569
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 4

مِنَ الثَّريدِ حَتّى شَبِعنا ، فَما رَأى إلّا خَدشَ أيدينا وأصابِعِنا . فَخَصَّنِي اللّهُ عَزَّ وجَلَّ بِذلِكَ مِن بَينِ أصحابِهِ .
وأمَّا التّاسِعَةُ وَالأَربَعونَ : فَإِنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى خَصَّ نَبِيَّهُ صلى الله عليه و آله بِالنُّبُوَّةِ ، وخَصَّنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله بِالوَصِيَّةِ ، فَمَن أحَبَّني فَهُوَ سَعيدٌ يُحشَرُ في زُمرَةِ الأَنبِياءِ عليهم السلام .
وأمَّا الخَمسونَ : فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله بَعَثَ بِبَراءَةَ مَعَ أبي بَكرٍ ، فَلَمّا مَضى أتى جَبرَئيلُ عليه السلام فَقالَ : يا مُحَمَّدُ ، لا يُؤَدّي عَنكَ إلّا أنتَ أو رَجُلٌ مِنكَ . فَوَجَّهَني عَلى ناقَتِهِ العَضباءِ ، فَلَحِقتُهُ بِذِي الحُلَيفَةِ فَأَخَذتُها مِنهُ ، فَخَصَّنِي اللّهُ عَزَّ وجَلَّ بِذلِكَ .
وأمَّا الحادِيَةُ وَالخَمسونَ : فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله أقامَني لِلنّاسِ كافَّةً يَومَ غَديرِ خُمٍّ ، فَقالَ : مَن كُنتُ مَولاهُ فَعَلِيٌّ مَولاهُ ، فَبُعدا وسُحقا لِلقَومِ الظّالِمينَ .
وأمَّا الثّانِيَةُ وَالخَمسونَ : فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَ : يا عَلِيُّ ، أ لا اُعَلِّمُكَ كَلِماتٍ عَلَّمَنيهِنَّ جَبرَئيلُ عليه السلام ؟ ! فَقُلتُ : بَلى . قالَ : قُل : يا رازِقَ المُقِلّينَ ، ويا راحِمَ المَساكينَ ، ويا أسمَعَ السّامِعينَ ، ويا أبصَرَ النّاظِرينَ ، ويا أرحَمَ الرّاحِمينَ ، ارحَمني وَارزُقني .
وأمَّا الثّالِثَةُ وَالخَمسونَ : فَإِنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى لَن يَذهَبَ بِالدُّنيا حَتّى يَقومَ مِنَّا القائِمُ ، يَقتُلُ مُبغِضينا ، ولا يَقبَلُ الجِزيَةَ ، ويَكسِرُ الصَّليبَ وَالأَصنامَ ، ويَضَعُ الحَربُ أوزارَها ، ويَدعو إلى أخذِ المالِ فَيَقسِمُهُ بِالسَّوِيَّةِ ، ويَعدِلُ فِي الرَّعِيَّةِ .
وأمَّا الرّابِعَةُ وَالخَمسونَ : فَإِنّي سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : يا عَلِيُّ ، سَيَلعَنُكَ بَنو اُميَّةَ ، ويَرُدُّ عَلَيهِم مَلَكٌ بِكُلِّ لَعنَةٍ ألفَ لَعنَةٍ ، فَإِذا قامَ القائِمُ لَعَنَهُم أربَعينَ سَنَةً .
وأمَّا الخامِسَةُ وَالخَمسونَ : فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قال لي : سَيَفتَتِنُ فيكَ طَوائِفُ مِن اُمَّتي ؛ فَيَقولونَ : إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله لَم يُخَلِّف شَيئا ، فَبِماذا أوصى عَلِيّا ؟ أ وَلَيسَ كِتابُ رَبّي أفضَلَ الأَشياءِ بَعدَ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ ! ! وَالَّذي بَعَثَني بِالحَقِّ لَئِن لَم تَجمَعه


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 4
568

وأمَّا الرّابِعَةُ وَالأَربَعونَ : فَإِنّي سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : لَن يُبغِضَكَ مِنَ العَرَبِ إلّا دَعِيٌّ ، ولا مِنَ العَجَمِ إلّا شَقِيٌّ ، ولا مِنَ النِّساءِ إلّا سَلَقلَقِيَّةٌ ۱ .
وأمَّا الخامِسَةُ وَالأَربَعونَ : فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله دَعاني وأنَا رَمِدُ العَينِ ، فَتَفَلَ في عَيني ، وقالَ : اللّهُمَّ اجعَل حَرَّها في بَردِها ، وبَردَها في حَرِّها ، فَوَاللّهِ ، مَا اشتَكَت عَيني إلى هذِهِ السّاعَةِ .
وأمّا السّادِسَةُ وَالأَربَعونَ : فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله أمَرَ أصحابَهُ وعُمومَتَهُ بِسَدِّ الأَبوابِ ، وفَتَحَ بابي بِأَمرِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ . فَلَيسَ لِأَحَدٍ مَنقَبَةٌ مِثلُ مَنقَبَتي .
وأمَّا السّابِعَةُ وَالأَربَعونَ : فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله أمَرَني في وَصِيَّتِهِ بِقَضاءِ دُيونِهِ وعِداتِهِ ، فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، قَد عَلِمتَ أنَّهُ لَيسَ عِندي مالٌ ! فَقالَ : سَيُعينُكَ اللّهُ . فَما أرَدتُ أمرا مِن قَضاءِ دُيونِهِ وعِداتِهِ إلّا يَسَّرَهُ اللّهُ لي ، حَتّى قَضَيتُ دُيونَهُ وعِداتِهِ ، وأحصَيتُ ذلِكَ فَبَلَغَ ثَمانينَ ألفا ، وبَقِيَ بَقِيَّةٌ أوصَيتُ الحَسَنَ أن يَقضِيَها .
وأمَّا الثّامِنَةُ وَالأَربَعونَ : فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله أتاني في مَنزِلي ، ولَم يَكُن طَعِمنا مُنذُ ثَلاثَةِ أيّامٍ ، فَقالَ : يا عَلِيُّ ، هَل عِندَكَ مِن شَيءٍ ؟ فَقُلتُ : وَالَّذي أكرَمَكَ بِالكَرامَةِ وَاصطَفاكَ بِالرِّسالَةِ ما طَعِمتُ وزَوجَتي وَابنايَ مُنذُ ثَلاثَةِ أيّامٍ ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : يا فاطِمَةُ ، ادخُلِي البَيتَ وَانظُري هَل تَجِدينَ شَيئا ؟ فَقالَت : خَرَجتُ السّاعَةَ ! فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، أدخُلُهُ أنَا ؟ فَقالَ : اُدخُل بِاسمِ اللّهِ . فَدَخَلتُ ، فَإِذا أنَا بِطَبَقٍ مَوضوعٍ عَلَيهِ رُطَبٌ مِن تَمرٍ ، وجَفنَةٌ ۲ مِن ثَريدٍ ، فَحَمَلتُها إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَقالَ : يا عَلِيُّ ، رَأَيتَ الرَّسولَ الَّذي حَمَلَ هذَا الطَّعامَ ؟ فَقُلتُ : نَعَم . فَقالَ : صِفهُ لي . فَقُلتُ : مِن بَينِ أحمَرَ وأخضَرَ وأصفَرَ . فَقالَ : تِلكَ خُطَطُ جَناحِ جَبرَئيلَ عليه السلام مُكَلَّلَةً بِالدُّرِّ وَالياقوتِ . فَأَكَلنا

1.السَّلَقلَق : المرأة السليطة ، والتي تحيض من دبرها (مجمع البحرين : ج۲ ص۸۶۶) .

2.الجَفنة : أعظم ما يكون من القصاع (لسان العرب : ج۱۳ ص۸۹) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 4
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 115860
صفحه از 684
پرینت  ارسال به