يوقِظُ النّاسَ ـ فَاعتَرَضَهُ الرَّجُلانِ ، فَرَأَيتُ بَريقَ السَّيفِ وسَمِعتُ قائِلاً يَقولُ : الحُكمُ يا عَلِيُّ للّهِِ لا لَكَ . ثُمَّ رَأَيتُ سَيفا ثانِيا ؛ فَأَمّا سَيفُ ابنِ مُلجَمٍ فَأَصابَ جَبهَتَهُ إلى قَرنِهِ ووَصَلَ إلى دِماغِهِ ، وأمّا سَيفُ ابنِ بَجرَةَ فَوَقَعَ فِي الطّاقِ . وقالَ عَلِيٌّ : لا يَفوتَنَّكُمُ الرَّجُلُ ۱
.
۲۹۳۴.الإرشاد :كانَ حُجرُ بنُ عَدِيٍّ في تِلكَ اللَّيلَةِ بائِتا فِي المَسجِدِ ، فَسَمِعَ الأَشعَثَ يَقولُ لِابنِ مُلجَمٍ : النَّجاءَ النَّجاءَ لِحاجَتِكَ فَقَد فَضَحَكَ الصُّبحُ ، فَأَحَسَّ حُجرٌ بِما أرادَ الأَشعَثُ ، فَقالَ لَهُ : قَتَلتَهُ يا أعوَرُ . وخَرَجَ مُبادِرا لِيَمضِيَ إلى أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام فَيُخبِرَهُ الخَبَرَ ويُحَذِّرَهُ مِنَ القَومِ ، وخالَفَهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام فَدَخَلَ المَسجِدَ ، فَسَبَقَهُ ابنُ مُلجَمٍ فَضَرَبَهُ بِالسَّيفِ ، وأقبَلَ حُجرٌ وَالّناسُ يَقولونَ : قُتِلَ أميرُ المُؤمِنينَ . قُتِلَ أميرُ المُؤمِنينَ ۲ .
۲۹۳۵.مروج الذهب :كانَ عَلِيٌّ يَخرُجُ كُلَّ غَداةٍ أوَّلَ الأَذانِ يوقِظُ النّاسَ لِلصَّلاةِ ، وقَد كانَ ابنُ مُلجَمٍ مَرَّ بِالأَشعَثِ وهُوَ فِي المَسجِدِ ، فَقالَ لَهُ : فَضَحَكَ الصُّبحُ ، فَسَمِعَها حُجرُ بنُ عَدِيٍّ ، فَقالَ : قَتَلتَهُ يا أعوَرُ قَتَلَكَ اللّهُ . وخَرَجَ عَلِيٌّ رضى الله عنه يُنادي : أيُّهَا النّاسُ ، الصَّلاةُ .
فَشَدَّ عَلَيهِ ابنُ مُلجَمٍ وأصحابُهُ وهُم يَقولونَ : الحُكُم للّهِِ ، لا لَكَ ، وضَرَبَهُ ابنُ مُلجَمٍ عَلى رَأسِهِ بِالسَّيفِ في قَرنِهِ ، وأمّا شَبيبٌ فَوَقَعَت ضَربَتُهُ بِعِضادَةِ البابِ ، وأمّا مُجاشِعُ بنُ وَردانَ فَهَرَبَ ، وقالَ عَلِيٌّ : لا يَفوتَنَّكُمُ الرَّجُلُ .
وشَدَّ النّاسُ عَلَى ابنِ مُلجَمٍ يَرمونَهُ بِالحَصباءِ ، ويَتَناوَلونَهُ ويَصيحونَ ، فَضَرَبَ ساقَهُ رَجُلٌ مِن هَمدانَ بِرِجلِهِ ، وضَرَبَ المُغيرَةُ بنُ نَوفَلِ بنِ الحارِثِ بنِ عَبدِ المُطَّلِب