571
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 4

مَثَلُ «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»۱ ؛ فَمَن أحَبَّكَ بِقَلبِهِ فَكَأَنَّما قَرَأَ ثُلُثَ القُرآنِ ، ومَن أحَبَّكَ بِقَلبِهِ وأعانَكَ بِلِسانِهِ فَكَأَنَّما قَرَأَ ثُلُثَيِ القُرآنِ ، ومَن أحَبَّكَ بِقَلبِهِ وأعانَكَ بِلِسانِهِ ونَصَرَكَ بِيَدِهِ فَكَأَنَّما قَرَأَ القُرآنَ كُلَّهُ .
وأمَّا الثّانِيَةُ وَالسِّتّونَ : فَإِنّي كُنتُ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله في جَميعِ المَواطِنِ وَالحُروبِ ، وكانَت رايَتُهُ مَعي .
وأمَّا الثّالِثَةُ وَالسِّتّونَ : فَإِنّي لَم أفِرَّ مِنَ الزَّحفِ قَطُّ ، ولَم يُبارِزني أحَدٌ إلّا سَقَيتُ الأَرضَ مِن دَمِهِ .
وأمَّا الرّابِعَةُ وَالسِّتّونَ : فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله اُتِيَ بِطَيرٍ مَشوِيٍّ مِنَ الجَنَّةِ ، فَدَعَا اللّهَ عَزَّ وجَلَّ أن يُدخِلَ عَلَيهِ أحَبَّ خَلقِهِ إلَيهِ ، فَوَفَّقَنِي اللّهُ لِلدُّخولِ عَلَيهِ حَتّى أكَلتُ مَعَهُ مِن ذلِكَ الطَّيرِ .
وأمَّا الخامِسَةُ وَالسِّتّونَ : فَإِنّي كُنتُ اُصَلِّي فِي المَسجِدِ فَجاءَ سائِلٌ ، فَسَأَلَ وأنَا راكِعٌ ، فَناوَلتُهُ خاتَمي مِن إصبَعي ، فَأَنزَلَ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى فِيَّ : «إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَ كِعُونَ»۲ .
وأمَّا السّادِسَةُ وَالسِّتّونَ : فَإِنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى رَدَّ عَلَيَّ الشَّمسَ مَرَّتَينِ ، ولَم يَرُدَّها عَلى أحَدٍ مِن اُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله غَيري .
وأمَّا السّابِعَةُ وَالسِّتّونَ : فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله أمَرَ أن اُدعى بِإِمرَةِ المُؤمِنينَ في حَياتِهِ وبَعدَ مَوتِهِ ، ولَم يُطلِق ذلِكَ لِأَحِدٍ غَيري .
وأمَّا الثّامِنَةُ وَالسِّتّونَ : فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَ : يا عَلِيُّ ، إذا كانَ يَومُ القِيامَةِ نادى مُنادٍ مِن بُطنانِ العَرشِ : أينَ سَيِّدُ الأَنبِياءِ ؟ فَأَقومُ ، ثُمَّ يُنادي : أينَ سَيِّدُ الأَوصِياءِ ؟

1.المراد هو سورة الإخلاص .

2.المائدة : ۵۵ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 4
570

بِإِتقانٍ لَم ۱ يُجمَع أبَدا . فَخَصَّنِيَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ بِذلِكَ مِن دونِ الصَّحابَةِ .
وأمَّا السّادِسَةُ وَالخَمسونَ : فَإِنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى خَصَّني بِما خَصَّ بِهِ أولياءَهُ وأهلَ طاعَتِهُ ، وجَعَلَني وارِثَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ؛ فَمَن ساءَهُ ساءَهُ ، ومَن سَرَّهُ سَرَّهُ ـ وأومَأَ بِيَدِهِ نَحوَ المَدينَةِ ـ .
وأمَّا السّابِعَةُ وَالخَمسونَ : فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ في بَعضِ الغَزَواتِ ، فَفُقِدَ الماءُ ، فَقالَ لي : يا عَلِيُّ ، قُم إلى هذِهِ الصَّخرَةِ ، وقُل : أنَا رَسولُ رَسولِ اللّهِ ، انفَجِري لي ماءً . فَوَاللّهِ الَّذي أكرَمَهُ بِالنُّبُوَّةِ لَقَد أبلَغتُهَا الرِّسالَةَ ، فَأَطلَعَ مِنها مِثلُ ثَديِ البَقَرِ ، فَسالَ مِن كُلِّ ثَديٍ مِنها ماءٌ ، فَلَمّا رَأَيتُ ذلِكَ أسرَعتُ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله فَأَخبَرتُهُ ، فَقالَ : اِنطَلِق ياعَلِيُّ ، فَخُذ مِنَ الماءِ ، وجاءَ القَومُ حَتّى مَلَؤوا قِرَبَهُم وأداواتِهِم ، وسَقَوا دَوابَّهُم ، وشَرِبوا ، وتَوَضَّؤوا . فَخَصَّنِي اللّهُ عَزَّ وجَلَّ بِذلِكَ مِن دونِ الصَّحابَةِ .
وأمَّا الثّامِنَةُ وَالخَمسونَ : فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله أمَرَني في بَعضِ غَزَواتِهِ ـ وقَد نَفِدَ الماءُ ـ فَقالَ : يا عَلِيُّ ، ائِتني بِتَورٍ ۲
. فَأَتَيتُهُ بِهِ ، فَوَضَعَ يَدَهُ اليُمنى ويَدي مَعَها فِي التَّورِ ، فَقالَ : اُنبُع ، فَنَبَعَ الماءُ مِن بَينِ أصابِعِنا .
وأمَّا التّاسِعَةُ وَالخَمسونَ : فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله وَجَّهَني إلى خَيبَرَ ، فَلَمّا أتَيتُهُ وَجَدتُ البابَ مُغلَقا ، فَزَعزَعتُهُ شَديدا ، فَقَلَعتُهُ ورَمَيتُ بِهِ أربَعينَ خُطوَةً ، فَدَخَلتُ ، فَبَرَزَ إلَيَّ مَرحَبٌ ، فَحَمَلَ عَلَيَّ وحَمَلتُ عَلَيهِ ، وسَقَيتُ الأَرضَ مِن دَمِهِ . وقَد كانَ وَجَّهَ رَجُلَينِ مِن أصحابِهِ فَرَجَعا مُنكَسِفَينِ .
وأمَّا السِّتّونَ : فَإِنّي قَتَلتُ عَمرَو بنَ عَبدِ وَدٍّ ، وكانَ يُعَدَّ بِأَلفِ رَجُلٍ .
وأمَّا الحادِيَةُ وَالسِّتّونَ : فَإِنّي سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : يا عَلِيُّ ، مَثَلُكَ في اُمَّتى
¨

1.كذا في المصدر، والظاهر أنّه تصحيف «لن».

2.هو إناءٌ من صُفر أو حجارة كالإجّانة ، وقد يتوضّأ منه (النهاية : ج۱ ص۱۹۹) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 4
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 115522
صفحه از 684
پرینت  ارسال به