331
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 6

فَأَدارَها بِكُلِّ وَجهٍ فَأَبَت أن تَزولَ عَن قَولِها ، فَرَدَّها إلَى البَيتِ الَّذي كانَت فيهِ ودَعا إحدَى الشُّهودِ وجَثا عَلى رُكبَتَيهِ ثُمَّ قالَ : تَعرِفيني ؟ أنَا عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ، وهذا سَيفي ، وقَد قالَتِ امرَأَةُ الرَّجُلِ ما قالَت ورَجَعَت إلَى الحَقِّ وأعطَيتُهَا الأَمانَ ، وإن لَم تَصدُقيني لَأَملَأَنَّ السَّيفَ مِنكِ ! فَالتَفَتَت ۱ إلى عُمَرَ فَقالَت : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، الأَمانَ عَلَيَّ ؟ فَقالَ لَها أميرُ المُؤمِنينَ[ عليه السلام ] : فَاصدُقي .
فَقالَت : لا وَاللّهِ إلّا أ نَّها رَأَت جَمالاً وهَيئَةً ، فَخافَت فَسادَ زَوجِها عَلَيها ، فَسَقَتهَا المُسكِرَ ، ودَعَتنا فَأَمسَكناها فَافتَضَّتها بِإِصبَعِها .
فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : اللّهُ أكبَرُ ، أنَا أوَّلُ مَن فَرَّقَ بَينَ الشّاهِدَينِ إلّا دانيالَ النَّبِيَّ .
فَأَلزَمَ عَلِيٌّ عليه السلام المَرأَةَ حَدَّ القاذِفِ ، وألزَمَهُنَّ جَميعا العُقرَ ۲ ، وجَعَلَ عُقرَها أربَعَمِئَةِ دِرهَمٍ وأمَرَ المَرأَةَ ۳ أن تُنفى مِنَ الرَّجُلِ ويُطَلِّقَها زَوجُها ، وزَوَّجَهُ الجارِيَةَ وساقَ عَنهُ عَلِيٌّ عليه السلام المَهرَ .
فَقالَ عُمَرُ : يا أبَا الحَسَنِ ، فَحَدِّثنا بِحَديثِ دانيالَ .
فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : إنَّ دانيالَ كانَ يَتيما لا اُمَّ لَهُ ولا أبَ ، وإنَّ امرَأَةً مِن بَني إسرائيلَ عَجوزا كَبيرَةً ضَمَّتهُ فَرَبَّتهُ ، وإنَّ ملِكا مِن مُلوكِ بَني إسرائيلَ كانَ لَهُ قاضِيانِ ، وكانَ لَهُما صَديقٌ ، وكانَ رَجُلاً صالِحا ، وكانَت لَهُ امرَأَةٌ بَهِيَّةٌ جَميلَةٌ ، وكانَ يَأتِي المَلِكَ فَيُحَدِّثُهُ ، فَاحتاجَ المَلِكُ إلى رَجُلٍ يَبعَثُهُ في بَعضِ اُمورِهِ ، فَقالَ لِلقاضِيَينِ : اختارا رَجُلاً اُرسِلُهُ في بَعضِ اُموري ، فَقالا : فُلانٌ ، فَوَجَّهَهُ المَلِكُ ، فَقالَ الرَّجُلُ لِلقاضِيَينِ : اُوصيكُما بِامرَأَتي خَيرا ، فَقالا : نَعَم ، فَخَرَجَ الرَّجُلُ .

1.في المصدر : «فالتفت» ، والصحيح ما أثبتناه كما في تهذيب الأحكام .

2.عُقْر المرأة : دِيَة فرجها إذا غُصِبَت فَرجَها (لسان العرب : ج۴ ص۵۹۵) .

3.في المصدر : «امرأة» ، والصحيح ما أثبتناه كما في تهذيب الأحكام .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 6
330

فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام لِأَبي بَكرٍ : اِبعَث مَعَهُ مَن يَدورُ بِهِ عَلى مَجالِسِ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ ؛ فَمَن كانَ تَلا عَلَيهِ آيَةَ التَّحريمِ فَليشَهَد عَلَيهِ ؛ فَإِن لَم يَكُن تَلا عَلَيهِ آيَةَ التَّحريمِ فَلا شَيءَ عَلَيهِ .
فَفَعَلَ أبو بَكرٍ بِالرَّجُلِ ما قالَ عَلِيٌّ عليه السلام ، فَلَم يَشهَد عَلَيهِ أحَدٌ ، فَخَلّى سَبيلَهُ ۱ .

3 / 2

جارِيَةٌ اُخِذَت عُذرَتُها بِالإِصبَعِ

۵۷۳۴.الإمام الصادق عليه السلام :اُتِيَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ بِجارِيَةٍ قَد شَهِدوا عَلَيها أَ نَّها بَغَت ، وكانَ مِن قِصَّتِها أ نَّها كانَت يَتيمَةً عِندَ رَجُلٍ ، وكانَ الرَّجُلُ كَثيرا ما يَغيبُ عَن أهلِهِ ، فَشَبَّتِ اليَتيمَةُ فَتَخَوَّفَتِ المَرأَةُ أن يَتَزَوَّجَها زَوجُها ، فَدَعَت بِنِسوَةٍ حَتّى أمسَكنَها ، فَأَخَذَت عُذرتَهَا بِإِصبَعِها .
فَلَمّا قَدِمَ زَوجُها مِن غَيبَتِهِ رَمَتِ المَرأَةُ اليَتيمَةَ بِالفاحِشَةِ وأقامَتِ البَيِّنَةَ مِن جاراتِهَا الّلاتي ساعَدنَها ۲ عَلى ذلِكَ ، فَرُفِعَ ذلِكَ إلى عُمَرَ ، فَلَم يَدرِ كَيفَ يَقضي فيها ، ثُمَّ قالَ لِلرَّجُلِ : اِيتِ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عليه السلام ، وَاذهَب بِنا إلَيهِ ، فَأَتَوا عَلِيّا عليه السلام وقَصّوا عَلَيهِ القِصَّةَ .
فَقالَ لِامرَأَةِ الرَّجُلِ : أ لَكِ بَيِّنَةٌ أو بُرهانٌ ؟ قالَت : لي شُهودٌ ؛ هؤُلاءِ جاراتي يَشهَدنَ عَلَيها بِما أقولُ ، فَأَحضَرَتهُنَّ ، فَأَخرَجَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام السَّيفَ مِن غِمدِهِ فَطَرح ۳ بَينَ يَدَيهِ ، وأمَرَ بِكُلِّ واحِدَةٍ مِنهُنَّ فَاُدخِلَت بَيتا ، ثُمَّ دَعا بِامرَأَةِ الرَّجُل

1.الكافي : ج۷ ص۲۴۹ ح۴ عن أبي بصير و ص۲۱۶ ح۱۶ عن ابن بكير ، خصائص الأئمّة عليهم السلام : ص۸۱ كلاهما نحوه .

2.في المصدر : «ساعدتها» ، والصحيح ما أثبتناه كما في تهذيب الأحكام .

3.كذا في الكافي والتهذيب ، وفي كتاب من لا يحضره الفقيه: « وطَرَحَهُ » .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 6
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 83757
صفحه از 496
پرینت  ارسال به