«الخَصائِصِ» عَلى عِظَمِ قَدرِها وشَرَفِ جَوهَرِها ۱ .
وقالَ في ذَيلِ الخُطبَةِ السّادِسَة عَشَرَةَ : إنَّ في هذَا الكَلامِ الأَدنى مِن مَواقِعِ الإِحسانِ ما لا تَبلُغُهُ مَواقِعَ الاِستِحسانِ ، وإنَّ حَظَّ العَجَبِ مِنهُ أكثَرُ مِن حَظِّ العَجَبِ بِهِ ! وفيهِ ـ مَعَ الحالِ الَّتي وَصَفنا ـ زَوائِدُ مِنَ الفَصاحَةِ لا يَقومُ بِها لِسانٌ ولا يَطَّلِعُ فَجَّها إنسانٌ ، ولا يَعرِفُ ما أقولُ إلّا مَن ضَرَبَ في هذِهِ الصَّناعَةِ بِحَقٍّ ، وجَرى فيها عَلى عِرقٍ «وَ مَا يَعْقِلُهَآ إِلَا الْعَــلِمُونَ»۲ .
۵۶۴۵.ابن أبي الحَديدِ في شَرحِ نَهجِ البَلاغَةِ :وأمَّا الفَصاحَةُ فَهُوَ عليه السلام إمامُ الفُصَحاءِ ، وسَيِّدُ البُلَغاءِ ، وفي كَلامِهِ قيلَ : دونَ كَلامِ الخالِقِ ، وفوقَ كَلامِ المَخلوقينَ . ومِنهُ تَعَلَّمَ النّاسُ الخِطابَةَ وَالكِتابَةَ .
قالَ عَبدُ الحَميدِ بنُ يَحيى : حَفِظتُ سَبعينَ خُطبَةً مِن خُطَبِ الأَصلَعِ ، فَفاضَت ثُمَّ فاضَت .
وقالَ ابنُ نُباتَةَ : حَفِظتُ مِنَ الخِطابَةِ كَنزا لا يَزيدُهُ الإِنفاقُ إلّا سَعَةً وكَثرَةً ، حَفِظتُ مِئَةَ فَصلٍ مِن مَواعِظِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ .
ولَمّا قالَ مِحفَنُ بن أبي مِحفَن لِمُعاوِيَةَ : جِئتُكَ مِن عِندِ أعيَى النّاسِ ، قالَ لَهُ : وَيحَكَ ، كَيفَ يَكونُ أعيَى النّاسِ ! فَوَاللّهِ ما سَنَّ الفَصاحَةَ لِقُرَيشٍ غَيرُهُ .
ويَكفي هذَا الكِتابُ الَّذي نَحنُ شارِحوهُ دَلالةً عَلى أ نَّهُ لا يُجارى فِي الفَصاحَةِ ، ولا يُبارى فِي البَلاغَةِ . وحَسبُكَ أ نَّهُ لَم يُدَوَّن لِأَحَدٍ مِن فُصَحاءِ الصَّحابَةِ العُشرُ ولا نِصفُ العُشرِ مِمّا دُوِّنَ لَهُ ، وكَفاكَ في هذَا البابِ ما يَقولُهُ أبو عُثمانَ الجاحِظُ فى
¨