301
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 6

خزي من قال : «سلوني» غير النبيّ والإمام

۵۶۹۳.العلّامة الأميني قدس سره في الغدير :لَم أرَ فِي التّاريخِ قَبلَ مَولانا أميرِ المُؤمِنينَ مَن عَرَضَ نَفسَهُ لِمُعضِلاتِ المَسائِلِ وكَراديسِ الأَسئِلَةِ ، ورَفَعَ عَقيرَتَهُ ۱ بِجَأشٍ رابِطٍ بَينَ المَلَاَ العِلمِيِّ بِقَولِهِ : سَلوني ، إلّا صِنوَهُ النَّبِيَّ الأَعظَمَ ؛ فَإِنَّهُ صلى الله عليه و آله كانَ يُكثِرُ مِن قَولِهِ : «سَلوني عَمّا شِئتُم» ، وقَولِهِ : «سَلوني ، سَلوني» ، وقَولِهِ : «سَلوني ، ولا تَسأَلونّي عَن شَيءٍ إلّا أنبَأتُكُم بِهِ» . فَكَما وَرِثَ أميرُ المُؤمِنينَ عِلمَهُ صلى الله عليه و آله وَرِثَ مَكرُمَتَهُ هذِهِ وغَيرَها ، وهُما صِنوانٌ فِي المَكارِمِ كُلِّها .
وما تَفَوَّهَ بِهذَا المَقالِ أحَدٌ بَعدَ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام إلّا وقَد فُضِحَ ووَقَعَ في رَبيكَةٍ ۲ ، وأماطَ بِيَدِهِ السِّترَ عَن جَهلِهِ المُطبِقِ ، نُظَراءُ :
1 ـ إبراهيم بن هِشامِ بنِ إسماعيلَ بنِ هشامِ بنِ الوَليدِ بنِ المُغيرَةِ المَخزومِيّ القُرَشِيّ والي مَكَّةَ وَالمَدينَةِ وَالمَوسِم لِهِشامِ بنِ عَبدِ المَلِكِ ، حَجَّ بِالنّاسِ سَنَةَ (107) ، وخَطَبَ بِمِنى ، ثُمَّ قالَ : سَلوني ؛ فَأَنَا ابنُ الوَحيدِ ، لا تَسأَلوا أحدا أعلَمَ مِنّي !

1.العَقِيْرة : الصَّوْت (النهاية : ج۳ ص۲۷۵) .

2.يقال : اِرْتَبَك الرجلُ في الأمر : أي نَشِب فيه ولم يَكَدْ يتخلّص منه . وارْتَبَك في كلامه : تَتَعْتَعَ (اُنظر لسان العرب : ج۱۰ ص۴۳۱) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 6
300

فَصَعِدَ الحُسَينُ عليه السلام المِنبَرَ فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ وصَلّى عَلى نَبِيِّهِ صلى الله عليه و آله صَلاةً موجَزَةً ، ثُمَّ قالَ : معاشِرَ النّاسِ سَمِعتُ جَدّي رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله وهُوَ يَقولُ : إنَّ عَلِيّا هُوَ مَدينَةُ هُدىً فَمَن دَخَلَها نَجا ومَن تَخَلَّفَ عَنها هَلَكَ .
فَوَثَبَ إلَيهِ عَلِيٌّ فَضَمَّهُ إلى صَدرِهِ وقَبَّلَهُ ثُمَّ قالَ : مَعاشِرَ النّاسِ اشهَدوا أنَّهُما فَرخا رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ووَديعَتُهُ الَّتِي استَودَعَنيها وأنَا أستَودِعُكُموها مَعاشِرَ النّاسِ ورَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله سائِلُكُم عَنهُما ۱ .

1.التوحيد : ص۳۰۵ ح۱ ، الأمالي للصدوق : ص۴۲۳ ح۵۶۰ ، الاختصاص : ص۲۳۵ ، الاحتجاج : ج۱ ص۶۰۹ ح۱۳۸ وفيه إلى «هذا أخي الخضر عليه السلام » ؛ ينابيع المودّة : ج۲ ص۳۳۷ ح۹۸۲ نحوه إلى «نهارا» .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 6
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 82483
صفحه از 496
پرینت  ارسال به