237
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 5

۴۱۶۱.عنه عليه السلامـ فيما قالَهُ بَعدَ أخذِ البَيعَةِ عَلى مَن حَضَرَهُ لَمّا نَزَلَ بِذي قارٍ ـ: قَد جَرَت اُمورٌ صَبَرنا فيها ، وفي أعيُنِنَا القَذى ؛ تَسليما لِأَمرِ اللّهِ تَعالى فيمَا امتَحَنَنا بِهِ ؛ رَجاءَ الثَّوابِ عَلى ذلِكَ ، وكانَ الصَّبرُ عَلَيها أمثَلَ مِن أن يَتَفَرَّقَ المُسلِمونَ ، وتُسفَكَ دِماؤُهُم ۱ .

۴۱۶۲.الإرشاد عن عمرو بن شمر عن رجاله :سَمِعنا أميرَ المُؤمِنينَ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عليه السلام يَقولُ : ما رَأَيتُ مُنذُ بَعَثَ اللّهُ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله رَخاءً ، فَالحَمدُ للّهِ ، وَاللّهِ لَقَد خِفتُ صَغيرا ، وجاهَدتُ كَبيرا ، اُقاتِلُ المُشرِكينَ ، واُعادِي المُنافِقينَ ، حَتّى قَبَضَ اللّهُ نَبِيَّهُ صلى الله عليه و آله فَكانَتِ الطّامَّةُ الكُبرى ، فَلَم أزَل حَذِرا وَجِلاً ، أخافُ أن يَكونَ ما لا يَسَعُني مَعَهُ المُقامُ ، فَلَم أرَ بِحَمدِ اللّهِ إلّا خَيرا .
وَاللّهِ ، ما زِلتُ أضرِبُ بِسَيفي صَبِيّا حَتّى صِرتُ شَيخا ، وأنَّهُ لَيُصَبِّرُني عَلى ما أنَا فيهِ أنَّ ذلِكَ كُلَّهُ فِي اللّهِ ورَسولِهِ ، وأنَا أرجو أن يَكونَ الرَّوحُ عاجِلاً قَريبا ، فَقَد رَأَيتُ أسبابَهُ .
قالوا : فَما بَقِيَ بَعدَ هذِهِ المَقالَةِ إلّا يَسيرا حَتى اُصيبَ عليه السلام ۲ .

۴۱۶۳.الإمام الصادق عليه السلام :لَمّا حَضَرَت فاطِمَةَ الوَفاةُ بَكَت ، فَقالَ لَها أميرُ المُؤمِنينَ : يا سَيِّدتي ما يُبكيكِ ؟ قالَت : أبكي لِما تَلقى بَعدي . فَقالَ لَها : لا تَبكي ، فَوَاللّهِ إنَّ ذلِكِ لَصَغيرٌ عِندي في ذاتِ اللّهِ ۳ .

۴۱۶۴.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن كَلامِهِ عِندَ دَفنِ فاطِمَةَ عليهاالسلام كَالمُناجي بِهِ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله عِندَ قَبرِهِ ـ: السَّلامُ عَلَيكَ يا رَسولَ اللّهِ عَنّي ، وعَنِ ابنَتِكَ النّازِلَةِ في جِوارِكَ ، وَالسَّريعَةِ اللِّحاق

1.الإرشاد : ج۱ ص۲۴۹ .

2.الإرشاد : ج۱ ص۲۸۴ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج۲ ص۱۲۱ وفيه إلى «شيخا» .

3.بحار الأنوار : ج۴۳ ص۲۱۸ ح۴۹ نقلاً عن مصباح الأنوار .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 5
236

ويَشيبُ فيهَا الصَّغيرُ ، ويَكدَحُ فيها مُؤمِنٌ حَتّى يَلقى رَبَّهُ ! فَرَأَيتُ أنَّ الصَّبرَ عَلى هاتا أحجى ، فَصَبَرتُ ، وفِي العَينِ قَذىً ، وفِي الحَلقِ شَجاً ۱ ؛ أرى تُراثي نَهبا . . . فَصَبَرتُ عَلى طولِ المُدَّةِ ، وشِدَّةِ المِحنَةِ ۲ .

۴۱۵۹.عنه عليه السلامـ في خُطبَةٍ لَهُ يَذكُرُ فيها صِفَتَهُ قَبلَ البَيعَةِ لَهُ ـ: فَنَظَرتُ فَإِذا لَيسَ لي مُعينٌ إلّا أهلَ بَيتي ، فَضَنِنتُ بِهِم عَنِ المَوتِ ، وأغضَيتُ عَلَى القَذى ، وشَرِبتُ عَلَى الشَّجا ، وصَبَرتُ عَلى أخذِ الكَظَمِ ۳ ، وعَلى أمَرَّ مِن طَعمِ العَلقَمِ ۴۵ .

۴۱۶۰.عنه عليه السلامـ فِي التَّظَلُّمِ وَالتَّشَكّي مِن قُرَيشٍ ـ: اللّهُمَّ إنّي أستَعديكَ عَلى قُرَيشٍ ومَن أعانَهُم ؛ فَإِنَّهُم قَد قَطَعوا رَحِمي ، وأكفَؤوا إنائي ، وأجمَعوا عَلى مُنازَعَتي حَقّاً كُنتُ أولى بِهِ مِن غَيري ، وقالوا : «ألا إنَّ فِي الحَقِّ أن تَأخُذَهُ ، وفِي الحَقِّ أن تُمنَعَهُ ، فَاصبِر مَغموماً ، أو مُت مُتَأَسِّفاً» ، فَنَظَرتُ فَإِذا لَيسَ لي رافِدٌ ، ولا ذابٌّ ، ولا مُساعِدٌ ، إلّا أهلَ بَيتي ، فَضَنِنتُ بِهِم عَنِ المَنِيَّةِ ، فَأَغضَيتُ عَلَى القَذى ، وجَرِعت ريقي عَلَى الشَّجا ، وصَبَرتُ مِن كَظمِ الغَيظِ عَلى أمَرَّ مِنَ العَلقَمِ ، وآلَمَ لِلقَلبِ مِن وَخزِ الشِّفارِ ۶ . ۷

1.القذى : ما يقع في العين فيؤذيها كالغبار ونحوه ، والشَّجا : ما يَنشُب في الحلق من عظم ونحوه فيُغصُّ به ، وهما كنايتان عن النقمة ، ومرارة الصبر ، والتألّم من الغبن (مجمع البحرين : ج۲ ص۹۳۲) .

2.نهج البلاغة : الخطبة ۳ ، علل الشرائع : ص۱۵۰ ح۱۲ ، معاني الأخبار : ص۳۶۱ ح۱ ، الإرشاد : ج۱ ص۲۸۷ ، الاحتجاج : ج۱ ص۴۵۲ ح۱۰۵ كلّها عن ابن عبّاس ، الأمالي للطوسي : ص۳۷۲ ح۸۰۳ عن زرارة عن الإمام الباقر عليه السلام عن ابن عبّاس وعن الإمام الباقر عن أبيه عن جدّه عنه عليهم السلامنحوه وفيها «ابن أبي قحافة» بدل «فلان» ؛ تذكرة الخواصّ : ص۱۲۴ عن ابن عبّاس .

3.الكَظَم : مخرج النَّفَس ، يقال : أخذت بكَظَمه أي بمخرج نَفَسه (لسان العرب : ج۱۲ ص۵۲۰) .

4.العلقم : شجر الحنظل (المحيط في اللغة : ج۲ ص۲۱۵) .

5.نهج البلاغة : الخطبة ۲۶ .

6.الشِّفار : جمع شَفْرة ؛ وهو حدّ السيف (لسان العرب : ج۴ ص۴۲۰) .

7.نهج البلاغة : الخطبة ۲۱۷ ، الغارات : ج۱ ص۳۰۸ عن جندب ، المسترشد : ص۴۱۷ ح۱۴۱ عن شريح بن هاني وكلاهما نحوه .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 5
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 106958
صفحه از 520
پرینت  ارسال به