245
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 6

4 / 8

نِداءٌ طالَما نادى بِهِ أصحابَهُ

۵۶۲۴.الإمام عليّ عليه السلام :تَجَهَّزوا رَحِمَكُمُ اللّهُ ! فَقَد نودِيَ فيكُم بِالرَّحيلِ ، وأقِلُّوا العُرجَةَ ۱ عَلَى الدُّنيا ، وَانقَلِبوا بِصالِحِ ما بِحَضرَتِكُم مِنَ الزّادِ ؛ فَإِنَّ أمامَكُم عَقَبَةً كَؤودا ، ومَنازِلَ مخَوفَةً مَهولَةً لابُدَّ مِنَ الوُرودِ عَلَيها ، وَالوُقوفِ عِندَها . وَاعلَموا أنَّ مَلاحِظَ المَنِيَّةِ نَحوَكُم دانِيَةٌ . وكَأَ نَّكُم بِمَخالِبِها وقَد نَشِبَت فيكُم ، وقَد دَهَمَتكُم فيها مُفظِعاتُ الاُمورِ ، ومُعضِلاتُ المَحذورِ ؛ فَقَطِّعوا عَلائِقَ الدُّنيا ، وَاستَظهِروا بِزادِ التَّقوى ۲ .

1.العُِرْجة : المقام (لسان العرب : ج۲ ص۳۲۱) .

2.نهج البلاغة : الخطبة ۲۰۴ ، خصائص الأئمّة عليهم السلام : ص۹۸ ، الإرشاد : ج۱ ص۲۳۴ ، الأمالي للصدوق : ص۵۸۷ ح۸۱۰ عن محمّد بن قيس عن أبي جعفر عليه السلام ، بحار الأنوار : ج۷۳ ص۱۰۶ ح۱۰۲ ؛ المعيار والموازنة : ص۲۷۰ كلّها نحوه وليس فيها من «واعلموا . . . » .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 6
244

ولا مَؤَمَّلٌ يُترَكُ . فَسُبحانَ اللّهِ ! ما أعَزَّ سُرورَها ! وأظمَأَ رِيَّها ! وأضحى فَيئَها! لا جاءٍ يُرَدُّ ، ولا ماضٍ يَرتَدُّ . فَسُبحانَ اللّهِ ! ما أقرَبَ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ لِلَحاقِهِ بِهِ ، وأبعَدَ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ لِانقِطاعِهِ عَنهُ !
إنَّهُ لَيسَ شَيءٌ بِشَرٍّ مِنَ الشَّرِّ إلّا عِقابُهُ ، ولَيسَ شَيءٌ بِخَيرٍ مِنَ الخَيرِ إلّا ثَوابُهُ . وكُلُّ شَيءٍ مِنَ الدُّنيا سَماعُهُ أعظَمُ مِن عِيانِهِ ، وكُلُّ شَيءٍ مِنَ الآخِرَةِ عِيانُهُ أعظَمُ مِن سَماعِهِ ؛ فَليَكفِكُم مِنَ العِيانِ السَّماعُ ، ومِنَ الغَيبِ الخَبَرُ . وَاعلَموا أنَّ ما نَقَصَ مِنَ الدُّنيا ، وزادَ فِي الآخِرَةِ خَيرٌ مِمّا نَقَصَ مِنَ الآخِرَةِ ، وزادَ فِي الدُّنيا ؛ فَكَم مِن مَنقوصٍ رابِحٍ ، ومَزيدٍ خاسِرٍ ! إنَّ الَّذي اُمِرتُم بِهِ أوسَعُ مِنَ الَّذي نُهيتُم عَنهُ . وما اُحِلَّ لَكُم أكثَرُ مِمّا حُرِّمَ عَلَيكُم ؛ فَذَروا ما قَلَّ لِما كَثُرَ ، وما ضاقَ لِمَا اتَّسَعَ . قَد تَكَفَّلَ لَكُم بِالرِّزقِ واُمِرتُم بِالعَمَلِ ؛ فَلا يكونَنَّ المَضمونُ لَكُم طَلَبُهُ أولى بِكُم مِنَ المَفروضِ عَلَيكُم عَمَلُهُ ، مَعَ أ نَّهُ وَاللّهِ لَقَدِ اعتَرَضَ الشَّكُّ ، ودَخِلَ اليَقينُ ، حَتّى كَأَنَّ الَّذي ضُمِنَ لَكُم قَد فُرِضَ عَلَيكُم ، وكَأَنَّ الَّذي قَد فُرِضَ عَلَيكُم قَد وُضِعَ عَنكُم . فَبادِرُوا العَمَلَ ، وخافوا بَغتَةَ الأَجَلِ ؛ فَإِنَّهُ لا يُرجى مِن رَجعَةِ العُمُرِ ما يُرجى مِن رَجعَةِ الرِّزقِ ؛ ما فاتَ مِنَ الرِّزقِ رُجِيَ غَدا زِيادَتُهُ ، وما فاتَ أمسِ مِنَ العُمُرِ لَم يُرجَ اليَومَ رَجعَتُهُ . الرَّجاءُ مَعَ الجائي ، وَاليَأسُ مَعَ الماضي . فَـ «اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ»۱ . ۲

1.آل عمران : ۱۰۲ .

2.نهج البلاغة : الخطبة ۱۱۴ وراجع الخطبة ۱۰۳ و ۱۱۱ و ۱۱۳ و ۱۳۲ و ۲۰۳ و ۲۲۶ وتحف العقول : ص۲۱۸ وعيون الحكم والمواعظ : ص۱۵۸ ح۳۴۲۱ و ص۳۷۰ ح۶۲۴۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 6
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 83582
صفحه از 496
پرینت  ارسال به