عَمِّهِ نَبِيّا لَجَعَلَهُ ، فَشَرَّفَنِي اللّهُ عَزَّ وجَلَّ بِالاِطِّلاعِ عَلى ذلِكَ عَلى لِسانِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه و آله .
وأمَّا التّاسِعَةُ وَالثَّلاثونَ : فَإِنّي سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : كَذَبَ مَن زَعَمَ أنَّهُ يُحِبُّني ويُبغِضُ عَلِيّا ؛ لا يَجتَمِعُ حُبّي وحُبُّهُ إلّا في قَلبِ مُؤمِنٍ . إنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ جَعَلَ أهلَ حُبّي وحُبِّكَ ـ يا عَلِيُّ ـ في أوَّلِ زُمرَةِ السّابِقينَ إلَى الجَنَّةِ ، وجَعَلَ أهلَ بُغضي وبُغضِكَ في أوَّلِ زُمرَةِ الضّالّينَ مِن اُمَّتي إلَى النّارِ .
وأمَّا الأَربَعونَ : فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله وَجَّهَني في بَعضِ الغَزَواتِ إلى رَكِيٍّ ۱ فَإِذا لَيسَ فيهِ ماءٌ ، فَرَجَعتُ إلَيهِ فَأَخبَرتُهُ ، فَقالَ : أفيهِ طينٌ ؟ قُلتُ : نَعَم . فَقالَ ، ائتِني مِنهُ ، فَأَتَيتُ مِنهُ بِطينٍ ، فَتَكَلَّمَ فيهِ ، ثُمَّ قالَ : ألقِهِ فِي الرَّكِيِّ ، فَأَلقَيتُهُ ، فَإِذَا الماءُ قَد نَبَعَ حَتَّى امتَلَأَ جَوانِبُ الرَّكِيِّ ، فَجِئتُ إلَيهِ فَأَخبَرتُهُ ، فَقالَ لي : وُفِّقتَ يا عَلِيُّ ، وبِبَرَكَتِكَ نَبَعَ الماءُ . فَهذِهِ المَنقَبَةُ خاصَّةٌ بي مِن دونِ أصحابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله .
وأمَّا الحادِيَةُ وَالأَربَعونَ : فَإِنّي سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : أبشِر يا عَلِيُّ ؛ فَإِنَّ جَبرَئيلَ أتاني فَقالَ لي : يا مُحَمَّدُ إنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى نَظَرَ إلى أصحابِكَ فَوَجَدَ ابنَ عَمَّكَ وخَتَنَكَ عَلَى ابنَتِكَ فاطِمَةَ خَيرَ أصحابِكَ ، فَجَعَلَهُ وَصِيَّكَ وَالمُؤَدِّيَ عَنكَ .
وأمَّا الثّانِيَةُ وَالأَربَعونَ : فَإِنّي سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ يَقولُ : أبشِر يا عَلِيُّ ؛ فَإِنَّ مَنزِلَكَ فِي الجَنَّةِ مُواجِهُ مَنزِلي ، وأنتَ مَعي فِي الرَّفيقِ الأَعلى في أعلى عِلِّيّينَ . قُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وما أعلى عِلِّيّونَ ؟ فَقالَ : قُبَّةٌ مِن دُرَّةٍ بَيضاءَ ، لَها سَبعونَ ألفَ مِصراعٍ ، مَسكَنٌ لي ولَكَ يا عَلِيُّ .
وأمَّا الثّالِثَةُ وَالأَربَعونَ : فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَ : إنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ رَسَخَ حُبّي في قُلوبِ المُؤمِنينَ ، وكَذلِكَ رَسَخَ حُبَّكَ ـ يا عَلِيُّ ـ في قُلوبِ المُؤمِنينَ ، ورَسَخَ بُغضي وبُغضَكَ في قُلوبِ المُنافِقينَ ؛ فَلا يُحِبُّكَ إلّا مُؤمِنٌ تَقِيٌّ ، ولا يُبغِضُكُ إلّا مُنافِقٌ كافِرٌ .