343
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 6

فَقالَ عليه السلام عِندَ تَماديهِما فِي النِّزاعِ : اِيتوني بِمِنشارٍ ، فَقالَت لَهُ المَرأَتانِ : ما تَصنَعُ ؟ فَقالَ : أقُدُّهُ نِصفَينِ ، لِكُلِّ واحِدَةٍ مِنكُما نِصفُهُ ، فَسَكَتَت إحداهُما وقالَتِ الاُخرى : اللّهَ اللّهَ يا أبَا الحَسَنِ ، إن كانَ لابُدَّ مِن ذلِكَ فَقَد سَمَحتُ بِهِ لَها !
فَقالَ : اللّهُ أكبَرُ ، هذَا ابنُكِ دونَها ، ولَو كانَ ابنَها لَرَقَّت عَلَيهِ وأشفَقَت .
فَاعتَرَفَتِ المَرأَةُ الاُخرى بِأَنَّ الحَقَّ مَعَ صاحِبَتِها وَالوَلَدُ لَها دونها ۱ ، فَسُرِّيَ عَن عُمَرَ ، ودَعا لِأَميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام بِما فَرَّجَ عَنهُ فِي القَضاءِ ۲ .

3 / 13

دِيَةُ الصَّبِيِّ عَلَى الخَليفَةِ

۵۷۴۹.الإمام الصادق عليه السلام :كانَتِ امرَأَةٌ بِالمَدينَةِ تُؤتى ، فَبَلَغَ ذلِكَ عُمَرَ ، فَبَعَثَ إلَيها فَرَوَّعَها ، وأمَرَ أن يُجاءَ بِها إلَيهِ ، فَفَزِعَتِ المَرأَةُ فَأَخَذَها الطَّلقُ ، فَانطَلَقَت إلى بَعضِ الدّورِ فَوَلَدَت غُلاما فَاستَهَلَّ ۳ الغُلامُ ثُمَّ ماتَ ، فَدَخَلَ عَلَيهِ مِن رَوعَةِ المَرأَةِ ومِن مَوتِ الغُلامِ ما شاءَ اللّهُ .
فَقالَ لَهُ بَعضُ جُلَسائِهِ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، ما عَلَيكَ مِن هذا شَيءٌ ، وقالَ بَعضُهُم : وما هذا ! قالَ : سَلوا أبَا الحَسَنِ ، فَقالَ لَهُم أبُو الحَسَنِ عليه السلام :
لَئنِ كُنتُمُ اجتَهَدتُم ما أصَبتُم ، ولَئِن كُنتُم قُلتُم بِرَأيِكُم لَقَد أخطَأتُم ! ثُمَّ قالَ : عَلَيكَ دِيَةُ الصَّبِيِّ ۴ .

1.في المصدر : «دونه» ، والصحيح ما أثبتناه كما في المناقب لابن شهر آشوب .

2.الإرشاد : ج۱ ص۲۰۵ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج۲ ص۳۶۷ وراجع الفضائل لشاذان : ص۵۶ .

3.استهلال الصبيّ : تصويته عند ولادته (النهاية : ج۵ ص۲۷۱) .

4.الكافي : ج۷ ص۳۷۴ ح۱۱ ، تهذيب الأحكام : ج۱۰ ص۳۱۲ ح۱۱۶۵ وفيه «ما ساءه» بدل «ما شاء اللّه » وكلاهما عن يعقوب بن سالم وراجع الإرشاد : ج۱ ص۲۰۴ والمناقب لابن شهر آشوب : ج۲ ص۳۶۶ وشرح نهج البلاغة : ج۱ ص۱۷۴ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 6
342

ثُمَّ قالَ لَها : أ لَكِ وَليٌّ ؟ قالَت : نَعَم هؤُلاءِ إخوَتي ، فَقالَ لِاءِخوَتِها : أمري فيكُم وفي اُختِكُم جائِزٌ ؟ فَقالوا : نَعَم يَابنَ عَمِّ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، أمرُكَ فينا وفي اُختِنا جائِزٌ .
فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : اُشهِدُ اللّهَ واُشهِدُ مَن حَضَرَ مِنَ المُسلِمينَ أ نّي قَد زَوَّجتُ هذَا الغُلامَ مِن هذِهِ الجارِيَةِ بِأَربَعِمِئَةِ دِرهَمٍ ، وَالنَّقدُ مِن مالي . يا قَنبَرُ ! عَلَيَّ بِالدَّراهِمِ ، فَأَتاهُ قَنبَرُ بِها ، فَصَبَّها في يَدِ الغُلامِ ، قالَ : خُذها فَصُبَّها في حِجر امرَأَتِكَ ، ولا تَأتِنا إلّا وبِكَ أثَرُ العُرسِ ـ يَعني الغُسلَ ـ فقامَ الغُلامُ فَصَبَّ الدَّراهِمَ في حِجرِ المَرأَةِ ثُمَّ تَلَبَّبَها ۱ فَقالَ لَها : قومي .
فَنادَتِ المَرأَةُ : النّارَ النّارَ يَابنَ عَمِّ مُحَمَّدٍ ! ! تُريدُ أن تُزَوِّجَني مِن وَلَدي ، هذا وَاللّهِ وَلَدي ، زَوَّجَني إخوَتي هَجينا ۲ فَوَلَدتُ مِنهُ هذا الغُلامَ ، فَلَمّا تَرَعرَعَ وشَبَّ أمَروني أن أنتَفِيَ مِنهُ وأطرُدَهُ ، وهذا وَاللّهِ وَلَدي ، وفُؤادي يَتَقَلّى أسَفا عَلى وَلَدي . قالَ : ثُمَّ أخَذَت بِيَدِ الغُلامِ وَانطَلَقَت ، ونادى عُمَرُ : وا عُمَراه ! ! لَولا عَلِيٌّ لَهَلَكَ عُمَرُ ۳ .

3 / 12

اِمرَأَتانِ تَنازَعَتا في طِفلٍ

۵۷۴۸.الإرشاد :رَوَوا أنَّ امرَأَتَينِ تَنازَعَتا عَلى عَهدِ عُمَرَ في طِفلٍ ادَّعَتهُ كُلُّ واحِدَةٍ مِنهُما وَلَدا لَها بِغَيرِ بَيِّنَةٍ ، ولَم يُنازِعهُما فيهِ غَيرُهُما ، فَالتَبَسَ الحُكمُ في ذلِكَ عَلى عُمَرَ ، وفَزِعَ فيهِ إلى أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام ، فاستَدعَى المَرأَتَينِ ووَعَظَهُما وخَوَّفَهُما ، فَأَقامَتا عَلَى التَّنازُعِ وَالِاختِلافِ .

1.لَبَّبْتُ فُلانا : إذا جمعت ثيابه عند صدره ونحره ثمّ جررته (لسان العرب : ج۱ ص۷۳۳) .

2.الهجين : العربيّ ابنُ الأمة (لسان العرب : ج۱۳ ص۴۳۱) .

3.الكافي : ج۷ ص۴۲۳ ح۶ ، تهذيب الأحكام : ج۶ ص۳۰۴ ح۸۴۹ ، خصائص الأئمّة عليهم السلام : ص۸۳ كلاهما عن عاصم بن ضمرة وراجع المناقب لابن شهر آشوب : ج۲ ص۳۶۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 6
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 82447
صفحه از 496
پرینت  ارسال به