579
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 4

بِأَحكامِهِ ، وَاختَصَّني بِوَصِيَّتِهِ ، وَاصطَفاني بِخِلافَتِهِ في اُمَّتِهِ ؛ فَقالَ صلى الله عليه و آله ـ وقَد حَشَدَهُ المُهاجِرونَ وَالأَنصارُ وَانغَصَّت بِهِمُ المَحافِلُ ـ : أيُّهَا النّاسُ ، إنَّ عَلِيّا مِنّي كَهارونَ مِن موسى ، إلّا أنَّهُ لا نَبِيَّ بَعدي .
فَعَقَلَ المُؤمِنونَ عَنِ اللّهِ نُطقَ الرَّسولِ ، إذ عَرَفوني أنّي لَستُ بِأَخيهِ لِأَبيهِ واُمِّهِ كَما كانَ هارونُ أخا موسى لِأَبيهِ واُمِّهِ ، ولا كُنتُ نَبِيّا فَأقتَضِيَ نُبُوَّةً ، ولكِن كانَ ذلِكَ مِنهُ استِخلافا لي كَمَا استَخَلَفَ موسى هارونَ عليهماالسلام ، حَيثُ يَقولُ : «اخْلُفْنِى فِى قَوْمِى وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ»۱ .
وقَولُهُ صلى الله عليه و آله ـ حينَ تَكَلَّمَت طائِفَةً فَقالَت : نَحنُ مَوالي رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَخَرَجَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إلى حَجَّةِ الوِداعِ ثُمَّ صارَ إلى غَديرِ خُمٍّ ، فَأَمَرَ فَاُصلِحَ لَهُ شِبهُ المِنبَرِ ، ثُمَّ عَلاهُ وأخَذَ بِعَضُدي حَتّى رُئِيَ بَياضُ إبطَيهِ ، رافِعا صَوتَهُ قائِلاً في مَحفِلِهِ ـ : «مَن كُنتُ مَولاهُ فَعَلِيٌّ مَولاهُ ، اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ وعادِ مَن عاداهُ» ، فَكانَت عَلى وِلايَتي وِلايَةُ اللّهِ ، وعَلى عَداوَتي عَداوَةُ اللّهِ . وأنزَلَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ في ذلِكَ اليَومِ : «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الْاءِسْلَـمَ دِينًا»۲ ، فَكانَت وِلايَتي كَمالَ الدّينِ ، ورِضَا الرَّبِّ جَلُّ ذِكرُهُ .
وأنزَلَ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالَى اختِصاصا لي ، وتَكَرُّما نَحَلَنيهِ ، وإعظاما وتَفضيلاً مِن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله مَنَحَنيهِ ، وهُوَ قَولُهُ تَعالى : «ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللَّهِ مَوْلَهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَـسِبِينَ »۳ . فِيَّ مَناقِبُ لَو ذَكَرتُها لَعَظُمَ بِهَا الِارتِفاعُ ، فَطالَ لَهَا الِاستِماعُ ۴ .

1.الأعراف : ۱۴۲ .

2.المائدة : ۳ .

3.الأنعام : ۶۲ .

4.الكافي : ج۸ ص۲۶ ح۴ عن جابر بن يزيد عن الإمام الباقر عليه السلام .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 4
578

إلَيهِ ، وأوثَقُكُم في نَفسِهِ ، وأشَدُّكُم نِكايَةً لِلعَدُوِّ ، وأثَرا فِي العَدُوِّ . ولَقَد رَأَيتُم بِعثَتَهُ إيّايَ بِبَراءَةٌ . ولَقَد آخى بَينَ المُسلِمينَ ، فَمَا اختارَ لِنَفسِهِ أحَدا غَيري . ولَقَد قالَ لي : أنتَ أخي وأنَا أخوكَ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ . ولَقَد أخرَجَ النّاسَ مِنَ المَسجِدِ وتَرَكَني . ولَقَد قالَ لي : أنتَ مِنّي بِمَنزِلَةِ هارونَ مِن موسى إلّا أنَّهُ لا نَبِيَّ بَعدي ۱ .

۳۶۹۱.الإمام عليّ عليه السلام :إنَّما مَثَلي بَينَكُم كَمَثَلِ السِّراجِ فِي الظُّلمَةِ ؛ يَستَضيءُ بِهِ مَن وَلَجَها ، فَاسمَعوا أيُّهَا النّاسُ وعوا ، وأحضِروا آذانَ قُلوبِكُم تَفهَموا ۲ .

۳۶۹۲.عنه عليه السلام :إنَّما هِيَ نَفسي أروضُها ۳ بُالتَّقوى ؛ لِتَأتِيَ آمِنَةً يَومَ الخَوفِ الأَكبَرِ ، وتَثبُتَ عَلى جَوانِبِ المَزلَقِ . . . وَايمُ اللّهِ ـ يَمينا أستَثني فيها بِمَشيئَةِ اللّهِ ـ لَأَروضَنَّ نَفسي رِياضَةً تَهِشُّ مَعَها إلَى القُرصِ إذا قَدَرتُ عَلَيهِ مَطعوما ، وتَقَنَعُ بِالمِلحِ مَأدوما ، ولَأَدَعَنَّ مُقلَتي كَعَينِ ماءٍ نَضَبَ مَعينَها ، مُستَفرِغَةً دُموعَها .
أ تَمتَلِئُ السّائِمَةُ مِن رِعيِها فَتَبرُكَ ، وتَشبَعُ الرَّبيضَةُ مِن عُشبِها فَتَربِضَ ، ويَأكُلُ عَلِيٌّ مِن زادِهِ فَيَهجَعَ ؟ ! قَرَّت إذا عَينُهُ إذَا اقتَدى بَعدَ السِّنينَ المُتَطاوِلَةِ بِالبَهيمَةِ الهامِلَةِ ، وَالسّائِمَةِ المَرعِيَّةِ ۴ .

۳۶۹۳.عنه عليه السلام :إنَّ اللّهَ تَبارَكَ اسمُهُ امتَحَنَ بي عِبادَهُ ، وقَتَلَ بِيَدي أضدَادَهُ ، وأفنى بِسَيفي جُحّادَهُ ، وجَعَلَني زُلفَةً لِلمُؤمِنينَ ، وحِياضَ مَوتٍ عَلَى الجَبّارينَ ، وسَيفَهُ عَلَى المُجرِمينَ ، وشَدَّ بي أزرَ ۵ رَسولِهِ ، وأكرَمَني بِنَصرِهِ ، وشَرَّفَني بِعِلمِهِ ، وحَبانى
¨

1.المناقب لابن المغازلي : ص۱۱۱ ح۱۵۴ ؛ كشف الغمّة : ج۱ ص۸۰ ، بحار الأنوار : ج۳۸ ص۳۳۰ ح۲ نقلاً عن كتاب الأربعين عن يحيى بن العلاء الرازي عن الإمام الصادق عن أبيه عليهماالسلام عن ابن عبّاس .

2.نهج البلاغة : الخطبة ۱۸۷ ، غرر الحكم : ح۳۸۸۳ وفيه صدره .

3.راضَ الدابّة يروضُها : وطّأها وذلّلها (لسان العرب : ج۷ ص۱۶۴) .

4.نهج البلاغة : الكتاب ۴۵ .

5.الأزر : الظهر والقوّة (لسان العرب : ج۴ ص۱۸) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 4
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 115908
صفحه از 684
پرینت  ارسال به