143
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 6

فَقالَ عَلِيٌّ : عَلَيَّ بِهِم ، فَلَمّا وَقَفوا بَينَ يَدَيهِ قالوا لَهُ : يا عَلِيُّ صِف لَنا رَبَّكَ هذَا الَّذي فِي السَّماءِ ، كَيفَ هُوَ ؟ وكَيفَ كانَ ؟ ومَتى كانَ ؟ وعَلى أيِّ شَيءٍ هُوَ ؟
فَاستَوى عَلِيٌّ جالِسا وقالَ : مَعشَرَ اليَهودِ ! اسمَعوا مِنّي ولا تُبالوا أن لا تَسأَلوا أحَدا غَيري! إنَّ رَبّي عَزَّ وجَلَّ هُوَ الأَوَّلُ لَم يبدَ مِمّا، ولا مُمازِجٌ مَعَ ما ، ولا حالٌّ وَهما ، ولا شَبَحٌ يُتَقَصّى ، ولا مَحجوبٌ فَيُحوى ، ولا كانَ بَعدَ أن لَم يَكُن فَيُقالَ حادِثٌ ، بَل جَلَّ أن يُكَيَّفَ المُكَيِّفُ لِلأَشياءِ كَيفَ كانَ ، بَل لَم يَزَل ولا يَزولُ لِاختِلافِ الأَزمانِ ، ولا لِتَقَلُّبِ شَأنٍ بَعدَ شَأنٍ .
وكَيفَ يوصَفُ بِالأَشباحِ ، وكَيفَ يُنعَتُ بِالأَلسُنِ الفِصاحِ مَن لَم يَكُن فِي الأَشياءِ فَيُقالُ : بائِنٌ ، ولَم يَبِن عَنها فَيُقالُ : كائِنٌ ؟ بَل هُوَ بِلا كَيفِيَّةٍ ، وهُوَ أقرَبُ مِن حَبلِ الوَريدِ ، وأبعَدُ فِي الشَّبَهِ مِن كُلِّ بَعيدٍ ، لا يَخفى عَلَيهِ مِن عِبادِهِ شُخوصُ لَحظَةٍ ، ولا كُرورُ لَفظَةٍ ، ولَا ازدِلافُ رَقوَةٍ ، ولَا انبِساطُ خُطوَةٍ ، فِي غَسَقِ لَيلٍ داجٍ ، ولا إدلاجٍ ، لا يَتَغَشّى عَلَيهِ القَمَرُ المُنيرُ ، ولَا انبِساطُ الشَّمسِ ذاتِ النّورِ بِضَوئِهِما فِي الكُرورِ ، ولا إقبالُ لَيلٍ مُقبِلٍ ، ولا إدبارُ نَهارٍ مُدبِرٍ إلّا وهُوَ مُحيطٌ بِما يُريدُ مِن تَكوينِهِ .
فَهُوَ العالِمُ بِكُلِّ مَكانٍ ، وكُلِّ حينٍ وأوانٍ ، وكُلِّ نِهايَةٍ ومُدَّةٍ ، وَالأَمَدُ إلَى الخَلقِ مَضروبٌ ، والحَدُّ إلى غَيرِهِ مَنسُوبٌ ، لَم يَخلُقِ الأَشياءَ مِن اُصولٍ أوَّلِيَّةٍ ، ولا بِأَوائِلَ كانَت قَبلَهُ بَدِيَّةً ، بَل خَلَقَ ما خَلَقَ فَأَقامَ خَلقَهُ . وصَوَّرَ ما صَوَّرَ فأَحَسنَ صُورَتَهُ .
تَوحَّدَ فِي عُلُوِّهِ . فَلَيسَ لِشَيءٍ مِنهُ امتَناعٌ ، ولا لَهُ بِطاعَةِ شَيءٍ مِن خَلقِهِ انتِفاعٌ ، إجابَتُهُ لِلدّاعينَ سَريعَةٌ ، وَالمَلائِكَةُ فِي السَّماواتِ وَالأَرَضينَ لَهُ مُطيعَةٌ ، عِلمُهُ بِالأَمواتِ البائِدينَ كَعِلمِهِ بِالأَحياءِ المُتَقَلِّبينَ ، وعِلمُهُ بِما فِي السَّماواتِ العُلى كعِلمِهِ بِما فِي الأَرضِ السُّفلى ، وعِلمُهُ بِكُلِّ شَيءٍ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 6
142

۵۳۴۵.عنه عليه السلام :قَريبٌ مِنَ الأَشياءِ غَيرُ مُلابِسٍ ، بَعيدٌ مِنها غَيرُ مُبايِنٍ ، مُتَكلِّمٌ لا بِرَوِيَّةٍ ، مُريدٌ لا بِهِمَّةٍ ، صانِعٌ لا بِجارِحَةٍ ، لَطيفٌ لا يوصَفُ بِالخَفاءِ ، كَبيرٌ لا يوصَفُ بِالجَفاءِ ، بَصيرٌ لا يوصَفُ بِالحاسَّةِ ، رَحيمٌ لا يوصَفُ بِالرِّقَّةِ ، تَعنُو الوُجوهُ لِعَظَمَتِهِ ، وتَجِبُ القُلوبُ مِن مَخافَتِهِ ۱ .

۵۳۴۶.عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي لَم تَسبِق لَهُ حالٌ حالاً ، فَيَكونَ أوَّلاً قَبلَ أن يَكونَ آخِرا ، ويَكونَ ظاهِرا قَبلَ أن يَكونَ باطِنا ، كُلُّ مُسَمّىً بِالوَحدَةِ غيرَهُ قَليلٌ ، وكُلُّ عَزيزٍ غَيرَهُ ذَليلٌ ، وكُلُّ قَوِيٍّ غَيرَهُ ضَعيفٌ ، وكُلُّ مالِكٍ غَيرَهُ مَملوكٌ ، وكُلُّ عالِمٍ غَيرَهُ مُتَعَلِّمٌ ۲ .

۵۳۴۷.عنه عليه السلام :لا إلهَ إلَا اللّهُ الشّاكِرُ لِلمُطيعِ لَهُ ، المُملي لِلمُشرِكِ بِهِ ، القَريبُ مِمَّن دَعاهُ عَلى حالٍ بَعدَهُ ، وَالبَرُّ الرَّحيمُ بِمَن لَجَأَ إلى ظِلِّهِ وَاعتَصَمَ بِحَبلِهِ .
ولا إلهَ إلَا اللّهُ المُجيبُ لِمَن ناداهُ بِأَخفَضِ صَوتِهِ ، السَّميعُ لِمَن ناجاهُ لِأَغمَضِ سِرِّهِ ، الرَّؤوفُ بِمَن رَجاهُ لِتَفريجِ هَمِّهِ ، القَريبُ مِمَّن دَعاهُ لِتَنفيسِ كَربِهِ وغَمِّهِ .
ولا إلهَ إلَا اللّهُ الحَليمُ عَمَّن ألحَدَ في آياتِهِ ، وَانحَرَفَ عَن بَيِّناتِهِ ، ودانَ بِالجُحودِ في كُلِّ حالاتِهِ . وَاللّهُ أكبَرُ القاهِرُ لِلأَضدادِ ، المُتَعالي عَنِ الأَندادِ ، المُتَفَرِّدُ بِالمِنَّةِ عَلى جَميعِ العِبادِ ، وَاللّهُ أكبَرُ المُحتَجِبُ بِالمَلَكوتِ وَالعِزَّةِ ، المُتَوَحِّدُ بِالجَبَروتِ وَالقُدرَةِ ، المُتَرَدّي بِالكِبرياءِ وَالعَظَمَةِ ، وَاللّهُ أكبَرُ المُتَقَدِّسُ بِدَوامِ السُّلطانِ ، وَالغالِبُ بِالحُجَّةِ وَالبُرهانِ ، ونَفاذِ المَشِيَّةِ في كُلِّ حينٍ وأوانٍ ۳ .

۵۳۴۸.حلية الأولياء عن النُّعمان بن سَعد :كُنتُ بِالكوفَةِ في دارِ الإِمارَةِ دارِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ، إذ دَخَلَ عَلَينا نَوفُ بنُ عَبدِ اللّهِ فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ بِالبابِ أربَعونَ رَجُلاً مِنَ اليَهود

1.نهج البلاغة : الخطبة ۱۷۹ ، بحار الأنوار : ج۷۲ ص۲۷۹ .

2.نهج البلاغة : الخطبة ۶۵ ، بحار الأنوار : ج۴ ص۳۰۹ ح۳۷ .

3.البلد الأمين : ص۹۳ ، بحار الأنوار : ج۹۰ ص۱۳۹ ح۷ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 6
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 83708
صفحه از 496
پرینت  ارسال به