إتمام الحجّة على الخواصّ والعوامّ
إنّ ما ذكره الإمام مجملاً إلى كميل بن زياد ـ في الصحراء ـ من خطر خيانة الخواصّ وتبعيّة العوام ، وما كان قد أشار إليه بهذا الشأن في مجلس خاصّ جمع فيه عدّة من المقرّبين والأتباع المخلصين ، عاد لاستعراضه تفصيلاً أمام جمهور الناس في خطبة طويلة ألقاها في الأشهر الأخيرة من حكمه ، حيث أتمّ بذلك الحجّة على الخواصّ والعوامّ معاً .
لقد استعرض الإمام في كلامه هذا ـ الذي حمل عنوان «الخطبة القاصعة» ۱ والتي أدلى بها بعد معركة النهروان كما يتّضح من متنها ـ نقاطاً أساسيّة على غاية قصوى من الأهميّة ترتبط بمعرفة المجتمع المعاصر له ، وعلل انكسار النهضات الدينيّة قبل الإسلام ، ثم ما يتصل بالتنبؤ بمستقبل المسلمين ومآل الإسلام .
تحذير للخواصّ
في هذا الخطاب وبعد أن عرّج الإمام على المصير الذي آل إليه إبليس بعد ستّة آلاف سنة من العبادة ، انعطف إلى النخب التي لها في خدمة الإسلام سابقة مشرقة ، وراح يحذّرها من أن تؤول إلى المصير نفسه ، وهو يقول : «فَاحذَروا ـ عِبادَ اللّهِ ـ عَدُوَّ اللّهِ أن يُعدِيَكُم بِدائِهِ ، وأن يَستَفِزَّكُم بِنِدائِهِ!» .
ولكي لا تُبتلى الاُمة بهذا المصير يتحتّم عليها أن تكفّ عن العصبيّة ، وأحقاد