413
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 6

بالواقعة ولا بنصوص النقول والروايات ! فالنبيّ صلى الله عليه و آله يذكر في دعائه عليّاً عليه السلام ، ويطلب أن تعود له الشمس كي يؤدّي صلاته ، فهي إذاً فضيلة نبويّة ، لأ نّها تمّت بطلبه ودعائه ، وهي علويّة ؛ لأنّ «ردّ الشمس» تحقّق للإمام أمير المؤمنين عليه السلام .

4 ـ فقدان فائدة «ردّ الشمس»

قالوا : إنّ الصلاة صارت قضاءً عند غروب الشمس وفوات وقتها ، فما الفائدة من ردّها والصلاة لن تصير أداءً عندئذٍ ؟
ذكر ابن حجر الهيثمي هذا الإشكال ، ثمّ أوضح في جوابه : كما أنّ «ردّ الشمس» خصوصيّة لعليّ عليه السلام ، كذلك إدراك العصر الآن ـ أي بعد ردّ الشمس ـ أداءً خصوصيّة له وكرامة ۱ .
والمحصّل أنّه لمّا كان أصل الواقعة ثابتاً بنقول صحيحة ، فلا يعدّ ثمَّ مجال لمثل هذه الإشكالات . ولا ريب أنّ الحادثة بأساسها غير عاديّة ولها خصوصيّة ؛ ومن ثمّ كذا تكون ملابساتها ومعطياتها . يُضاف إلى ذلك أنّه يمكن النظر إلى مثل هذه الأحكام والإيرادات على أنّها اجتهاد في مقابل النصّ ؛ فعندما يريد رسول اللّه صلى الله عليه و آله أن يُجري الأمر على هذا المنوال ، فمعنى ذلك أنّ هناك فائدة تُرجى ، وعندئذٍ كيف يجوز مواجهة هذا النصّ والاستنباط بأن ليس هناك فائدة تُتوخّى منه !

5 ـ التغيّر في نظام الوجود

طروء التغيّر على نظام الأفلاك هو لازمة الإيمان بهذه الواقعة ، وهذا ممّا لا يمكن القبول به . هذا هو الإشكال الخامس .

1.راجع : الصواعق المحرقة : ص۱۲۸ . وقد أجاب الملّا علي القارئ على الإشكال بالجواب ذاته في «المرقاة» شرح «المشكاة» كما في الغدير : ج۳ ص۱۳۵ ح۳۳ نقلاً عن المرقاة : ج۴ ص۲۸۷ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 6
412

ومن جهة ثانية راحوا يخرّبون البناء الذي أسّسوه من القواعد ، عندما ضاقت عليهم الأمور ، فكيف يجتمع هذا إلى ذاك ! ۱
لم يذر العلماء أمر هذه الإشكالات هملاً ، بل أجابوا عليها . وإليك جولة مع أبرز هذه الإشكالات وجواب العلماء عليها ، نوردها مع بعض الإضافات :

1 ـ ضعف السند

هذا إشكال لا يُفضي إلى شيء ؛ فمن جهة «صحّح» جمّ كثير من علماء أهل السنّة ومحدِّثيهم ـ كما سلفت الإشارة ـ طرقَ الحديث ، ولم يعبأ هؤلاء بمن ذهب إلى تضعيف الحديث وتوهين طرقه ، بل زادوا أحياناً على ذلك بأن شدّدوا النكير على مَنْ ضعّف حديثاً صحيحاً مثل هذا .
ومن جهة اُخرى ، وعلى فرض التسليم بضعف تمام طرق الحديث وأسانيده ، فإنّ نُقوله بلغت من الاستفاضة ما يكفي لحصول الاطمئنان بوقوع أصل الحادثة حتى مع فرض ضعف السند . وهذا القدر يكفي لإثبات المطلوب وإن كان قاصراً عن إثبات التفاصيل .

2 ـ تعارضه مع حديث «لم تُحبس الشمس على أحدٍ إلّا ليوشع»

لهذا الإشكال جوابات عدّة ؛ منها : أنّ الحديث يُفيد أنّ هذه الواقعة لم تحصل في الاُمم السابقة إلّا ليوشع ، لكن ليس له دلالة قطّ على عدم وقوع ذلك في المستقبل .

3 ـ فضيلة نبويّة وليست علويّة

يبدو أنّ اُولئك الذين يلوكون هذه الكلمات أو يسطرونها بأقلامهم لم يتأمّلوا لا

1.دلائل الصدق : ج۲ ص۲۹۷ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 6
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 83647
صفحه از 496
پرینت  ارسال به