مَشَيتَ ومَشى أصحابُكَ .
ولا تَستَأثِر عَلى أهلِ المِياهِ بِمِياهِهِم ، ولا تَشرَبَنَّ إلّا فَضلَهُم عَن طيبِ نُفوسِهِم ، ولا تَشتِمَنَّ مُسلِما ولا مُسلِمَةً ؛ فَتوجِبَ عَلى نَفسِكَ ما لَعَلَّكَ تُؤَدِّبُ غَيرَكَ عَلَيهِ .
ولا تَظلِمَنَّ مُعاهَدا ، ولا مُعاهَدَةً ، وَاذكُرِ اللّهَ ، ولا تَفتُر لَيلاً ولا نَهارا ، وَاحمِلوا رَجّالَتَكُم ، وتَواسَوا في ذاتِ أيديكُم ، وأجدِدِ السَّيرَ ، وأجلِ العَدُوَّ مِن حَيثُ كانَ ، وَاقتُلهُ مُقبِلاً ، وَاردُدهُ بِغَيظِهِ صاغِرا .
وَاسفِكِ الدَّمَ فِي الحَقِّ ، وَاحقِنهُ فِي الحَقِّ ، ومَن تابَ فَاقبَل تَوبَتَهُ ، وإخبارَكَ في كُلِّ حينٍ بِكُلِّ حالٍ ، وَالصِّدقَ الصِّدقَ ! فَلا رَأيَ لِكَذوبٍ ۱ .
۲۸۶۲.الغارات عن عبد الرحمن السلمي :رَجَعَ بُسرٌ فَأَخَذَ عَلى طَريقِ السَّماوَةِ ، حَتّى أتَى الشّامَ فَقَدِمَ عَلى مُعاوِيَةَ فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ! إحمَدِ اللّهَ ؛ فَإِنّي سِرتُ في هذَا الجَيشِ أقتُلُ عَدُوَّكَ ـ ذاهِبا وراجِعا ـ لَم يَنكُب رَجُلٌ مِنهُم نَكبَةً .
فَقالَ مُعاوِيَةُ : اللّهُ فَعَلَ ذلِكَ لا أنتَ ! !
وكانَ الَّذي قَتَلَ بُسرٌ في وَجهِهِ ـ ذاهِبا وراجِعا ـ ثَلاثينَ ألفا ، وحَرَّقَ قَوما بِالنّارِ ۲ .
۲۸۶۳.الغارات عن الكلبي ولوط بن يحيى الأزدي :إنَّ ابنَ قَيسِ بنِ زُرارَةَ الشّاذي فَخذٌ مِن هَمدانَ قَدِمَ عَلى عَلِيٍّ عليه السلام فَأَخبَرَهُ بِخُروجِ بُسرٍ ، فَنَدَبَ عَلِيٌّ عليه السلام النّاسَ فَتثاقَلوا عَنهُ ، فَقالَ : أ تُريدونُ أن أخرُجَ بِنَفسي في كَتيبَةٍ تَتبَعُ كَتيبَةً فِي الفَيافي ۳ وَالجِبالِ ؟ ! ذَهَبَ وَاللّهِ مِنكُم اُولُو النُّهى وَالفَضلِ الَّذينَ كانوا يُدعَونَ فَيُجيبونَ ، ويُؤمَرونَ فَيُطيعونَ ، لَقَد