167
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 6

4 / 2

ذُرِّيَّةُ آدَمَ

۵۳۷۶.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن خُطبَةٍ يَصِفُ فيها خِلقَةَ الإِنسانِ ـ: أم هذَا الَّذي أنشَأَهُ في ظُلُماتِ الأَرحامِ ، وشُغُفِ الأَستارِ نُطفَةً دِهاقا . . . ثُمَّ مَنَحَهُ قَلبا حافِظا ، ولِسانا لافِظا ، وبَصَرا لاحِظا ؛ لِيَفهَمَ مُعتَبِرا ، ويُقَصِّرَ مُزدَجِرا ، حَتّى إذا قامَ اعتِدالُهُ ، وَاستَوى مِثالُهُ ، نَفَرَ مُستَكبِرا ۱ .

۵۳۷۷.عنه عليه السلام :أيُّهَا المَخلوقُ السَّوِيُّ ، وَالمُنشَأُ المَرعِيُّ في ظُلُماتِ الأَرحامِ ، ومُضاعَفاتِ الأَستارِ ، بُدِئتَ مِن سُلالَةٍ مِن طينٍ ، ووُضِعتَ في قَرارٍ مَكينٍ إلى قَدَرٍ مَعلومٍ ، وأجلٍ مَقسومٍ ، تَمورُ في بَطنِ اُمِّكَ جَنينا لا تُحيرُ دُعاءً ، ولا تَسمَعُ نِداءً .
ثُمَّ اُخرِجتَ مِن مَقَرِّكَ إلى دارٍ لَم تَشهَدها ، ولَم تَعرِف سُبُلَ مَنافِعِها ، فَمَن هَداكَ لِاجتِرارِ الغَذاءِ مَن ثَديِ اُمِّكَ ، وعَرَّفَكَ عِندَ الحاجَةِ مَواضِعَ طَلَبِكَ وإرادَتِكَ ؟ ۲

۵۳۷۸.عنه عليه السلام :عالِمُ السِّرِّ مِن ضَمائِرِ المُضمِرينَ . . . ومَحَطِّ الأَمشاجِ مِن مَسارِبِ ۳ الأَصلابِ ۴ .

۵۳۷۹.عنه عليه السلامـ في قَولِهِ تَعالى :«وَ فِى أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ»۵قالَ ـ: سَبيلُ الغائِطِ وَالبَولِ ۶ .

1.نهج البلاغة : الخطبة ۸۳ ، بحار الأنوار : ج۶۰ ص۳۴۹ ح۳۵ .

2.نهج البلاغة : الخطبة ۱۶۳ ، بحار الأنوار : ج۶۰ ص۳۴۷ ح۳۴ .

3.وفي نسخة : «مشارب» .

4.نهج البلاغة : الخطبة ۹۱ عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار : ج۵۷ ص۱۱۳ ح۹۰ ؛ النهاية في غريب الحديث : ج۴ ص۳۳۳ وفيه ذيله .

5.الذاريات : ۲۱ .

6.فضيلة الشكر للخرائطي : ص۴۰ ح۲۲ عن الأصبغ بن نباتة ، الدرّ المنثور : ج۷ ص۶۱۹ نقلاً عن مساوئ الأخلاق للخرائطي .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 6
166

اِعتَرَتهُ الحَمِيَّةُ وغَلَبَت عَلَيهِ الشِّقوَةُ وتَعَزَّزَ بِخِلقَةِ النّارِ وستَوهَنَ خَلقَ الصَّلصالِ ، فَأَعطاهُ اللّهُ النَّظِرَةَ استِحقاقا لِلسُّخطَةِ وَاستِتماما لِلبَلِيَّةِ وإنجازاً لِلعِدَةِ ، فَقالَ : «إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ»۱ ثُمَّ أسكَنَ سُبحانَهُ آدَمَ دارا أرغَدَ فيها عَيشَهُ ، وآمَنَ فيها مَحَلَّتَهُ ، وحَذَّرَهُ إبليسَ وعَداوَتَهُ . فَاغتَرَّهُ عَدُوُّهُ نَفاسَةً عَلَيهِ بِدارِ المُقامِ ومُرافَقَةِ الأَبرارِ ، فَباعَ اليَقينَ بِشَكِّهِ وَالعَزيمَةَ بِوَهنِهِ ، وَاستَبدَلَ بِالجَذَلِ وَجَلاً وِبالِاغتِرارِ نَدَماً . ثُمَّ بَسَطَ اللّهُ سُبحانَهُ لَهُ في تَوبَتِهِ ولَقّاهُ كَلِمَةَ رَحمَتِهِ ، ووَعَدَهُ المَرَدَّ إلى جَنَّتِهِ . وأهبَطَهُ إلى دارِ البَلِيَّةِ ، وتَناسُلِ الذُّرِّيَّةِ ۲ .

۵۳۷۴.عنه عليه السلام :فَلَمّا مَهَدَ أرضَهُ وأنفَذَ أمرَهُ ، اختارَ آدَمَ عليه السلام خيرَةً مِن خَلقِهِ ، وجَعَلَهُ أوَّلَ جِبِلَّتِهِ وأسكَنَهُ جَنَّتَهُ وأرغَدَ فيها اُكُلَهُ ، وأوعَزَ إلَيهِ فيما نَهاهُ عَنهُ . وأعلَمَهُ أنَّ فِي الإِقدامِ عَلَيهِ التَّعَرُّضَ لِمَعصِيَتِهِ وَالمُخاطَرَةَ بِمَنزِلَتِهِ ، فَأَقدَمَ عَلى ما نَهاهُ عَنهُ ـ مُوافاةً لِسابِقِ عِلمِهِ ـ فَأَهبَطَهُ بَعدَ التَّوبَةِ ؛ لِيَعمُرَ أرضَهُ بِنَسلِهِ ولِيُقيمَ الحُجَّةَ بِهِ عَلى عِبادِهِ ۳ .

۵۳۷۵.عنه عليه السلامـ في صِفَةِ خَلقِ آدَمَ مِن طينٍ ـ: ولَو أرادَ اللّهُ أن يَخلُقَ آدَمَ مِن نورٍ يَخطَفُ الأَبصارَ ضِياؤُهُ ، ويَبهَرُ العُقولَ رُواؤُهُ ، وطيبٍ يَأخُذُ الأَنفاسَ عَرفُهُ لَفَعَلَ . ولَو فَعَلَ لَظَلَّت لَهُ الأَعناقُ خاضِعَةً ، ولَخَفَّتِ البَلوى فيهِ عَلَى المَلائِكَةِ . ولكِنَّ اللّهَ سُبحانَهُ يَبتَلي خَلقَهُ بِبَعضِ ما يَجهَلونَ أصلَهُ تَمييزا بِالِاختِبارِ لَهُم ونَفيا لِلِاستِكبارِ عَنهُم ، وإبعاداً لِلخُيَلاءِ مِنهُم ۴ .

1.الحِجر : ۳۷ و۳۸ .

2.نهج البلاغة : الخطبة ۱ ، بحار الأنوار : ج۱۱ ص۱۲۲ ح۵۶ ؛ جواهر المطالب : ج۲ ص۱۶۱ ح۱۳۷ وفيه إلى «الجمود» .

3.نهج البلاغة : الخطبة ۹۱ عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار : ج۵۷ ص۱۱۲ ح۹۰ .

4.نهج البلاغة : الخطبة ۱۹۲ ، بحار الأنوار : ج۱۴ ص۴۶۵ ح۳۷ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 6
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 82481
صفحه از 496
پرینت  ارسال به