367
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 6

بَل ذاتُ بَعلٍ ، فَقالَ لَها : أ فحاضِرا كانَ بَعلُكِ إذ فَعَلتِ ما فَعَلتِ أم غائِبا كانَ عَنكِ ؟ فَقالَت : بَل حاضِرا . فَقالَ لَها : اِنطَلِقي ، فَضَعي ما في بَطنِكِ ، ثُمَّ ائتِني اُطَهِّركِ . فَلَمّا وَلَّت عَنهُ المَرأَةُ فَصارَت حَيثُ لا تَسمَعُ كَلامَهُ قالَ : اللّهُمَّ إنَّها شهادَةٌ .
فَلَم يَلبَث أن أتَتهُ ، فَقالَت : قَد وَضَعتُ فَطَهِّرني . فَتَجاهَلَ عَلَيها ، فَقالَ : اُطَهِّرُكِ يا أمَةَ اللّهِ مِمّاذا ؟ فَقالَت : إنّي زَنَيتُ فَطَهِّرني . فَقالَ : وذاتُ بَعلٍ إذ فَعَلتِ ما فَعَلتِ ؟ قالَت : نَعَم . قالَ : وكانَ زَوجُكِ حاضِرا أم غائِبا ؟ قالَت : بَل حاضِرا . قالَ : فَانطَلِقي وأرضِعيهِ حَولَينِ كامِلَينِ كَما أمَرَكِ اللّهُ . فَانصَرَفَتِ المَرأَةُ ، فَلَمّا صارَت مِن حَيثُ لا تَسمَعُ كَلامَهُ قالَ : اللّهُمَّ إنَّهُما شَهادَتانِ .
فَلَمّا مَضى حَولانِ أتَتِ المَرأَةُ فَقالَت : قَد أرضَعتُهُ حَولَينِ ، فَطَهِّرني يا أميرَ المُؤمِنينَ . فَتَجاهَلَ عَلَيها وقالَ : اُطَهِّرُكِ مِمّاذا ؟ فَقالَت : إنّي زَنَيتُ فَطَهِّرني . قالَ : وذاتُ بَعلٍ أنتِ إذ فَعَلتِ ما فَعَلتِ ؟ فقالَت : نَعَم . قالَ : وبَعلُكِ غائِبٌ عَنكِ إذ فَعَلِت ما فَعَلتِ أو حاضِرٌ ؟ قالَت : بَل حاضِرٌ . قالَ : فَانطَلِقي فَاكفُليهِ حَتّى يَعِقلَ أن يَأكُلَ ويَشَربَ ولا يَتَرَدّى مِن سَطحٍ ولا يَتَهَوّرَ في بِئرٍ .
فَانَصَرفَت وهِيَ تَبكي ، فَلَمّا وَلَّت فَصارَت حَيثُ لا تَسمَعُ كَلامَهُ قالَ : اللّهُمَّ إنَّها ثَلاثُ شَهاداتٍ .
فَاستَقبَلَها عَمرُو بنُ حُرَيثٍ المَخزومِيُّ فَقالَ لَها : ما يُبكيكِ يا أمَةَ اللّهِ وقَد رَأَيتُكِ تَختَلِفينَ إلى عَلِيٍّ تَسأَلينَهُ أن يُطَهِّرَكِ ؟ فَقالَت : إنّي أتَيتُ أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام فَسَأَلتُهُ أن يُطَهِّرَني فَقالَ : اكفُلي وَلَدَكِ حَتّى يَعقِلَ أن يَأكُلَ ويَشرَبَ ولا يَتَردّى مِن سَطحٍ ولا يَتَهَوَّرَ في بِئرٍ ، وقَد خِفتُ أن يَأتِيَ عَلَيَّ المَوتُ ولَم يُطَهِّرني .
فَقالَ لَها عَمرُو بنُ حُرَيثٍ : ارجِعي إلَيهِ فَأَنَا أكفُلُهُ .
فَرَجَعَت فَأَخبَرَت أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام بِقَولِ عَمروٍ ، فَقالَ لَها أميرُ المؤمِنينَ عليه السلام وهُو


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 6
366

المَلَأَ ! أ فَلا تابَ في بَيتِهِ ؟ !فَوَاللّهِ لَتَوبَتُهُ فيما بَينَهُ وبَينَ اللّهِ أفضَلُ مِن إقامَتي عَلَيهِ الحَدَّ .
ثُمَّ أخرَجَهُ ونادى فِي النّاس : يا مَعشَرَ المُسلِمينَ ! اُخرُجوا لِيُقامَ عَلى هذَا الرَّجُلِ الحَدُّ ، ولا يَعرِفَنَّ أحَدُكُم صاحِبَهُ . فَأَخرَجَهُ إلَى الجَبّانِ ۱ ، فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، أنظِرني اُصَلّي رَكعَتَينِ .
ثُمَّ وَضَعَهُ في حُفرَتِهِ وَاستَقبَلَ النّاسَ بِوَجهِهِ فَقالَ :
يا مَعاشِرَ المُسلِمينَ ! إنَّ هذا حَقٌّ مِن حُقوقِ اللّهِ عَزَّوجَلَّ ؛ فَمَن كانَ للّهِِ في عُنُقِهِ حَقٌّ فَليَنصَرِف ولا يُقيمُ حُدودَ اللّهِ مَن في عُنُقِهِ للّهِِ حَدٌّ .
فَانصَرَفَ النّاسُ وَبقِيَ هُوَ وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهماالسلام ، فَأَخَذَ حَجَرا ، فَكَبَّرَ ثَلاثَ تَكبيراتٍ ، ثُمَّ رَماهُ بِثَلاثَةِ أحجارٍ ؛ في كُلِّ حَجَرٍ ثَلاثَ تَكبيراتٍ . ثُمَّ رَماهُ الحَسَنُ عليه السلام مِثلَ ما رَماهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام . ثُمَّ رَماهُ الحُسَينُ عليه السلام ، فَماتَ الرَّجُلُ .
فَأَخرَجَهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام فَأَمَرَ فَحُفِرَ لَهُ وصَلّى عَلَيهِ ودَفَنَهُ ، فَقيلَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، ألا تُغَسِّلُهُ ؟ فَقالَ : قَدِ اغتَسَلَ بِما هُوَ طاهِرٌ إلى يَومِ القِيامَة ؛ لَقَد صَبَرَ عَلى أمرٍ عَظيمٍ ۲ .

۵۷۸۰.الكافي عن ميثم :أتَتِ امرَأَةٌ مُجِحٌّ ۳ أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام فَقالَت : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إنّي زَنَيتُ فَطَهِّرني طَهَّرَكَ اللّهُ ؛ فَإِنَّ عَذابَ الدُّنيا أيسَرُ مِن عَذابِ الآخِرَةِ الَّذي لا يَنقَطِعُ . فَقالَ لَها : مِمّا اُطَهِّرُكِ ؟ فَقالَت : إنّي زَنَيتُ . فَقالَ لَها : أ وَذاتُ بَعلٍ أنتِ أم غَيرُ ذلِكَ ؟ فَقالَت :

1.الجَبّان والجبّانة : الصحراء، وتسمّى بهما المقابر؛ تسمية للشيء بموضعه (لسان العرب : ج۱۳ ص۸۵) .

2.الكافي : ج۷ ص۱۸۸ ح۳ ، تفسير القمّي : ج۲ ص۹۶ عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام نحوه ، بحار الأنوار : ج۴۰ ص۲۹۲ ح۶۶ وراجع كتاب من لا يحضره الفقيه : ج۴ ص۳۱ ح۵۰۱۷ .

3.المُجِحُّ : الحامِلُ المُقْرِب الَّتي دنا وِلادُها (النهاية : ج۱ ص۲۴۰) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 6
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 83739
صفحه از 496
پرینت  ارسال به