شرح نهج البلاغة : ج۲ ص۱۷ وفيه من «أحمدُ اللّه . . .» .

3.هي البَرارِي الواسِعة ، جمع فَيْفاء (النهاية : ج۳ ص۴۸۵).


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 4
176

ثُمَّ جَمَعَ بُسرٌ أهلَ نَجرانَ فَقالَ : يا إخوانُ النَّصارى ! أما وَالَّذي لا إلهَ غَيرُهُ لَئِن بَلَغَني عَنكُم أمرٌ أكرَهُهُ لَاُكثِرَنَّ قَتلاكُم . ثُمَّ سارَ نَحوَ جَيشانَ ـ وهُم شيعَةٌ لِعَلِيٍّ ـ فَقاتَلَهُم ، فَهَزَمَهُم ، وقَتَلَ فيهِم قَتلاً ذَريعا ، ثُمَّ رَجَعَ إلى صَنعاءَ .
وسارَ جارِيَةُ بنُ قُدامَةَ السَّعدِيُّ حَتّى أتى نَجرانَ وطَلَبَ بُسرا ، فَهَرَبَ مِنهُ فِي الأَرضِ ، ولَم يَقُم لَهُ ، وقَتَلَ مِن أصحابِهِ خَلقا ، وأتبَعَهُم بِقَتلٍ وأسرٍ حَتّى بَلَغَ مَكَّةَ ، ومَرَّ بُسرٌ حَتّى دَخَلَ الحِجازَ لا يَلوي عَلى شَيءٍ .
فَأَخَذَ جارِيَةُ بنُ قُدامَةَ أهلَ مَكَّةَ بِالبَيعَةِ ، فَقالوا : قَد هَلَكَ عَلِيٌّ فَلِمَن نُبايِعُ ؟
قالَ : لِمَن بايَعَ لَهُ أصحابُ عَلِيٍّ بَعدَهُ ، فَتَثاقَلوا .
فَقالَ : وَاللّهِ ، لَتُبايِعُنَّ ولَو بِأَستاهِكُم ، فَبايَعوا ودَخَلَ المَدينَةَ ، وقَدِ اصطَلَحوا عَلى أبي هُرَيرَةَ فَصَلّى بِهِم ، فَفَرَّ مِنهُ أبو هُرَيرَةَ .
فَقالَ جارِيَةُ : يا أهلَ المَدينَةِ ! بايِعوا لِلحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ ، فَبايَعوا .
ثُمَّ خَرَجَ يُريدُ الكوفَةَ ، فَرَدَّ أهلُ المَدينَةِ أبا هُرَيرَةَ . . . وحَدَّثَ أبُو الكَنودِ أنَّ جارِيَةَ مَرَّ في طَلَبِ بُسرٍ فَما كانَ يَلتَفِتُ إلى مَدينَةَ ، ولا يَعرُجُ عَلى شَيءٍ حَتَّى انتَهى إلَى اليَمَنِ ونَجرانَ ، فَقَتَلَ مَن قَتَلَ ، وهَرَبَ مِنهُ بُسرٌ ، وحَرَّقَ تَحريقا ، فَسُمِّيَ مُحَرِّقا ۱ .

۲۸۶۰.الاستيعاب :أرسَلَ مُعاوِيَةُ بُسرَ بنَ أرطاةَ إلَى اليَمَنِ ، فَسَبى نِساءً مُسلِماتٍ ، فَاُقِمنَ فِي السّوقِ ۲ .

۲۸۶۱.تاريخ اليعقوبي عن أبي خالد الوالبي :قَرَأتُ عَهدَ عَلِيٍّ لِجارِيَةَ بنِ قُدامَةَ : اُوصيكَ يا جارِيَةُ بِتَقوَى اللّهِ ؛ فَإِنَّها جَموعُ الخَيرِ ، وسِر عَلى عَونِ اللّهِ ، فَالقَ عَدُوَّكَ الَّذي وَجَّهتُكَ لَهُ ، ولا تُقاتِل إلّا مَن قاتَلَكَ ، ولا تُجهِز عَلى جَريحٍ ، ولا تُسَخِّرَنَّ دابَّةً ، وإن

1.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۹۷ وراجع الغارات : ج۲ ص۶۰۷ ـ ۶۲۸ والفتوح : ج۴ ص۲۳۱ ـ ۲۴۰ .

2.الاستيعاب : ج۱ ص۲۴۳ الرقم۱۷۵ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 4
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 115948
صفحه از 684
پرینت  ارسال به