277
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 5

فَشارَكَ الزُّبَيرَ في أموالِهِ وتِجاراتِهِ ، فَقالَ عليه السلام : أما إنَّهُ قَد لاذَ بِمَلاذٍ ، ولَم يَحجُر عَلَيهِ .
وكانَ طَلحَةُ شُجاعا ؛ وكانَ شَحيحا ، أمسَكَ عَنِ الإِنفاقِ حَتّى خَلَّفَ مِنَ الأَموالِ ما لا يَأتي عَلَيهِ الحَصرُ .
وكانَ عَبدُ المَلِكِ شُجاعا ؛ وكانَ شَحيحا ، يُضرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي الشُّحِّ ، وسُمِّيَ رَشحَ الحَجَرِ لِبُخلِهِ .
وقَد عَلِمتَ حالَ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام فِي الشَّجاعَةِ وَالسَّخاءِ كَيفَ هِيَ ، وهذا مِن أعاجيبِهِ أيضا عليه السلام ۱ .

۴۲۵۴.المناقب لابن شهر آشوب عن أبي عليّ سينا :لَم يَكُن شُجاعا فيلَسوفا قَطُّ إلّا عَلِيٌّ عليه السلام ۲ .

1.شرح نهج البلاغة : ج۱ ص۵۰ ـ ۵۳ .

2.المناقب لابن شهر آشوب : ج۲ ص۴۹ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 5
276

عَبدُ الرَّحمنِ بنُ عَلِيِّ بنِ الجوزِيِّ في تاريخِهِ المَعروفِ بِالمُنتَظَمِ : تَذاكَروا عِندَ أحمَدَ خِلافَةَ أبي بَكرٍ وعَلِيٍّ وقالوا فَأَكثَروا ، فَرَفَعَ رَأسَهُ إلَيهِم ، وقالَ : قَد أكثَرتُم ! إنَّ عَلِيّا لَم تَزِنهُ الخِلافَةُ ، ولكِنَّهُ زانَها .
وهذَا الكَلامُ دالٌّ بِفَحواهُ ومَفهومِهِ عَلى أنَّ غَيرَهُ ازدانَ بِالخِلافَةِ وتَمَّمَت نَقصَهُ ، وأنَّ عَلِيّا عليه السلام لَم يَكُن فيهِ نَقصٌ يَحتاجُ إلى أن يُتَمَّمَ بِالخِلافَةِ ، وكانَتِ الخِلافَةُ ذاتَ نَقصٍ في نَفسِها ، فَتَمَّ نَقصُها بِوِلايَتِهِ إيّاها .
ومِنها : أنَّ الغالِبَ عَلى ذَوِي الشَّجاعَةِ وقَتلِ الأَنفُسِ وإراقَةِ الدِّماءِ أن يَكونوا قَليلَيِ الصَّفحِ ، بَعيدَيِ العَفوِ ؛ لِأَنَّ أكبادَهُم واغِرَةٌ ۱ ، وقُلوبَهُم مُلتَهِبَةٌ ، وَالقُوَّةَ الغَضَبِيَّةَ عِندَهُم شَديدَةٌ ، وقَد عَلِمتَ حالَ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام في كَثرَةِ إراقَةِ الدَّمِ وما عِندَهُ مِنَ الحِلمِ وَالصَّفحِ ، ومُغالَبَةِ هَوَى النَّفسِ ، وقَد رَأَيتَ فِعلَهُ يَومَ الجَمَلِ ، ولَقَد أحسَنَ مَهيارُ في قَولِهِ :

حَتّى إذا دارَت رَحى بَغيِهِمْ
عَلَيهِمُ وسَبَقَ السَّيفُ العَذَلْ

عاذوا بِعَفوٍ ماجِدٍ مُعَوَّدٍ
لِلعَفوِ حَمّالٍ لَهُم عَلَى العِلَلْ

فَنَجَّتِ البُقيا عَلَيهِم مَن نَجا
وأَكَلَ الحَديدُ مِنهُم مَن أكَلْ

أطَّت بِهِم أرحامُهُم فَلَم يُطِعْ
ثائِرَةَ الغَيظِ ولَم يُشفِ الغُلَلْ

ومِنها : أنّا ما رَأَينا شُجاعا جَوادا قَطُّ ،كانَ عَبدُ اللّهِ بنُ الزُّبَيرِ شُجاعا ؛ وكانَ أبخَلَ النّاسِ ، وكانَ الزُّبَيرُ أبوهُ شُجاعا ؛ وكانَ شَحيحا ، قالَ لَهُ عُمَرُ : لَو وُلِّيتَها لَظِلتَ تُلاطِمُ النّاسَ فِي البَطحاءِ عَلَى الصّاعِ وَالمُدِّ .
وأرادَ عَلِيٌّ عليه السلام أن يَحجُرَ عَلى عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ لِتَبذيرِهِ المالَ ، فَاحتالَ لِنَفسِهِ ،

1.الوَغَر : الغِلّ والحرارة (النهاية : ج۵ ص۲۰۸) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 5
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 108911
صفحه از 520
پرینت  ارسال به