والعصمة ، التي راح يفخر بها ملائكة اللّه المقرّبون وكرامه الكاتبون ، واستوجبت رضا اللّه المطلق ، ورضا رسوله وأمين الوحي الإلهي عنه ؛ تلك هي سلوكه إلى اللّه ، ومراحل تقرّبه إليه ، وبلوغه المقصد الأعلى للإنسانيّة ، والحظّ الأوفى من الكمال ، حتى كان من ذلك في الذروة القصوى ، بحيث عُدّ ذكره والنظر إليه عبادة للّه المتعال .
ط : المنزلة الاُخرويّة
حينما بُعث رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، واُبلغ الأمر بالرسالة ، واُرسل الى هداية الاُمّة والناس كافّة ، كانت أوّل يد شدّت على يديه الشريفتين هي يد عليّ ، وعلى هذا يمضي الأمر يوم القيامة ، إذ تكون أوّل يد تصافح يد النبيّ ، وأوّل كفّ توضع بكفّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله هي كفّ عليّ .
وكفّ عليّ هذه هي التي تحمل «لواء الحمد» راية رسول اللّه صلى الله عليه و آله في عرصات القيامة .
وعليٌّ أوّل وارد على «الكوثر» ، وهو خليفة النبيّ عليه .
وفي الآخرة يتألّق اسم عليّ بلقب «سيّد الشهداء» و «أبي الشهداء» . ولن يمضي على «الصراط» أحد ولن يجوز عليه إنسان إلّا بإمضاء عليّ ، ولا غرو فهو «قسيم الجنّة والنار» .
عليٌّ في القيامة رفيق النبيّ وصاحبه ، وقرينه ، له في عرصاتها منزلة عظيمة ، بحيث يضيء وسط الجميع كالشمس المشرقة .
ي : مظلوميّة عليّ
لماذا كلّ هذا التركيز على شخصيّة عليّ ؟ ولماذا هذا التمجيد والتبجيل ؟ عليّ كبير ، وشأنه أعظم من أن يرقى إلى ذراه الطير ۱ ؛ فإذن ينبغي لهذه الشخصيّة أن