لا تَترُكُوا الأَمرَ بِالمَعروفِ وَالنَّهيَ عَنِ المُنكَرِ ، فَيُوَلّى عَلَيكُم شِرارُكُم ، ثُمَّ تَدعونَ فَلا يُستَجابُ لَكُم .
ثُمَّ قالَ : يا بَني عَبدِ المُطَّلِبِ ، لا اُلفِيَنَّكُم تَخوضونَ دِماءَ المُسلِمينَ خَوضا ، تَقولونَ : قُتِلَ أميرُ المُؤمِنينَ . ألا لا تَقتُلُنَّ بي إلّا قاتِلي .
اُنظُروا إذا أنَا مُتُّ مِن ضَربَتِهِ هذِهِ ، فَاضرِبوهُ ضَربَةً بِضَربَةٍ ، ولا تُمَثِّلوا بِالرَّجُلِ ؛ فَإِنّي سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : إيّاكُم وَالمُثلَةَ ولَو بِالكَلبِ العَقورِ ۱ .
۲۹۶۲.الكافي عن عبد الرحمن بن الحجّاج :بَعَثَ إلَيَّ أبو الحَسَنِ موسى عليه السلام بِوَصِيَّةِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام وهِيَ : بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، هذا ما أوصى بِهِ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ، أوصى أنَّهُ يَشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، وأنَّ مُحَمَّدا عَبدُهُ ورَسولُهُ ، أرسَلَهُ بِالهُدى ودينِ الحَقِّ لِيُظهِرَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ ولَو كَرِهَ المُشرِكونَ ، صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ . ثُمَّ إنَّ صَلاتي ونُسُكي ومَحيايَ ومَماتي للّهِِ رَبِّ العالَمينَ لا شَريكَ لَهُ ، وبِذلِكَ اُمِرتُ وأنَا مِنَ المُسلِمينَ .
ثُمَّ إنّي اُوصيكَ يا حَسَنُ وجَميعَ أهلِ بَيتي ووُلدي ومَن بَلَغَهُ كِتابي بِتَقوَى اللّهِ رَبِّكُم ولا تَموتُنَّ إلّا وأنتُم مُسلِمونَ ، وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللّهِ جَميعا ولا تَفَرَّقوا ، فَإِنّي سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : «صَلاحُ ذاتِ البَينِ أفضَلُ مِن عامَّةِ الصَّلاةِ وَالصِّيامِ» وأنَّ المُبيرَةَ الحالِقَةَ لِلدّينِ فَسادُ ذاتِ البَينِ ، ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ ، اُنظُروا ذَوي أرحامِكُم فَصِلوهُم يُهَوِّنُ اللّهُ عَلَيكُمُ الحِسابَ .
اللّهَ اللّهَ فِي الأَيتامِ ؛ فَلا تُغِبّوا أفواهَهُم ، ولا يَضيعوا بِحَضرَتِكُم ؛ فَقَد سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : مَن عالَ يَتيما حَتّى يَستَغنِيَ أوجَبَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ لَهُ بِذلِكَ الجَنَّةَ ،