89
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 4

4 / 10

كِتابُ الإِمامِ إلى سَهلٍ فيمَن لَحِقَ بِمُعاوِيَةَ

۲۷۹۰.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن كِتابٍ لَهُ إلى سَهلِ بنِ حُنَيفِ الأَنصاري ، وهُوَ عامِلُهُ عَلَى المَدينَةِ ، في مَعنى قَومٍ مِن أهلِها لَحِقوا بِمُعاوِيَةَ ـ: أمّا بَعدُ ؛ فَقَد بَلَغَني أنَّ رِجالاً مِمَّن قَبلَكَ يَتَسَلَّلون إلى مُعاوِيَةَ ؛ فَلا تَأسَف عَلى ما يَفوتُكَ مِن عَدَدِهِم ، ويَذهَبُ عَنكَ مِن مَدَدِهِم ؛ فَكَفى لَهُم غَيّا ، ولَكَ مِنهُم شافِيا ، فِرارُهُم مِنَ الهُدى وَالحَقِّ ، وإيضاعُهُم إلَى العَمى وَالجَهلِ ، وإنَّما هُم أهلُ دُنيا مُقبِلونَ عَلَيها ، ومُهطِعونَ إلَيها ، وقَد عَرَفُوا العَدلَ ورَأَوهُ ، وسَمِعوهُ ووَعَوهُ ، وعَلِموا أنَّ النّاسَ عِندَنا فِي الحَقِّ اُسوَةٌ ، فَهَرَبوا إلَى الأَثَرَةِ ، فَبُعدا لَهُم وسُحقا ! !
إنَّهُم ـ وَاللّهِ ـ لَم يَنفِروا مِن جَورٍ ، ولَم يَلحَقوا بِعَدلٍ ، وإنّا لَنَطمَعُ في هذَا الأَمرِ أن يُذَلِّلَ اللّهُ لَنا صعَبَهُ ، ويُسَهِّلَ لَنا حَزنَهُ ۱ ، إن شاءَ اللّهُ ، وَالسَّلامُ ۲ .

1.الحَزْن : المكان الغليظ الخشن (النهاية : ج۱ ص۳۸۰) .

2.نهج البلاغة : الكتاب ۷۰ ؛ أنساب الأشراف : ج۲ ص۳۸۶ نحوه إلى «سُحقا» وراجع تاريخ اليعقوبي: ج۲ ص۲۰۳ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 4
88

استعمله الإمام عليه السلام على الرّيّ ودستبى ۱۲ . لكنّه انتهج الخيانة ، إذ نقل ابن الأثير أنّه استحوذ على ثلاثين ألف درهم من بيت المال ؛ وطالبه الإمام بالنّقص الحاصل في بيت المال ، فأنكر ذلك ، فجلده ۳ وسجنه ، ففرّ من السّجن والتحق بمعاوية ۴ . وشهد على حجر بن عديّ حين أراد معاوية قتله ۵ .

۲۷۸۹.الغارات :كانَ يَزيدُ بنُ حُجَيَّةَ قَد استَعمَلَهُ عَلِيٌّ عليه السلام عَلَى الرَّيِّ ودَستَبى ، فَكَسَرَ الخَراجَ وَاحتَجَنَ ۶ المالَ لِنَفسِهِ ، فَحَبَسَهُ عَلِيٌّ وجَعَلَ مَعَهُ مَولًى لَهُ يُقالُ لَهُ : سَعدٌ ، فَقَرَّبَ يَزيدُ رَكائِبَهُ وسَعدٌ نائِمٌ ، فَلَحِقَ بِمُعاوِيَةَ . . .
وقالَ أيضا شِعرا يَذُمُّ فيهِ عَلِيّا ويُخبِرُهُ أنَّهُ مِن أعدائِهِ ، لَعَنَهُ اللّهُ ، فَبَلَغَ ذلِكَ عَلِيّا عليه السلام فَدَعا عَلَيهِ ، وقالَ لِأَصحابِهِ : إرفَعوا أيديَكُم فَادعوا عَلَيهِ ، فَدَعا عَلَيهِ عَلِيٌّ عليه السلام وأمَّنَ أصحابَهُ .
قالَ أبُو الصَّلتِ التَّيمي : فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : اللّهُمَّ إنَّ يَزيدَ بنَ حُجَيَّةَ هَرَبَ بِمالِ المُسلِمينَ ، ولَحِقَ بِالقَومِ الفاسِقينَ ، فَاكفِنا مَكرَهُ وكَيدَهُ ، وَاجزِهِ جَزاءَ الظّالِمينَ ۷ .

1.دَسْتَبى : بلدة تقع إلى الغرب والجنوب الغربي من مدينة طهران ، وكانت واسعة بحيث تشمل ما بين قزوين وهمدان الحاليّتين (راجع معجم البلدان : ج۲ ص۴۵۴) .

2.الغارات : ج۲ ص۵۲۵ ؛ أنساب الأشراف : ج۳ ص۲۱۵ ، الأخبار الموفّقيّات : ص۵۷۵ ح۳۷۴ ، تاريخ دمشق : ج۶۵ ص۱۴۷ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۶۷ وفيهما «استعمله على الري» .

3.الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۶۷ .

4.الغارات : ج۲ ص۵۲۵ ـ ۵۲۸ ؛ أنساب الأشراف : ج۳ ص۲۱۶ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۶۷ ، تاريخ دمشق : ج۶۵ ص۱۴۷ ح۸۲۵۶ ، الأخبار الموفّقيّات : ص۵۷۵ ح۳۷۴ وليس فيه «حَبَسه» .

5.الغارات : ج۲ ص۵۲۸ ؛ أنساب الأشراف : ج۵ ص۲۶۸ ، تاريخ الطبري : ج۵ ص۲۷۳ .

6.تَحْتَجِنُه : أي تتملّكه دون الناس ، والاحتجان : جمع الشيء وضمّه إليك (النهاية : ج۱ ص۳۴۸) .

7.الغارات : ج۲ ص۵۲۵ و ص۵۲۸ وراجع أنساب الأشراف : ج۳ ص۲۱۵ والكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۶۷ والأخبار الموفّقيّات : ص۵۷۵ ح۳۷۴ وتاريخ دمشق : ج۶۵ ص۱۴۷ ـ ۱۴۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 4
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 115377
صفحه از 684
پرینت  ارسال به