155
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 6

خَلقِكَ بِكَ ، وأخوَفُهُم لَكَ ، وأقرَبُهُم مِنكَ . لَم يَسكُنُوا الأَصلابَ ، ولَم يُضَمَّنُوا الأَرحامَ ، ولَم يُخلَقوا من مَّآءٍ مَّهِينٍ ، ولم يَتَشَعَّبهُم رَيبُ المَنونِ . وإنَّهُم عَلى مَكانِهِم مِنكَ ، ومَنزِلَتِهِم عِندَكَ ، وَاستِجماعِ أهوائِهِم فيكَ ، وكَثرَةِ طاعَتِهِم لَكَ ، وقِلَّةِ غَفلَتِهِم عَن أمرِكَ ، لَو عايَنوا كُنهَ ما خَفِيَ عَلَيهِم مِنكَ لَحَقَّروا أعمالَهُم ، ولَزَرَوا ۱ عَلى أنفُسِهِم ، ولَعَرَفوا أنَّهُم لَم يَعبُدوكَ حَقَّ عِبادَتِكَ ، ولَم يُطيعوكَ حَقَّ طاعَتِكَ . سُبحانَكَ خالِقاً ومَعبوداً ! ۲

1.الازدِرَاء : الاحتِقارُ والانتِقاصُ والعيبُ (النهاية : ج۲ ص۳۰۲) .

2.نهج البلاغة : الخطبة ۱۰۹ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 6
154

يَزدادونَ عَلى طولِ الطّاعَةِ بِرَبِّهِم عِلماً ، وتَزدادُ عِزَّةُ رَبِّهِم في قُلوبِهِم عِظَماً ۱ .

۵۳۵۸.عنه عليه السلامـ في خَلقِ المَلائِكَةِ ـ: ثُمَّ فَتَقَ ما بَينَ السَّماواتِ العُلا ، فَمَلَأَهُنَّ أطوارا مِن مَلائِكَتِهِ ، مِنهُم سُجودٌ لا يَركَعونَ ، ورُكوعٌ لا يَنتَصِبونَ ، وصافّونَ لا يَتَزايَلونَ ، ومُسَبِّحونَ لا يَسأَمونَ ، لا يَغشاهُم نَومُ العُيونِ ، ولا سَهوُ العُقولِ ، ولا فَترَةُ الأَبدانِ ، ولا غَفلَةُ النِّسيانِ . ومِنهُم اُمَناءُ عَلى وَحيِهِ ، وألسِنَةٌ إلى رُسُلِهِ ، ومُختَلِفونَ بِقَضائِهِ وأمرِهِ ، ومِنهُمُ الحَفَظَةُ لِعِبادِهِ ، وَالسَّدَنَةُ لِأَبوابِ جِنانِهِ . ومِنهُمُ الثّابِتَةُ فِي الأَرَضينَ السُّفلى أقدامُهُم ، وَالمارِقَةُ مِنَ السَّماءِ العُليا أعناقُهُم ، وَالخارِجَةُ مِنَ الأَقطارِ أركانُهُم ، وَالمُناسِبَةُ لِقَوائِمِ العَرشِ أكتافُهُم . ناكِسَةٌ دونَهُ أبصارُهُم ، مُتَلَفِّعونَ تَحتَهُ بِأَجنِحَتِهِم ، مَضروبَةٌ بَينَهُم وبَينَ مَن دونَهُم حُجُبُ العِزَّةِ ، وأستارُ القُدرَةِ . لا يَتَوَهَّمونَ رَبَّهُم بِالتَّصويرِ ، ولا يُجرونَ عَلَيهِ صِفاتِ المَصنوعينَ ، ولا يَحُدّونَهُ بِالأَماكِنِ ، ولا يُشيرونَ إلَيهِ بِالنَّظائِرِ ۲ .

۵۳۵۹.عنه عليه السلامـ مُخاطِبا اللّهَ عَزَّ وجَلَّ ـ: ومَلائِكَةٌ خَلَقتَهُم وأسكَنتَهُم سَماواتِكَ فَلَيسَ فيهِم فَترَةٌ ولا عِندَهُم غَفلَةٌ ولا فيهِم مَعصِيَةٌ ، هُم أعلَمُ خَلقِكَ بِكَ ، وأخوَفُ خَلقِكَ مِنكَ ، وأقرَبُ خَلقِكَ إلَيكَ وأعمَلُهُم بِطاعَتِكَ ، ولا يَغشاهُم نَومُ العُيونِ ولا سَهوُ العُقولِ ولا فَترَةُ الأَبدانِ ، لَم يَسكُنُوا الأَصلابَ ولَم تَتَضَمَّنَهُمُ الأَرحامُ ولَم تَخلُقهُم مِن ماءٍ مَهينٍ ، أَنشَأتَهُم إنشاءً فَأَسكَنتَهُم سَماواتِكَ وأكرَمتَهُم بِجِوارِكَ وَائتَمَنتَهُم عَلى وَحيِكَ ، وجَنَّبتَهُمُ الآفاتِ ووَقَيتَهُمُ البَلِيّاتِ وطَهَّرتَهُم مِنَ الذُّنوبِ ، ولَولا قُوَّتُكَ لَم يَقوَوا ، ولَولا تَثبيتُكَ لَم يَثبُتوا ، ولَولا رَحمَتُكَ لَم يُطيعوا ۳ .

۵۳۶۰.عنه عليه السلامـ أيضا ـ: مِن مَلائِكَةٍ أسكَنتَهم سَماواتِكَ ، ورَفَعتَهُم عَن أرضِكَ ، هُم أعلَم

1.نهج البلاغة : الخطبة ۹۱ عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار : ج۵۷ ص۱۰۹ ح۹۰ .

2.نهج البلاغة : الخطبة ۱ ، بحار الأنوار : ج۵۷ ص۱۷۷ ح۱۳۶ .

3.تفسير القمّي : ج۲ ص۲۰۷ ، بحار الأنوار : ج۵۹ ص۱۷۵ ح۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 6
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 83722
صفحه از 496
پرینت  ارسال به