185
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 4

المِسوَرَ بنَ مَخرَمَةَ يَومَئِذٍ ، وقُلتُ : أ لا تُكَلِّمُهُ أين يَسيرُ بِقَومٍ لا وَاللّهِ ما أرى عِندَهُم طائِلاً ؟ قالَ : يا أبَا القاسِمِ ، يَسيرُ لِأَمرٍ ۱ قَد حُمَّ ۲ ، قَد كَلَّمتُهُ فَرَأَيتُهُ يَأبى إلَا المَسيرَ .
قالَ ابنُ الحَنَفِيَّةِ : فَلَمّا رَأى مِنهُم ما رَأى قالَ : اللّهُمَّ إنّي قَد مَلِلتُهُم وقَد مَلّوني ، وأبغَضتُهُم وأبغَضوني ، فَأَبدِلني خَيرا مِنهُم ، وأبدِلهُم شَرّا مِنّي ۳ .

۲۸۷۱.الإمام عليّ عليه السلامـ في خُطبَتِهِ عليه السلام عِندَ وُصولِ خَبَرِ الأَنبارِ إلَيهِ ـ: أمَ وَاللّهِ لَوَدِدتُ أنَّ رَبّي قَد أخرَجَني مِن بَينِ أظهُرِكُم إلى رِضوانِهِ ، وإنَّ المَنِيَّةَ لَتُرصِدُني ، فَما يَمنَعُ أشقاها أن يَخضِبَها ؟ ـ وتَرَكَ يَدَهُ عَلى رَأسِهِ ولِحيَتِهِ ـ عَهدٌ عَهِدَهُ إلَيَّ النَّبِيُّ الاُمِّيُّ ، وقَد خابَ مَنِ افتَرى ، ونَجا مَنِ اتَّقى وصَدَّقَ بِالحُسنى ۴ .

۲۸۷۲.الإرشاد عن الإمام عليّ عليه السلام :يا أهلَ الكوفَةِ ! خُذوا اُهبَتَكُم لِجِهادِ عَدُوِّكُم مُعاوِيَةَ وأشياعِهِ . قالوا : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، أمهِلنا يَذهَبُ عَنَّا القَرُّ .
فَقالَ : أمَ وَاللّهِ الَّذي فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرَأَ النَّسَمَةَ ، لَيَظهَرَنَّ هؤُلاءِ القَومُ عَلَيكُم ، لَيسَ بِأَنَّهُم أولى بِالحَقِّ مِنكُم ، ولكِن لِطاعَتِهِم مُعاوِيَةَ ومَعصِيَتِكُم لي . وَاللّهِ لَقَد أصبَحَتِ الاُمَمُ كُلُّها تَخافُ ظُلمَ رُعاتِها ، وأصبَحتُ أنَا أخافُ ظُلمَ رَعِيَّتي ، لَقَدِ استَعمَلتُ مِنكُم رِجالاً فَخانوا وغَدَروا ، ولَقَد جَمَعَ بَعضُهُم مَا ائتَمَنتُهُ عَلَيهِ مِن فَيءِ المُسلِمينَ فَحَمَلَهُ إلى مُعاوِيَةَ ، وآخَرُ حَمَلَهُ إلى مَنزِلِهِ تَهاوُناً بِالقُرآنِ ، وجُرأَةً عَلَى الرَّحمنِ ، حَتّى لَو أنَّنِي ائتَمَنتُ أحَدَكُم عَلى عِلاقِةِ سَوطٍ لَخانَني ، ولَقَد أعيَيتُموني !
ثُمَّ رَفَعَ يَدَهُ إلَى السَّماءِ فَقالَ : اللّهُمَّ إنّي قَد سَئِمتُ الحَياةَ بَينَ ظَهرانَي هؤُلاء

1.في المصدر : «الأمر» ، والصحيح ما أثبتناه كما في الطبقات الكبرى .

2.حُمّ هذا الأمر : قُضِي (لسان العرب : ج۱۲ ص۱۵۱) .

3.تاريخ الإسلام للذهبي : ج۳ ص۶۰۶ ، الطبقات الكبرى : ج۵ ص۹۳ .

4.الإرشاد : ج۱ ص۲۸۰ ، الاحتجاج : ج۱ ص۴۱۳ ح۸۹ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 4
184

أحَبَّ ما أنَا لاقٍ إلَيَّ المَوتُ ! قَد دارَستُكُمُ الكِتابَ ، وفاتَحتُكُمُ الحِجاجَ ، وعَرَّفتُكُم ما أنكَرتُم ، وسَوَّغتُكُم ما مَجَجتُم ، لَو كانَ الأَعمى يَلحَظُ ، أوِ النّائِمُ يَستَيقِظُ ! وأقرِب بِقَومٍ ـ مِنَ الجَهلِ بِاللّهِ ـ قائِدُهُم مُعاوِيَةُ ! ومُؤَدِّبُهُمُ ابنُ النّابِغَةِ ! ۱

9 / 2

اللّهُمَّ مَلِلتُهُم ومَلّوني

۲۸۶۸.الغارات عن أبي صالح الحنفي :رَأَيتُ عَلِيّا عليه السلام يَخطُبُ وقَد وَضَعَ المُصحَفَ عَلى رَأسِهِ حَتّى رَأَيتُ الوَرَقَ يَتَقَعقَعُ عَلى رَأسِهِ .
قالَ : فَقالَ : اللّهُمَّ قَد مَنَعوني ما فيهِ فَأَعطِني ما فيهِ ، اللّهُمَّ قَد أبغَضتُهُم وأبغَضوني ، ومَلِلتُهُم ومَلّوني ، وحَمَلوني عَلى غَيرِ خُلقي وطَبيعَتي وأخلاقٍ لَم تَكُن تُعرَفُ لي ، اللّهُمَّ فَأَبدِلني بِهِم خَيرا مِنهُم ، وأبدِلهُم بي شَرّا مِنّي ، اللّهُمَّ مِث ۲ قُلوبَهُم كَما يُماثُ المِلحُ فِي الماءِ ۳ .

۲۸۶۹.الغارات عن ابن أبي رافع :رَأَيتُ عَلِيّا عليه السلام قَدِ ازدَحَموا عَلَيهِ حَتّى أدَمَوا رِجلَهَ . فَقالَ : اللّهُمَّ قَد كَرِهتُهُم وكَرِهوني ، فَأَرِحني مِنهُم وأرِحهُم مِنّي ۴ .

۲۸۷۰.تاريخ الإسلام عن محمّد ابن الحنفيّة :كانَ أبي يُريدُ الشّامَ ، فَجَعَلَ يَعقِدُ لِواءَهُ ثُمَّ يَحلِفُ لا يَحِلُّهُ حَتّى يَسيرَ ، فَيَأبى عَلَيهِ النّاسُ ، ويَنتَشِرُ عَلَيهِ رَأيُهُم ويَجبُنونَ ، فَيَحِلَّهُ ويُكَفِّرُ عَن يَمينِهِ ، فَعَلَ ذلِكَ أربَعَ مَرّاتٍ ، وكُنتُ أرى حالَهُم فَأَرى ما لا يَسُرُّني . فَكَلَّمت

1.نهج البلاغة : الخطبة ۱۸۰ ؛ تاريخ الطبري : ج۵ ص۱۰۷ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۱۳ كلاهما نحوه إلى «تختلفون عليَّ» .

2.ماث : ذاب (مجمع البحرين : ج۳ ص۱۷۳۴) .

3.الغارات : ج۲ ص۴۵۸ ؛ أنساب الأشراف : ج۳ ص۱۵۶ ، تاريخ دمشق : ج۴۲ ص۵۳۴ كلاهما نحوه وراجع الفتوح : ج۴ ص۲۳۷ .

4.الغارات : ج۲ ص۴۵۹ ؛ أنساب الأشراف : ج۳ ص۲۵۰ وزاد في آخره «فما بات إلّا تلك الليلة» .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 4
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 99481
صفحه از 684
پرینت  ارسال به