267
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 4

وجَعَلَ يُقَبِّلُ وَجهَ أبيهِ وما بَين عَينَيهِ ومَوضِعَ سُجودِهِ ، فَسَقَطَ مِن دُموعِهِ قَطَراتٌ عَلى وَجهِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام ، فَفَتَحَ عَينَيهِ فَرَآهُ باكِياً ، فَقالَ لَهُ : يا بُنَيَّ ياحَسَنُ ما هذَا البُكاءُ ؟ يا بُنَيَّ لارَوعُ عَلى أبيكَ بَعدَ اليَومِ ، هذا جَدُّكَ مُحَمَّدٌ المُصطَفى وخَديجَةُ وفاطِمَةُ وَالحورُ العينُ مُحدِقونَ مُنتَظِرونَ قُدومَ أبيكَ ، فَطِب نَفساً وقَرَّ عَيناً ، وَاكفُف عَنِ البُكاءِ فَإِنَّ المَلائِكَةَ قَدِ ارتَفَعَت أصواتَهُم إلَى السَّماءِ ، يا بُنَيَّ أ تَجزَعُ عَلى أبيكَ وغَداً تُقتَلُ بَعدي مَسموماً مَظلوماً ؟ ويُقتَلُ أخوكَ بِالسَّيفِ هكَذا ، وتَلحَقانِ بِجَدِّكُما وأبيكُما واُمِّكُما ۱ .

۲۹۳۸.تاريخ الطبري عن محمّد ابن الحنفيّة :كُنتُ وَاللّهِ إنّي لَاُصَلّي تِلكَ اللَّيلَةَ الَّتي ضُرِبَ فيها عَلِيٌّ فِي المَسجِدِ الأَعظَمِ ، في رِجالٍ كَثيرٍ مِن أهلِ المِصرِ ، يُصَلّونَ قَريبا مِنَ السُّدَّةِ ، ما هُم إلّا قِيامٌ ورُكوعٌ وسُجودٌ ، وما يَسأَمونَ مِن أوَّلِ اللَّيلِ إلى آخِرِهِ ، إذ خَرَجَ عَلِيٌّ لِصَلاةِ الغَداةِ ، فَجَعَلَ يُنادي : أيُّهَا النّاسُ ، الصَّلاةُ ، الصَّلاةُ ، فَما أدري أخرَجَ مِنَ السُّدَّةِ فَتَكَلَّمَ بِهذِهِ الكَلِماتِ أم لا ! فَنَظَرتُ إلى بَريقٍ ، وسَمِعتُ : الحُكمُ للّهِِ يا عَلِيُّ لا لَكَ ولا لِأَصحابِكَ ، فَرَأَيتُ سَيفا ، ثُمَّ رَأَيتُ ثانِيا ، ثُمَّ سَمِعتُ عَلِيّا يَقولُ : لا يَفوتَنَّكُمُ الرَّجُلُ . وشَدَّ النّاسُ عَلَيهِ مِن كُلِّ جانِبٍ .
قالَ : فَلَم أبرَح حَتّى اُخِذَ ابنُ مُلجَمٍ واُدخِلَ عَلى عَلِيٍّ ، فَدَخَلتُ فيمَن دَخَلَ مِنَ النّاسِ ، فَسَمِعتُ عَلِيّا يَقولُ : النَّفسُ بِالنَّفسِ ، إن أنَا مُتُّ فَاقتُلوهُ كَما قَتَلَني ، وإن بَقيتُ رَأَيتُ فيهِ رَأيي ۲ .

1.بحار الأنوار : ج۴۲ ص۲۸۱ .

2.تاريخ الطبري : ج۵ ص۱۴۶ ، المعجم الكبير : ج۱ ص۹۹ ح۱۶۸ ، تهذيب الآثار (مسند عليّ بن أبي طالب) : ص۷۵ ح۱۳۷ كلاهما عن محمّد بن حنيف ، المناقب للخوارزمي : ص۳۸۳ ح۴۰۱ ، مقاتل الطالبيّين : ص۴۸ عن عبد اللّه بن محمّد الأزدي ؛ الإرشاد : ج۱ ص۲۰ عن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الأزدي وكلاهما نحوه ، كشف الغمّة : ج۲ ص۵۶ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 4
266

وَجهَهُ فَصَرَعَهُ ، وأقبَلَ بِهِ إلَى الحَسَنِ ۱ .

۲۹۳۶.تاريخ اليعقوبي :وضَرَبَهُ [ابنُ مُلجَمٍ] عَلى رَأسِهِ ، فَسَقَطَ وصاحَ : خُذوهُ ، فَابتَدَرَهُ النّاسُ ، فَجَعَلَ لا يَقرَبُ مِنهُ أحَدٌ إلّا نَفَحَهُ بِسَيفِهِ ، فَبادَرَ إلَيهِ قُثَمُ بنُ العَبّاسِ ، فَاحتَمَلَهُ وضَرَبَ بِهِ الأَرضَ ، فَصاحَ : يا عَلِيُّ ، نَحِّ عَنّي كَلبَكَ ، وأتى بِهِ إلى عَلِيٍّ ، فَقالَ : اِبنُ مُلجَمٍ ؟ قالَ : نَعَم . فَقالَ : يا حَسَنُ شَأنَكَ بِخَصمِكَ ، فَأَشبِع بَطنَهُ ، وَاشدُد وَثاقَهُ ، فَإِن مُتُّ فَأَلحِقهُ بي اُخاصِمُهُ عِندَ رَبّي ، وإن عِشتُ فَعَفوٌ أو قِصاصٌ ۲ .

۲۹۳۷.بحار الأنوار عن لوط بن يحيى عن أشياخه :فَلَمّا أحَسَّ الإِمامُ بِالضرَّبِ لَم يَتَأَوَّه وصَبَرَ وَاحتَسَبَ ، ووَقَعَ عَلى وَجهِهِ ولَيسَ عِندَهُ أحَدٌ قائِلاً : بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ وعَلى مِلَّةِ رَسولِ اللّهِ ، ثُمَّ صاحَ وقالَ : قَتَلَنِي ابنُ مُلجَمٍ قَتَلَنِي اللَّعينُ ابنُ اليَهودِيَّةِ ورَبِّ الكَعبَةِ ، أيُّهَا النّاسُ لا يَفوتَنَّكُمُ ابنُ مُلجَمٍ . . . .
فَلَمّا سَمِعَ النّاسُ الضَّجَّةَ ثارَ إلَيهِ كُلُّ مَن كانَ فِي المَسجِدِ ، وصاروا يَدورونَ ولا يَدرونَ أينَ يَذهَبونَ مِن شِدَّةِ الصَّدمَةِ وَالدِّهشَةِ، ثُمَّ أحاطوا بِأَميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام وهُوَ يَشُدَّ رَأسَهُ بِمِئزَرِهِ ، وَالدَّمُ يَجري عَلى وَجهِهِ ولِحيَتِهِ ، وقَد خُضِبَت بِدِمائِهِ وهُوَ يَقولُ : هذا ما وَعَدَ اللّهُ ورَسولُهُ وصَدَقَ اللّهُ ورَسولُهُ . . . .
فَدَخَلَ النّاسُ الجامِعَ فَوَجَدُوا الحَسَنَ ورَأسَ أبيهِ في حِجرِهِ ، وقَد غَسَلَ الدَّمَ عَنهُ وشَدَّ الضَّربَةَ وهِيَ بَعدَها تَشخَبُ دَماً ، ووَجهُهُ قَد زادَ بَياضاً بِصُفرَةٍ ، وهُوَ يَرمُقُ السَّماءَ بِطَرفِهِ ولِسانِهِ يُسَبِّحُ اللّهَ ويُوَحِّدُهُ ، وهُوَ يَقولُ : أسأَلُكَ يا رَبِّ الرَّفيعَ الأَعلى فَأَخَذَ الحَسَنُ عليه السلام رَأسَهُ في حِجرِهِ فَوَجَدَهُ مَغشِيّاً عَلَيهِ ، فَعِندَها بَكى بُكاءً شَديدا

1.مروج الذهب : ج۲ ص۴۲۴ ، الطبقات الكبرى : ج۳ ص۳۶ و ۳۷ ، أنساب الأشراف : ج۳ ص۲۵۳ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۳۵ ، اُسد الغابة : ج۴ ص۱۱۳ ح۳۷۸۹ عن محمّد بن سعد ، المناقب للخوارزمي : ص۳۸۳ ح۴۰۱ عن إسماعيل بن راشد وكلّها نحوه .

2.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۲۱۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 4
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 101664
صفحه از 684
پرینت  ارسال به