67
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 4

بارّا مُحسِنا .
وا عجَبَا كُلَّ العَجَبِ ، مِن تَضافُرِ هؤُلاءِ القَومِ عَلى باطِلِهِم ، وفَشَلِكُم عَن حَقِّكُم ! قَد صِرتُم غَرَضا يُرمى ولا تَرمونَ ، وتُغزَونَ ولا تَغزونَ ، ويُعصَى اللّهُ وتَرضَونَ ، تَرِبَت أيديكُم يا أشباهَ الإبِلِ غابَ عَنها رُعاتُها ، كُلَّمَا اجتَمَعَت مِن جانِبٍ تَفَرَّقَت مِن جانِبٍ ۱ .

2 / 3

التَّحذيرُ مِنَ الذُّلِّ الشّامِلِ

۲۷۵۷.الغارات عن جندب بن عبد اللّه الوائلي :كانَ عَلِيٌّ عليه السلام يَقولُ : أما إنَّكُم سَتَلقَونَ بَعدي ثَلاثا : ذُلّاً شامِلاً ، وسَيفا قاتِلاً ، وأثَرَةً ۲ يَتَّخِذُهَا الظّالِمونَ عَلَيكُم سُنَّةً ، فَسَتَذكُروني عِندَِتلكَ الحالاتِ ، فَتَمَنَّونَ لَو رَأَيتُموني ونَصَرتُموني وأهرَقتُم دِماءَكُم دونَ دمي ، فَلا يُبعِدُ اللّهُ إلّا مَن ظَلَمَ .
وكانَ جُندَبٌ بَعدَ ذلِكَ إذا رَأى شَيئا يَكرَهُهُ ، قالَ : لا يُبعِدُ اللّهُ إلّا مَن ظَلَمَ ۳ .

2 / 4

التَّحذيرُ مِن سُلطَةِ غُلامِ ثَقيفٍ

۲۷۵۸.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن كَلامٍ لَهُ يَنصَحُ فيهِ أصحابَهُ ـ: لَو تَعلَمونَ ما أعلَمُ مِمّا طُوِيَ عَنكُم

1.الإرشاد : ج۱ ص۲۷۸ ، الاحتجاج : ج۱ ص۴۰۹ ح۸۹ نحوه ، بحار الأنوار : ج۳۴ ص۱۳۵ ح۹۵۶ .

2.الأثَرَة : الاسم من آثر : إذا أعطى ، أراد أنّه يُستأثر عليكم ، فيُفَضّل غيرُكم في نصيبه من الفيء (النهاية : ج۱ ص۲۲) .

3.الغارات : ج۲ ص۴۹۲ ، تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۹۳ ، الأمالي للطوسي : ص۱۸۱ ح۳۰۲ ، دعائم الإسلام : ج۱ ص۳۹۱ ، شرح الأخبار : ج۲ ص۷۴ ح۴۴۱ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج۲ ص۲۷۲ ؛ أنساب الأشراف : ج۳ ص۱۵۵ كلاهما عن جندب بن عبد اللّه الأزدي ، الإمامة والسياسة : ج۱ ص۱۷۱ كلّها نحوه .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 4
66

حَتّى لَقَد سَئِمتُ الحَياةَ ، كُلُّ ذلِكَ تُراجِعونَ بِالهُزءِ مِنَ القَولِ فِرارا مِنَ الحَقِّ ، وإلحادا إلَى الباطِلِ الَّذي لا يُعِزُّ اللّهُ بِأَهلِهِ الدّينَ ، وإنّي لَأَعلَمُ أنَّكُم لا تَزيدونَني غَيرَ تَخسيرٍ ، كُلَّما أمَرتُكُم بِجِهادِ عَدُوِّكُمُ اثّاقَلتُم إلَى الأَرضِ ، وسَأَلتُمونِي التَّأخيرَ دِفاعَ ذِي الدَّينِ المَطُولِ .
إن قُلتُ لَكُم فِي القَيظِ : سيروا ، قُلتُم : الحَرُّ شَديدٌ ، وإن قُلتُ لَكُم فِي البَردِ : سيروا ، قُلتُم : القَرُّ شَديدٌ ، كُلُّ ذلِكَ فِرارا عَنِ الجَنَّةِ . إذا كُنتُم عَنِ الحَرِّ وَالبَردِ تَعجِزونَ ، فَأَنتُم عَن حَرارَةِ السَّيفِ أعجَزُ وأعجَزُ ، فَإِنّا للّهِِ وإنّا إلَيهِ راجِعونَ .
يا أهلَ الكوفَةِ ! قَد أتانِي الصَّريخُ يُخبِرُني أنَّ أخا غامِدٍ قَد نَزَلَ الأَنبارَ ۱ عَلى أهلِها لَيلاً في أربَعَةِ آلافٍ ، فَأَغارَ عَلَيهِم كَما يُغارُ عَلَى الرّومِ وَالخَزَرِ ، فَقَتَلَ بِها عامِلِي ابنَ حَسّانٍ وقَتَلَ مَعَهُ رِجالاً صالِحينَ ذَوي فَضلٍ وعِبادَةٍ ونَجدَةٍ ، بَوَّأَ اللّهُ لَهُم جَنّاتِ النَّعيمَ ، وأنَّهُ أباحَها ، ولَقَد بَلَغَني أنَّ العُصبَةَ مِن أهلِ الشّامِ كانوا يَدخُلونَ عَلَى المَرأَةِ المُسلِمَةِ وَالاُخرَى المُعاهَدَةِ فَيَهتِكونَ سِترَها ، ويَأخُذونَ القِناعَ مِن رَأسِها ، وَالخُرصَ ۲ مِن أُذُنِها ، وَالأَوضاحَ ۳ مِن يَدَيها وَرِجلَيها وَعَضُدَيها ، وَالخَلخالَ وَالمِئزَرَ مِن سُوقِها ، فَما تَمتَنِعُ إلّا بِالاِستِرجاعِ وَالنِّداءِ : يا لَلمُسلِمينَ ، فَلا يُغيثُها مُغيثٌ ، ولا يَنصُرُها ناصِرٌ .
فَلو أنَّ مُؤمِنا ماتَ مِن دونِ هذا أسَفا ما كانَ عِندي مَلوما ، بَل كانَ عِندى
¨

1.الأنبار : مدينة صغيرة كانت عامرة أيّام الساسانيّين ، وآثارها غرب بغداد على بُعد ستين كيلو مترا مشهودة . وسبب تسميتها بالأنبار هو أنّها كانت مركزا لخزن الحنطة والشعير والتبن للجيوش، وإلّا فإنّ الإيرانيّين كانوا يسمّونها «فيروز شاپور» . فتحت على يد خالد بن الوليد عام (۱۲ ه ) وقد اتّخذها السفّاح ـ أوّل خلفاء بني العبّاس ـ مقرّا له مدّة من الزمان .

2.الخُرْص : الحَلْقة الصغيرة من الحَلْي ، وهو من حَلْي الاُذُن (النهاية : ج۲ ص۲۲) .

3.الأوضاح : نوع من الحُلِيّ يُعمل من الفضّة ، سُمّيتْ بها لبياضها، واحدها وَضَح (النهاية : ج۵ ص۱۹۶) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 4
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 99486
صفحه از 684
پرینت  ارسال به