341
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 4

أيُّهَا الصِّدّيقُ الشَّهيدُ . السَّلامُ عَلَيكَ وعَلَى الأَرواحِ الَّتي حَلَّت بِفِنائِكَ وأناخَت بِرَحلِكَ . السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ اللّهِ المُحدِقينَ بِكَ . أشهَدُ أنَّكَ أقَمتَ الصَّلاةَ ، وآتَيتَ الزَّكاةَ ، وأمَرتَ بِالمَعروفِ ، ونَهَيتَ عَنِ المُنكَرِ ، وَاتَّبَعتَ الرَّسولَ ، وتَلَوتَ الكِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ ، وبَلَّغتَ عَن رَسولِ اللّهِ ، ووَفَيتَ بِعَهدِ اللّهِ ، وتَمَّت بِكَ كَلِماتُ اللّهِ ، وجاهَدتَ في سَبيلِ اللّهِ حَقَّ جِهادِهِ ونَصَحتَ للّهِِ ولِرَسولِهِ ، وجُدتَ بِنَفسِكَ صابِراً مُحتَسِباً ومُجاهِداً عنَ دينِ اللّهِ ، مُوَقِّياً لِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، طالِباً ما عِندَ اللّهِ ، راغِباً فيما وَعَدَ اللّهُ ، ومَضَيتَ لِلَّذي كنُتَ عَلَيهِ شاهِداً ومَشهوداً ، فَجَزاكَ اللّهُ عَن رَسولِهِ وعَن الإِسلامِ وأهلِهِ أفضَلَ الجَزاءِ .
وكُنتَ أوَّلَ القَومِ إسلاماً ، وأخلَصَهُم إيماناً ، وأشَدَّهُم يَقيناً ، وأخَوَفَهُم للّهِِ ، وأعظَمَهُم عَناءً ، وأحوَطَهُم عَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وأفضَلَهُم مَناقِبَ ، وأكثَرَهُم سَوابَِق ، وأرفَعَهُم دَرَجَةً ، وأشرَفَهُم مَنزِلَةً ، وأكرَمَهُم عَلَيهِ ، قَويتَ حينَ ضَعُفَ أصحابُهُ ، وبَرَزتَ حينَ استَكانوا ، ونَهَضتَ حينَ وَهَنوا ، ولَزِمتَ مِنهاجَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وكُنتَ خَليفَتَهُ حَقّاً بِرَغمِ المُنافِقينَ ، وغَيظِ الكافِرينَ ، وكَيدِ الحاسِدينَ ، وضِغنِ الفاسِقينَ ، فَقُمتَ بِالأَمرِ حينَ فَشِلوا ، ونَطَقتَ حينَ تَتَعتَعوا ، ومَضَيتَ بِنورِ اللّهِ إذ وَقَفوا ، فَمَنِ اتَّبَعَكَ فَقَد هُدِيَ . كُنتَ أقَلَّهُم كَلاماً ، وأصوَبَهُم مَنطِقاً ، وأكثَرَهُم رَأياً ، وأشجَعَهُم قَلباً ، وأشَدَّهُم يَقيناً وأحسَنَهُم عَمَلاً ، وأعرَفَهُم بِاللّهِ ، كُنتَ لِلدّينِ يَعسوباً أوَّلاً حينَ تَفَرَّقَ النّاسُ ، وآخِراً حينَ فَشِلوا ، كُنتَ لِلمُؤمِنينَ أباً رَحيماً إذ صاروا عَلَيكَ عِيالاً ، فَحَمَلتَ أثقالَ ما عَنهُ ضَعُفوا ، وحَفِظتَ ما أضاعوا ، ورَعَيتَ ما أهمَلوا ، وشَمَّرتَ إذ جَنَبوا ، وعَلَوتَ إذ هَلِعوا ، وصَبَرتَ إذ جَزِعوا ، كُنتَ عَلَى الكافِرينَ عَذاباً صَبّاً وغِلظَةً وغَيظاً ، ولِلمُؤمِنينَ عَيناً وحِصناً وعَلَماً ، لَم تُفلَل ۱ حُجَّتُكَ ، ولَم يَرتَب قَلبُكَ ،

1.الفَلّ : الثَّلم (لسان العرب : ج۱۱ ص۵۳۰) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 4
340

وَلِيَّ اللّهِ . السّلامُ عَلَيكَ يا حُجَّةَ اللّهِ . السَّلامُ عَلَيكَ يا إمامَ الهُدى . السَّلامُ عَلَيكَ يا عَلَمَ التُّقى . السَّلامُ عَلَيكَ أيُّهَا البَرُّ التَّقِيُّ . السَّلامُ عَلَيكَ أيُّهَا السِّراجُ المُنيرُ . السَّلامُ عَلَيكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ ، السَّلامُ عَلَيكَ يا أبَا الحَسَنِ وَالحُسَينِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وَصِيَّ الرَّسولِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يا عَمودَ الدّينِ ووارِثَ عِلمِ الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ وصاحِبَ الميسَمِ ، وَالصِّراطَ المُستَقيمَ ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وَلِيَّ اللّهِ ، أنتَ أوَّلُ مَظلومٍ ، وأوَّلُ مَن غُصِبَ حَقُّهُ ، صَبَرتَ وَاحتَسَبتَ حَتّى أتاكَ اليَقينُ ، وأشهَدُ أنَّكَ لَقيتَ اللّهَ وأنتَ شَهيدٌ ، عَذَّبَ اللّهُ قاتِلَكَ بِأَنواعِ العَذابِ .
جِئتُكَ يا وَلِيَّ اللّهِ عارِفاً بِحَقِّكَ ، مُستَبصِراً بِشَأنِكَ ، مُعادِياً لِأَعدائِكَ ومَن ظَلَمَكَ ، ألقى عَلى ذلِكَ رَبّي إن شاءَ اللّهُ ، إنَّ لي ذُنوباً كَثيرَةً ، فَاشفَع لي فيها عِندَ رَبِّكَ ؛ فَإِنَّ لَكَ عِندَ اللّهِ مَقاماً مَحموداً ، وإنَّ لَكَ عِندَهُ جاهاً وشِفاعَةً ، وقَد قالَ اللّهُ تَعالى : «وَ لَا يَشْفَعُونَ إِلَا لِمَنِ ارْتَضَى»۱ .
السَّلامُ عَلَيكَ يا نورَ اللّهِ في سَمائِهِ وأرضِهِ ، واُذُنَهُ السّامِعَةَ ، وذِكرَهُ الخالِصَ ، ونورَهُ السّاطِعَ . أشهَدُ أنَّ لَكَ مِنَ اللّهِ المَزيدَ ، وأنَّ وَجهَكَ إلى قِبَلِ رَبِّ العالَمينَ ، وأنَّ لَكَ مِنَ اللّهِ رِزقاً جَديداً تَغدو عَلَيكَ المَلائِكَةُ في كُلِّ صَباحٍ ، رَبِّ اغفِر لي ، وتَجاوَز عَن سَيِّئاتي ، وَارحَم طولَ مَكثي فِي القِيامَةِ بِهِ ؛ فَإِنَّكَ عَلّامُ الغُيوبِ ، وأنتَ خَيرُ الوارِثينَ .
ثُمَّ تَقولُ : السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ آدَمَ صِفوَةِ اللّهِ . السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ نوحٍ نَبِيِّ اللّهِ . السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ إبراهيمَ خَليلِ اللّهِ . السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ هودٍ نَبِيِّ اللّهِ . السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ داوُدَ خَليفَةِ اللّهِ . السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ عيسى روحِ اللّهِ . السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ حَبيبِ اللّهِ . السَّلامُ عَلَيكَ يا وَلِيَّ اللّهِ . السَّلامُ عَلَيك

1.الأنبياء : ۲۸ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 4
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 115944
صفحه از 684
پرینت  ارسال به