سَمِعتُم بِمَنسِرٍ ۱ مِن مَناسِرِ أهلِ الشّامِ أظَلَّكُم وأغلَقَ بابَهُ انجَحَرَ كُلُّ امرِئٍ مِنكُم في بَيتِهِ انجِحارَ الضَّبِّ في جُحرِهِ ، وَالضَّبُعِ في وِجارِها ! المَغرورُ مَن غَرَرتُموهُ ، ولَمَن فازَ بِكُم فازَ بِالسَّهمِ الأَخيَبِ .
لا أحرارٌ عِندَ النِّداءِ ، ولا إخوانٌ ثِقَةٌ عِندَ النَّجاءِ ۲ ، إنّا للّهِِ وإنّا إلَيهِ راجِعونَ . ماذا مُنِيتُ بِهِ مِنكُم ! عُميٌ لا تُبصِرونَ ، وبُكمٌ لا تَنطِقونَ ، وصُمٌّ لا تَستَمِعونَ ، إنّا للّهِِ وإنّا إلَيهِ راجِعونَ ۳ .
۲۷۶۲.عنه عليه السلام :أمّا بَعدُ يا أهلَ الكوفَةِ ! أكُلَّما أقبَلَ مَنسِرٌ مِن مَناسِرِ أهلِ الشّامِ أغلَقَ كُلُّ امرِئٍ بابَهُ ، وَانجَحَرَ في بَيتِهِ انجِحارَ الضَّبِّ ، وَالضَّبُعِ الذَّليلِ في وِجارِه ؟ اُفٍّ لَكُم ! لَقَد لَقيتُ مِنكُم ، يَوما اُناجيكُم ، ويوما اُناديكُم ؛ فَلا إخوانٌ عِندَ النَّجاءِ ، وَلا أحرارٌ عِندَ النِّداءِ ۴ .
۲۷۶۳.عنه عليه السلامـ لَمّا بَلَغَهُ إغارَةُ أصحابِ مُعاوِيَةٍ عَلَى الأَنبارِ ، فَخَرَجَ بِنَفسِهِ ماشِيا حَتّى أتَى النُّخَيلَةَ فَأَدرَكَهُ النّاسُ ، وقالوا : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، نَحنُ نَكفيكَهُم فَقالَ ـ: ما تَكفونَني أنفُسَكُم ، فَكَيفَ تَكفونَني غَيرَكُم ؟ إن كانَتِ الرَّعايا قَبلي لَتَشكو حَيفَ رُعاتِها ، وإنَّنِي اليَومَ لَأَشكو حَيفَ رَعِيَّتي ، كَأَنَّنِي المَقودُ وهُمُ القادَةُ ، أوِ المَوزوعُ وهُمُ الوَزَعَةُ ۵۶ .
1.المَنسِر : القِطعة من الجيش تَمُرّ قُدّام الجيش الكبير (النهاية : ج۵ ص۴۷) .
2.النَّجوى : السِّر، وناجَى الرجلَ مناجاةً ونِجاءً : سارّه (لسان العرب : ج۱۵ ص۳۰۸) .
3.تاريخ الطبري : ج۵ ص۱۳۴ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۲۵ ، البداية والنهاية : ج۷ ص۳۲۰ كلاهما نحوه .
4.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۹۵ ، نهج البلاغة : الخطبة ۶۹ وفيه إلى «وجاره» ؛ أنساب الأشراف : ج۳ ص۲۰۷ ، النهاية في غريب الحديث : ج۵ ص۴۷ وفيه إلى «بابه» وكلاهما نحوه .
5.الوَزَعة : جمع وازِع ؛ وهو الذي يكفّ الناس ويحبس أوّلهم على آخرهم (النهاية : ج۵ ص۱۸۰) .
6.نهج البلاغة : الحكمة ۲۶۱ .