فَقالَ : اِرجِعوا ، فَوَاللّهِ ! ما كَذَبتُ ولا كُذِّبتُ ـ مَرَّتَينِ أو ثَلاثا ـ ثُمَّ وَجَدوهُ في خَرِبَةٍ ، فَأَتَوا بِهِ حَتّى وَضَعوهُ بَينَ يَدَيهِ .
قالَ عُبَيدُ اللّهِ : وأنَا حاضِرٌ ذلِكَ مِن أمرِهِم ، وقَولِ عَلِيٍّ فيهِم ۱ .
۲۷۳۱.مروج الذهب :كانَ جُملَةُ مَن قُتِلَ مِن أصحابِ عَلِيٍّ تِسعَةً ، ولَم يُفلِت مِن الخَوارِجِ إلّا عَشَرَةٌ ، وأتى عَلِيٌّ عَلَى القَومِ ، وهُم أربَعَةُ آلافٍ ، فيهِمُ المُخدَجُ ذُو الثَّدِيَّةِ إلّا مَن ذَكَرنا مِن هؤُلاءِ العَشَرَةِ .
وأمَرَ عَلِيٌّ بِطَلَبِ المُخدَجِ ، فَطَلَبوهُ ، فَلَم يَقدِروا عَلَيهِ ، فَقامَ عَلِيٌّ وعَلَيهِ أثَرُ الحُزنِ لِفَقدِ المُخدَجِ ، فَانتَهى إلى قَتلى بَعضُهُم فَوقَ بَعضٍ .
فَقالَ : اُفرُجوا . فَفَرجوا يَمينا وشِمالاً وَاستَخرَجوهُ .
فَقالَ عَلِيٌّ رضى الله عنه : اللّهُ أكبَرُ ، ما كَذَبتُ عَلى مُحَمَّدٍ ، وإنَّهُ لَناقِصُ اليَدِ لَيسَ فيها عَظمٌ ، طَرَفُها حَلَمَةٌ مِثلُ ثَديِ المَرأَةِ ، عَلَيها خَمسُ شَعَراتٍ أو سَبعٌ ، رُؤوسُها مُعَقَّفَةٌ ، ثُمَّ قالَ : اِيتُوني بِهِ .
فَنَظَرَ إلى عَضُدِهِ ، فَإِذا لَحمٌ مُجتَمَعٌ عَلى مِنكِبِهِ كَثَديِ المَرأَةِ عَلَيهِ شَعَراتٌ سودٌ إذا مُدَّتِ اللَّحمَةُ امتَدَّت ، حَتّى تُحاذِيَ بَطنَ يَدِهِ الاُخرى ، ثُمَّ تَترَكُ فَتَعودُ إلى مَنكِبِهِ . فَثَنى رِجلَهُ ونَزَلَ ، وخَرَّ للّهِِ ساجِدا ۲ .
۲۷۳۲.تاريخ الطبري عن عبد الملك بن أبي حرّة :إنَّ عَلِيّا خَرَجَ في طَلَبِ ذِي الثُّدَيَّةِ ومَعَهُ سُلَيمانُ بنُ ثَمامَةَ الحَنَفِيُّ أبو جَبرَةَ ، وَالرَّيّانُ بنُ صَبرَةَ بنِ هَوذَةَ ، فَوَجَدَهُ الرَّيّانُ ابنُ صَبرَةَ بنِ هَوذَةَ في حُفرَةٍ عَلى شاطِئِ النَّهرِ في أربَعينَ أو خَمسينَ قَتيلاً .