567
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 4

عَمِّهِ نَبِيّا لَجَعَلَهُ ، فَشَرَّفَنِي اللّهُ عَزَّ وجَلَّ بِالاِطِّلاعِ عَلى ذلِكَ عَلى لِسانِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه و آله .
وأمَّا التّاسِعَةُ وَالثَّلاثونَ : فَإِنّي سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : كَذَبَ مَن زَعَمَ أنَّهُ يُحِبُّني ويُبغِضُ عَلِيّا ؛ لا يَجتَمِعُ حُبّي وحُبُّهُ إلّا في قَلبِ مُؤمِنٍ . إنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ جَعَلَ أهلَ حُبّي وحُبِّكَ ـ يا عَلِيُّ ـ في أوَّلِ زُمرَةِ السّابِقينَ إلَى الجَنَّةِ ، وجَعَلَ أهلَ بُغضي وبُغضِكَ في أوَّلِ زُمرَةِ الضّالّينَ مِن اُمَّتي إلَى النّارِ .
وأمَّا الأَربَعونَ : فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله وَجَّهَني في بَعضِ الغَزَواتِ إلى رَكِيٍّ ۱ فَإِذا لَيسَ فيهِ ماءٌ ، فَرَجَعتُ إلَيهِ فَأَخبَرتُهُ ، فَقالَ : أفيهِ طينٌ ؟ قُلتُ : نَعَم . فَقالَ ، ائتِني مِنهُ ، فَأَتَيتُ مِنهُ بِطينٍ ، فَتَكَلَّمَ فيهِ ، ثُمَّ قالَ : ألقِهِ فِي الرَّكِيِّ ، فَأَلقَيتُهُ ، فَإِذَا الماءُ قَد نَبَعَ حَتَّى امتَلَأَ جَوانِبُ الرَّكِيِّ ، فَجِئتُ إلَيهِ فَأَخبَرتُهُ ، فَقالَ لي : وُفِّقتَ يا عَلِيُّ ، وبِبَرَكَتِكَ نَبَعَ الماءُ . فَهذِهِ المَنقَبَةُ خاصَّةٌ بي مِن دونِ أصحابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله .
وأمَّا الحادِيَةُ وَالأَربَعونَ : فَإِنّي سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : أبشِر يا عَلِيُّ ؛ فَإِنَّ جَبرَئيلَ أتاني فَقالَ لي : يا مُحَمَّدُ إنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى نَظَرَ إلى أصحابِكَ فَوَجَدَ ابنَ عَمَّكَ وخَتَنَكَ عَلَى ابنَتِكَ فاطِمَةَ خَيرَ أصحابِكَ ، فَجَعَلَهُ وَصِيَّكَ وَالمُؤَدِّيَ عَنكَ .
وأمَّا الثّانِيَةُ وَالأَربَعونَ : فَإِنّي سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ يَقولُ : أبشِر يا عَلِيُّ ؛ فَإِنَّ مَنزِلَكَ فِي الجَنَّةِ مُواجِهُ مَنزِلي ، وأنتَ مَعي فِي الرَّفيقِ الأَعلى في أعلى عِلِّيّينَ . قُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وما أعلى عِلِّيّونَ ؟ فَقالَ : قُبَّةٌ مِن دُرَّةٍ بَيضاءَ ، لَها سَبعونَ ألفَ مِصراعٍ ، مَسكَنٌ لي ولَكَ يا عَلِيُّ .
وأمَّا الثّالِثَةُ وَالأَربَعونَ : فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَ : إنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ رَسَخَ حُبّي في قُلوبِ المُؤمِنينَ ، وكَذلِكَ رَسَخَ حُبَّكَ ـ يا عَلِيُّ ـ في قُلوبِ المُؤمِنينَ ، ورَسَخَ بُغضي وبُغضَكَ في قُلوبِ المُنافِقينَ ؛ فَلا يُحِبُّكَ إلّا مُؤمِنٌ تَقِيٌّ ، ولا يُبغِضُكُ إلّا مُنافِقٌ كافِرٌ .

1.الرَّكِيَّة : البئر (لسان العرب : ج۱۴ ص۳۳۳) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 4
566

وَنِسَآءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَـذِبِينَ» 1 ، فَكانَت نَفسي نَفسَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ؛ وَالنِّساءُ فاطِمَةَ عليهاالسلام ؛ وَالأَبناءُ الحَسَنَ وَالحُسَينَ . ثُمَّ نَدِمَ القَومُ ، فَسَأَلوا رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله الإِعفاءَ ، فَأَعفاهُم . وَالَّذي أنزَلَ التَّوراةَ عَلى موسى وَالفُرقانَ عَلى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله لَو باهَلونا لَمُسِخوا قِرَدَةً وخَنازِيرَ .
وأمَّا الخامِسَةُ وَالثَّلاثونَ : فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله وَجَّهَني يَومَ بَدرٍ فَقالَ : اِيتِني بِكَفِّ حَصَياتٍ مَجموعَةً في مَكانٍ واحِدٍ ، فَأَخَذتُها ثُمَّ شَمَمتُها ، فَإِذا هِيَ طَيِّبَةٌ تَفوحُ مِنها رائِحَةُ المِسكِ ، فَأَتَيتُهُ بِها ، فَرَمى بِها وُجوهَ المُشرِكينَ ، وتِلكَ الحَصَياتُ أربَعٌ مِنها كُنَّ مِنَ الفِردَوسِ ، وحَصاةٌ مِنَ المَشرِقِ ، وحَصاةٌ مِنَ المَغرِبِ ، وحَصاةٌ مِن تَحتِ العَرشِ ، مَعَ كُلِّ حَصاةٍ مِئَةُ ألفِ مَلَكٍ مَدَدا لَنا ، لَم يُكرِمِ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ بِهذِهِ الفَضيلَةِ أحَدا قَبلُ ولا بَعدُ .
وأمَّا السّادِسَةُ وَالثَّلاثونَ : فَإِنّي سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : وَيلٌ لِقاتِلِكَ ؛ إنَّهُ أشقى مِن ثَمودَ ، ومِن عاقِرِ النّاقَةِ ، وإنَّ عَرشَ الرَّحمنِ لَيَهتَزُّ لِقَتلِكَ ، فَأَبشِر يا عَلِيُّ فَإِنَّكَ في زُمرَةِ الصَّدّيقينَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ .
وأمَّا السّابِعَةُ وَالثَّلاثونَ : فَإِنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى قَد خَصَّني مِن بَينِ أصحابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله بِعِلمِ النّاسِخِ وَالمَنسوخِ ، وَالمُحكَمِ وَالمُتَشابِهِ ، وَالخاصِّ وَالعامِّ ، وذلِكَ مِمّا مَنَّ اللّهُ بِهِ عَلَيَّ وعَلى رَسولِهِ . وقالَ لِيَ الرَّسولُ صلى الله عليه و آله : يا عَلِيُّ إنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ أمَرَني أن اُدنِيَكَ ولا اُقصِيَكَ ، واُعَلِّمَكَ ولا أجفُوَكَ ، وحَقٌّ عَلَيَّ أن اُطيعَ رَبّي ، وحَقٌّ عَلَيكَ أن تَعِيَ .
وأمَّا الثّامِنَةُ وَالثَّلاثونَ : فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله بَعَثَني بَعثا ، ودَعا لي بِدَعَواتٍ ، وأطَلَعَني عَلى ما يَجري بَعدَهُ ، فَحَزِنَ لِذلِكَ بَعضُ أصحابِهِ ، قالَ : لَو قَدَرَ مُحَمَّدٌ أن يَجعَلَ ابن

1.آل عمران : ۶۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 4
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 115882
صفحه از 684
پرینت  ارسال به