قِدمَةً ، وبِإِحكامِ الصَّنعَةِ لَها عِبرَةً ۱ .
۵۳۴۳.عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي مَنَعَ الأَوهامَ أن تَنالَ إلّا وُجودَهُ ، وحَجَبَ العُقولَ أن تَتَخَيَّلَ ذاتَهُ لِامتِناعِها مِنَ الشَّبَهِ وَالتَّشاكُلِ ، بَل هُوَ الَّذي لا يَتَفاوتُ في ذاتِهِ ، ولا يَتَبَعَّضُ بِتَجزِئَةِ العَدَدِ في كَمالِهِ .
فارَقَ الأَشياءَ لا عَلَى اختِلافِ الأَماكِنِ ، ويَكونُ فيها لا عَلى وَجهِ المُمازَجَةِ . وعَلِمَها لا بِأَداةٍ ؛ لا يَكونُ العِلمُ إلّا بِها . ولَيسَ بَينَهُ وبَينَ مَعلومِهِ عِلمُ غَيرِهِ بِهِ كانَ عالِما بِمَعلومِهِ . إن قيلَ : كانَ ، فَعَلى تَأويلِ أزَلِيَّةِ الوُجودِ ، وإن قيلَ : لَم يَزَل ، فَعَلى تَأويلَ نَفيِ العَدَمِ ۲ .
۵۳۴۴.عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي بَطَنَ خَفِيّاتِ الاُمورِ ، ودلَّتَ عَلَيهِ أعلامُ الظُّهورِ ، وَامتَنَعَ عَلى عَينِ البَصيرِ ؛ فَلا عَينُ مَن لَم يَرَهُ تُنكِرُهُ ، ولا قَلبُ مَن أثبَتَهُ يُبصِرُهُ . سَبَقَ فِي العُلُوِّ فَلا شَيءَ أعلى مِنهُ ، وقَرُبَ فِي الدُّنُوِّ فَلا شَيءَ أقرَبُ مِنهُ .
فَلَا استِعلاؤُهُ باعَدَهُ عَن شَيءٍ مِن خَلقِهِ ، ولا قُربُهُ ساواهُم فِي المَكانِ بِهِ ، لَم يُطلِعِ العُقولَ عَلى تَحديدِ صِفَتِهِ ، ولَم يَحجُبها عَن واجِبِ مَعرِفَتِهِ ، فَهُوَ الَّذي تَشهَدُ لَهُ أعلامُ الوُجودِ عَلى إقرارِ قَلبِ ذِي الجُحودِ . تَعالَى اللّهُ عَمّا يَقولُهُ المُشَبِّهونَ بِهِ وَالجاحِدونَ لَهُ عُلُوّا كَبيرا ۳ .
1.عيون أخبار الرضا : ج۱ ص۱۲۱ ح۱۵ ، التوحيد : ص۶۹ ح۲۶ كلاهما عن الهيثم بن عبد اللّه الرمّاني عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام ، البلد الأمين : ص۹۲ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج۴ ص۲۲۱ ح۲ .
2.الكافي : ج۸ ص۱۸ ح۴ عن جابر بن يزيد عن الإمام الباقر عليه السلام ، التوحيد : ص۷۳ ح۲۷ ، الأمالي للصدوق : ص۳۹۹ ح۵۱۵ كلاهما عن جابر بن يزيد عن الإمام الباقر عن آبائه عنه عليهم السلام نحوه وفيهما «أعجز الأوهام» بدل «منع الأوهام» ، تحف العقول : ص۹۲ وفيه «أعدم الأوهام» بدل «منع الأوهام» ، بحار الأنوار : ج۷۷ ص۲۸۰ ح۱ .
3.نهج البلاغة : الخطبة ۴۹ ، شرح الأخبار : ج۲ ص۳۱۱ ح۶۴۰ نحوه وفيه «واستتر بلطفه عن عين البصيرة» بدل «وامتنع على عين البصير» ، بحار الأنوار : ج۴ ص۳۰۸ ح۳۶ .