وَجهَهُ فَصَرَعَهُ ، وأقبَلَ بِهِ إلَى الحَسَنِ ۱ .
۲۹۳۶.تاريخ اليعقوبي :وضَرَبَهُ [ابنُ مُلجَمٍ] عَلى رَأسِهِ ، فَسَقَطَ وصاحَ : خُذوهُ ، فَابتَدَرَهُ النّاسُ ، فَجَعَلَ لا يَقرَبُ مِنهُ أحَدٌ إلّا نَفَحَهُ بِسَيفِهِ ، فَبادَرَ إلَيهِ قُثَمُ بنُ العَبّاسِ ، فَاحتَمَلَهُ وضَرَبَ بِهِ الأَرضَ ، فَصاحَ : يا عَلِيُّ ، نَحِّ عَنّي كَلبَكَ ، وأتى بِهِ إلى عَلِيٍّ ، فَقالَ : اِبنُ مُلجَمٍ ؟ قالَ : نَعَم . فَقالَ : يا حَسَنُ شَأنَكَ بِخَصمِكَ ، فَأَشبِع بَطنَهُ ، وَاشدُد وَثاقَهُ ، فَإِن مُتُّ فَأَلحِقهُ بي اُخاصِمُهُ عِندَ رَبّي ، وإن عِشتُ فَعَفوٌ أو قِصاصٌ ۲ .
۲۹۳۷.بحار الأنوار عن لوط بن يحيى عن أشياخه :فَلَمّا أحَسَّ الإِمامُ بِالضرَّبِ لَم يَتَأَوَّه وصَبَرَ وَاحتَسَبَ ، ووَقَعَ عَلى وَجهِهِ ولَيسَ عِندَهُ أحَدٌ قائِلاً : بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ وعَلى مِلَّةِ رَسولِ اللّهِ ، ثُمَّ صاحَ وقالَ : قَتَلَنِي ابنُ مُلجَمٍ قَتَلَنِي اللَّعينُ ابنُ اليَهودِيَّةِ ورَبِّ الكَعبَةِ ، أيُّهَا النّاسُ لا يَفوتَنَّكُمُ ابنُ مُلجَمٍ . . . .
فَلَمّا سَمِعَ النّاسُ الضَّجَّةَ ثارَ إلَيهِ كُلُّ مَن كانَ فِي المَسجِدِ ، وصاروا يَدورونَ ولا يَدرونَ أينَ يَذهَبونَ مِن شِدَّةِ الصَّدمَةِ وَالدِّهشَةِ، ثُمَّ أحاطوا بِأَميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام وهُوَ يَشُدَّ رَأسَهُ بِمِئزَرِهِ ، وَالدَّمُ يَجري عَلى وَجهِهِ ولِحيَتِهِ ، وقَد خُضِبَت بِدِمائِهِ وهُوَ يَقولُ : هذا ما وَعَدَ اللّهُ ورَسولُهُ وصَدَقَ اللّهُ ورَسولُهُ . . . .
فَدَخَلَ النّاسُ الجامِعَ فَوَجَدُوا الحَسَنَ ورَأسَ أبيهِ في حِجرِهِ ، وقَد غَسَلَ الدَّمَ عَنهُ وشَدَّ الضَّربَةَ وهِيَ بَعدَها تَشخَبُ دَماً ، ووَجهُهُ قَد زادَ بَياضاً بِصُفرَةٍ ، وهُوَ يَرمُقُ السَّماءَ بِطَرفِهِ ولِسانِهِ يُسَبِّحُ اللّهَ ويُوَحِّدُهُ ، وهُوَ يَقولُ : أسأَلُكَ يا رَبِّ الرَّفيعَ الأَعلى فَأَخَذَ الحَسَنُ عليه السلام رَأسَهُ في حِجرِهِ فَوَجَدَهُ مَغشِيّاً عَلَيهِ ، فَعِندَها بَكى بُكاءً شَديدا