37
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 4

قالَ : فَلَمّا استُخرِجَ نَظَرَ إلى عَضُدِهِ ، فَإِذا لَحمٌ مُجتَمَعٌ عَلى مَنكِبِهِ كَثَديِ المَرأَةِ ، لَهُ حَلَمَةٌ عَلَيها شَعَراتٌ سودٌ ، فإِذا مُدَّتِ امتَدَّت حَتّى تُحاذِيَ طولَ يَدِهِ الاُخرى ، ثُمَّ تُترَكُ فَتَعودُ إلى مَنكِبِهِ كَثَديِ المَرأَةِ .
فَلَمّا استُخرِجَ قالَ عَلِيٌّ : اللّهُ أكبَرُ ! وَاللّهِ ما كَذَبتُ ولا كُذِّبتُ ، أما وَاللّهِ لَولا أن تَنكُلوا عَنِ العَمَلِ ، لَأَخبَرتُكُم بِما قَضىَ اللّهُ عَلى لِسانِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه و آله لِمَن قاتَلَهُم مُستَبصِرا في قِتالِهِم ، عارِفا لِلحَقِّ الَّذي نَحنُ عَلَيهِ ۱ .

۲۷۳۳.الكامل في التاريخ :قَد رَوى جَماعَةٌ أنَّ عَلِيّا كانَ يُحَدِّثُ أصحابَهُ قَبلَ ظُهورِ الخَوارِجِ ؛ أنَّ قَوما يَخرُجونَ يَمرُقونَ مِنَ الدّينِ كَما يَمرُقُ السَّهمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، عَلامَتُهُم رَجُلٌ مُخدَجُ اليَدِ ، سَمِعوا ذلِكَ مِنهُ مِرارا .
فَلَمّا خَرَجَ أهلُ النَّهرَوانِ سارَ بِهِم إلَيهِم عَلِيٌّ وكانَ مِنهُ مَعَهُم ما كانَ ، فَلَمّا فَرَغَ أمَرَ أصحابَهُ أن يَلتَمِسُوا المُخدَجَ ، فَالتَمَسوهُ ، فَقالَ بَعضُهُم : ما نَجِدُهُ ، حَتّى قالَ بَعضُهُم : ما هُوَ فيهِم ، وهُوَ يَقولُ :
وَاللّهِ ، إنَّهُ لَفيهِم ، وَاللّهِ ، ما كَذَبتُ ولا كُذِّبتُ !
ثُمَّ إنَّهُ جاءَهُ رَجُلٌ فَبَشَّرَهُ ، فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، قَد وَجَدناهُ ۲ .

7 / 8

كَلامُ الإِمامِ عِندَ المُرورِ بِقَتلَى الخَوارِجِ

۲۷۳۴.الإمام عليّ عليه السلامـ وقَد مَرَّ بِقَتلَى الخَوارِجِ يَومَ النَّهرَوانِ ـ: بُؤسا لَكُم ، لَقَد ضَرَّكُم

1.تاريخ الطبري : ج۵ ص۸۸ وراجع تاريخ بغداد : ج۷ ص۲۳۷ ح۳۷۲۹ والمحاسن والمساوئ : ص۳۸۵ وكشف الغمّة : ج۱ ص۲۶۷ .

2.الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۰۷ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 4
36

فَقالَ : اِرجِعوا ، فَوَاللّهِ ! ما كَذَبتُ ولا كُذِّبتُ ـ مَرَّتَينِ أو ثَلاثا ـ ثُمَّ وَجَدوهُ في خَرِبَةٍ ، فَأَتَوا بِهِ حَتّى وَضَعوهُ بَينَ يَدَيهِ .
قالَ عُبَيدُ اللّهِ : وأنَا حاضِرٌ ذلِكَ مِن أمرِهِم ، وقَولِ عَلِيٍّ فيهِم ۱ .

۲۷۳۱.مروج الذهب :كانَ جُملَةُ مَن قُتِلَ مِن أصحابِ عَلِيٍّ تِسعَةً ، ولَم يُفلِت مِن الخَوارِجِ إلّا عَشَرَةٌ ، وأتى عَلِيٌّ عَلَى القَومِ ، وهُم أربَعَةُ آلافٍ ، فيهِمُ المُخدَجُ ذُو الثَّدِيَّةِ إلّا مَن ذَكَرنا مِن هؤُلاءِ العَشَرَةِ .
وأمَرَ عَلِيٌّ بِطَلَبِ المُخدَجِ ، فَطَلَبوهُ ، فَلَم يَقدِروا عَلَيهِ ، فَقامَ عَلِيٌّ وعَلَيهِ أثَرُ الحُزنِ لِفَقدِ المُخدَجِ ، فَانتَهى إلى قَتلى بَعضُهُم فَوقَ بَعضٍ .
فَقالَ : اُفرُجوا . فَفَرجوا يَمينا وشِمالاً وَاستَخرَجوهُ .
فَقالَ عَلِيٌّ رضى الله عنه : اللّهُ أكبَرُ ، ما كَذَبتُ عَلى مُحَمَّدٍ ، وإنَّهُ لَناقِصُ اليَدِ لَيسَ فيها عَظمٌ ، طَرَفُها حَلَمَةٌ مِثلُ ثَديِ المَرأَةِ ، عَلَيها خَمسُ شَعَراتٍ أو سَبعٌ ، رُؤوسُها مُعَقَّفَةٌ ، ثُمَّ قالَ : اِيتُوني بِهِ .
فَنَظَرَ إلى عَضُدِهِ ، فَإِذا لَحمٌ مُجتَمَعٌ عَلى مِنكِبِهِ كَثَديِ المَرأَةِ عَلَيهِ شَعَراتٌ سودٌ إذا مُدَّتِ اللَّحمَةُ امتَدَّت ، حَتّى تُحاذِيَ بَطنَ يَدِهِ الاُخرى ، ثُمَّ تَترَكُ فَتَعودُ إلى مَنكِبِهِ . فَثَنى رِجلَهُ ونَزَلَ ، وخَرَّ للّهِِ ساجِدا ۲ .

۲۷۳۲.تاريخ الطبري عن عبد الملك بن أبي حرّة :إنَّ عَلِيّا خَرَجَ في طَلَبِ ذِي الثُّدَيَّةِ ومَعَهُ سُلَيمانُ بنُ ثَمامَةَ الحَنَفِيُّ أبو جَبرَةَ ، وَالرَّيّانُ بنُ صَبرَةَ بنِ هَوذَةَ ، فَوَجَدَهُ الرَّيّانُ ابنُ صَبرَةَ بنِ هَوذَةَ في حُفرَةٍ عَلى شاطِئِ النَّهرِ في أربَعينَ أو خَمسينَ قَتيلاً .

1.صحيح مسلم : ج۲ ص۷۴۹ ح۱۵۷ ، تاريخ بغداد : ج۱۰ ص۳۰۵ ح۵۴۵۳ .

2.مروج الذهب : ج۲ ص۴۱۷ وراجع سنن أبي داوود : ج۴ ص۲۴۴ ح۴۷۶۸ و ص۲۴۵ ح۴۷۶۹ ، مسند ابن حنبل : ج۱ ص۲۳۰ ح۸۴۸ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 4
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 99485
صفحه از 684
پرینت  ارسال به