515
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 4

الفصل الثالث: عليّ عن لسان عليّ

بَحثٌ حَولَ مَدحِ الإِمامِ نَفسَهُ

إنّ أحد الفصول التربويّة الثمينة الموقظة في خطب الإمام أمير المؤمنين عليّ ابن أبي طالب عليه السلام ورسائله هي الكلمات التي تعكس أبعاداً من شخصيّته الفريدة . وما سوف نعرضه في هذا الفصل يمثّل شذرات من تلك الكلمات الدرّيّة ، وستأتي نماذج اُخرى من كلماته عليه السلام في طيّات فصول الكتاب المتنوّعة .
إنّ النظرة السطحيّة العابرة لهذه الكلمات قد توحي بأنّ الإمام كان يمدح نفسه ، ولعلّها تسوق القارئ إلى القول بأنّ مثل هذه الكلمات تتنافى مع قوله تعالى «فَلَا تُزَكُّواْ أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى»۱ . علما أنّه عليه السلام قد أشار إلى ذلك بقوله : «ولَولا ما نَهَى اللّهُ عَنهُ مِن تَزكِيَةِ المَرءِ نَفسَهُ ، لَذَكَرَ ذاكِرٌ فَضائِلَ جَمَّةً» ۲ . وهذا الكلام يمكن أن يكون آيةً على مسار تزكية النفس وكيفيّته ، وجوازه أو حظره .
لاشكّ في أنّ الإمام عليّاً عليه السلام كان يقوم بواجب شرعيّ لا مناص منه ؛ إذ لو كانت تزكية المرء نفسه كذبا فهي محرّمة ، ولو كانت صدقا ـ ولا مصلحة ملزمة

1.النجم : ۳۲ .

2.نهج البلاغة : الكتاب ۲۸ ، الاحتجاج : ج۱ ص۴۱۹ ح۹۰ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 4
514

الحَقَّ مَعَكَ ، وأنَّ الحَقَّ عَلى لِسانِكَ وقَلبِكَ وبَينَ عَينَيكَ ، الإيمانُ مُخالِطٌ لَحمَكَ ودَمَكَ كَما خالَطَ لَحمي ودَمي ، وأنَّهُ لَن يَرِدَ عَلَيَّ الحَوضَ مُبغِضٌ لَكَ ، ولَن يَغيبَ عَنهُ مُحِبٌّ لَكَ حَتّى يَرِدَ الحَوضَ مَعَكَ .
قالَ : فَخَرَّ عَلِيٌّ عليه السلام ساجِدا ، ثُمَّ قالَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي أنعَمَ عَلَيَّ بِالإِسلامِ ، وعَلَّمَنِي القُرآنَ ، وحَبَّبَني إلى خَيرِ البَرِيَّةِ خاتَمِ النّبِيّينَ وَسَيِّدِ المُرسَلينَ ، إحسانا مِنهُ وفَضلاً مِنهُ عَلَيَّ .
قالَ : فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : لَولا أنتَ لَم يُعرَفِ المُؤمنونَ بَعدي ۱ .

2 / 8 ـ 3

ما عَرَفَهُ إلَا اللّهُ وأنَا

۳۵۸۶.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :يا عَلِيُّ ، ما عَرَفَ اللّهَ إلّا أنَا وأنتَ ، وما عَرَفَني إلَا اللّهُ وأنتَ ، وما عَرَفَكَ إلَا اللّهُ وأنَا ۲ .

۳۵۸۷.عنه صلى الله عليه و آله :يا عَلِيُّ ، ما عَرَفَ اللّهَ حَقَّ مَعرِفَتِهِ غَيري وغَيرُكَ ، وما عَرَفَكَ حَقَّ مَعرِفَتِكَ غَيرُ اللّهِ وغَيري ۳ .

۳۵۸۸.عنه صلى الله عليه و آله :ما عَرَفَكَ يا عَلِيُّ حَقَّ مَعرِفَتِكَ إلَا اللّهُ وأنَا ۴ .

1.الأمالي للصدوق : ص۱۵۶ ح۱۵۰ ، بشارة المصطفى : ص۱۵۵ ، المسترشد : ص۶۳۳ ح۲۹۸ ، شرح الأخبار : ج۲ ص۳۸۱ ح۷۴۰ ، إعلام الورى : ج۱ ص۳۶۶ ، المناقب للكوفي : ج۱ ص۴۹۴ ح۴۰۲ نحوه و ص۴۵۹ ح۳۶۰ وفيه إلى «لا نبيّ بعدي» ؛ المناقب لابن المغازلي : ص۲۳۷ ح۲۸۵ ، كفاية الطالب : ص۲۶۴ ، المناقب للخوارزمي : ص۱۲۹ ح۱۴۳ كلاهما عن زيد بن عليّ عن آبائه عليهم السلام عنه صلى الله عليه و آله و ص۱۵۸ ح۱۸۸ والأربعة الأخيرة نحوه .

2.مختصر بصائر الدرجات : ص۱۲۵ ، تأويل الآيات الظاهرة : ج۱ ص۱۳۹ ح۱۸ و ص۲۲۱ ح۱۵ ، مشارق أنوار اليقين : ص۱۱۲ .

3.المناقب لابن شهر آشوب : ج۳ ص۲۶۷ .

4.إرشاد القلوب : ص۲۰۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 4
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 115008
صفحه از 684
پرینت  ارسال به