431
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 6

۵۸۶۰.عنه عليه السلام :يَأتي عَلَى النّاسِ زَمانٌ لا يَبقى فيهِم مِنَ القُرآنِ إلّا رَسمُهُ ، ومِنَ الإِسلامِ إلَا اسمُهُ . ومَساجِدُهُم يَومَئِذٍ عامِرَةٌ مِنَ البِناءِ ، خَرابٌ مِنَ الهُدى ، سُكّانُها وعُمّارُها شَرُّ أهلِ الأَرضِ ، مِنهُم تَخرُجُ الفِتنَةُ ، وإلَيهِم تَأوِي الخَطيئَةُ ، يَرُدّونَ مَن شَذَّ عَنها فيها ، ويَسوقونَ مَن تَأَخَّرَ عَنها إلَيها . يَقولُ اللّهُ سُبحانَهُ : فَبي حَلَفتُ لَأَبعَثَنَّ عَلى اُولئِكَ فِتنَةً تَترُكُ الحَليمَ فيها حَيرانَ . وقَد فَعَلَ ، ونَحنُ نَستَقيلُ اللّهَ عَثرَةَ الغَفلَةِ ۱ .

راجع: ج 7 ص 172 (إخبار الإمام عن سبّه والبراءة منه) .

3 / 6

مُلك بني اُميّة وزواله

۵۸۶۱.الإمام عليّ عليه السلامـ عَلى مِنبَرِ الكوفَةِ ـ: ألا لَعَنَ اللّهُ الأَفجَرَينِ مِن قُرَيشٍ : بَني اُمَيَّةَ ، وبَني مُغيرَةَ ؛ أمّا بَنُو المُغيرَةِ فَقَد أهلَكَهُمُ اللّهُ بِالسَّيفِ يَومَ بَدرٍ ، وأمّا بَنو اُمَيَّةَ فَهَيهاتَ هَيهاتَ ! أمَا وَالَّذي فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرَأَ النَّسَمَةَ ، لَو كانَ المُلكُ مِن وَراءِ الجِبالِ لَنَقَبوا إلَيهِ حَتّى يَصِلوا إلَيهِ ۲ .

۵۸۶۲.عنه عليه السلامـ مِن خُطبَةٍ لَهُ بِالمَدينَةِ ـ: إنَّ اللّهَ ـ ولَهُ الحَمدُ ـ سَيَجمَعُ هؤُلاءِ لِشَرِّ يَومٍ لِبَني اُمَيَّةَ كَما يَجمَعُ قَزَعَ ۳ الخَريفِ ، يُؤَلِّفُ اللّهُ بَينَهُم ، ثُمَّ يَجعَلُهُم رُكاما كَرُكامِ السَّحابِ ، ثُمَّ يَفتَحُ لَهُم أبوابا يَسيلونَ مِن مُستَثارِهِم كَسَيلِ الجَنَّتَينِ سَيلَ العَرِمِ ؛ حَيثُ بَعَثَ عَلَيهِ فَأرَةً ۴ ،

1.نهج البلاغة : الحكمة ۳۶۹ .

2.تاريخ دمشق : ج۵۲ ص۳۱۴ عن قيس بن أبي حازم ، كنز العمّال : ج۱۱ ص۳۶۳ ح۳۱۷۵۳ وراجع تفسير فرات : ص۲۲۱ ح۲۹۶ .

3.القَزَع : قِطَع السَّحاب المُتَفرّقة (النهاية : ج۴ ص۵۹) .

4.في المصدر : «قارة» ، ولا يصحّ السياق معها؛ قال الفيروز آبادي : القارَة : الجُبَيل الصغير المنقطع عن الجبال ، والصخرة العظيمة (القاموس المحيط : ج۲ ص۱۲۳). نعم هو يتناسب مع ما جاء في عبارة نهج البلاغة ـ في الحديث التالي ـ حيث جاءت العبارة هكذا : «حيث لم تَسلَم عليه قارة ، ولم تثبت عليه أكَمَة». وفي بحار الأنوار نقلاً عن الكافي: «حيث بعث عليه فارة» ، وقال العلّامة المجلسي قدس سره معلّقا : هذا مؤيّد لما قيل أنّ العرم : الفارة ، واُضيفَ السّيلُ إليه لأنّه نَقَبَ لهم سَكْرا (أي سَدّا) (بحار الأنوار : ج ۳۱ ص ۵۶۰).


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 6
430

شَيءٌ هُوَ أنكَرَ مِنَ المَعروفِ ولا أعرَفَ مِنَ المُنكَرِ ، ولَيسَ فيها فاحِشَةٌ أنكَرَ ولا عُقوبَةٌ أنكى مِنَ الهُدى عِندَ الضَّلالِ في ذلِكَ الزَّمانِ ، فَقَد نَبذَ الكِتابَ حَمَلَتُهُ ، وتَناساهُ حَفَظَتُهُ حَتّى تَمالَت بِهِمُ الأَهواءُ ، وتَوارَثوا ذلِكَ مِنَ الآباءِ ، وعَمِلوا بِتَحريفِ الكِتابِ كَذِبا وتَكذيبا ، فَباعوهُ بِالبَخسِ وكانوا فيهِ مِنَ الزّاهِدينَ ۱ .

۵۸۵۸.عنه عليه السلامـ مِن خُطبَةٍ لَهُ يَصِفُ فيهَا الزَّمانَ المُقبِلَ ـ: إنَّهُ سَيَأتي عَلَيكُم مِن بَعدي زَمانٌ لَيسَ فيهِ شَيءٌ أخفى مِنَ الحَقِّ ، ولا أظهَرَ من الباطِلِ ، ولا أكثَرَ مِنَ الكَذِبِ عَلَى اللّهِ ورَسولِهِ ، ولَيسَ عِندَ أهلِ ذلِكَ الزَّمانِ سِلعَةٌ أبوَرَ مِنَ الكِتابِ إذا تُلِيَ حَقَّ تِلاوَتِهِ ، ولا أنفَقَ مِنهُ إذا حُرِّفَ عَن مَواضِعِهِ ، ولا فِي البِلادِ شَيءٌ أنكَرَ مِنَ المَعروفِ ، ولا أعرَفَ مِنَ المُنكَرِ ! فَقَد نَبَذَ الكِتابَ حَمَلَتُهُ ، وتَناساهُ حَفَظَتُهُ : فَالكِتابُ يَومَئِذٍ وأهلُهُ طَريدانِ مَنفِيّانِ ، وصاحِبانِ مُصطَحِبانِ في طَريقٍ واحِدٍ لا يُؤويهِما مُؤوٍ !
فَالكِتابُ وأهلُهُ في ذلِكَ الزَّمانِ فِي النّاسِ ولَيسا فيهِم ، ومَعَهُم ولَيسا مَعَهُم ! لِأَنَّ الضَّلالَةَ لا تُوافِقُ الهُدى ، وإن اجتَمَعا . فَاجتَمَعَ القَومُ عَلَى الفُرقَةِ ، وَافتَرَقوا عَلَى الجَماعَةِ ، كَأَ نَّهُم أئِمَّةُ الكِتابِ ولَيسَ الكِتابُ إمامَهُم ، فَلَم يَبقَ عِندَهُم مِنهُ إلّا اسمُهُ ، ولا يَعرِفونَ إلّا خَطَّهُ وزَبرَهُ ۲ . ومِن قَبلُ ما مَثَّلوا بِالصّالِحينَ كُلَّ مُثلَةٍ ، وسَمَّوا صِدقَهُم عَلَى اللّهِ فِريَةً ، وجَعَلوا فِي الحَسَنَةِ عُقوبَةَ السَّيِّئَةِ ۳ .

۵۸۵۹.عنه عليه السلامـ مِن خُطبَةٍ لَهُ يَصِفُ فيها آخِرَ الزَّمانِ ـ: أيُّهَا النّاسُ ! سَيَأتي عَلَيكُم زَمانٌ يُكفَأُ فيهِ الإِسلامُ كَما يُكفَأُ الإِناءُ بِما فيهِ ۴ .

1.الكافي : ج۸ ص۳۸۷ ح۵۸۶ عن محمّد بن الحسين عن أبيه عن جدّه عن أبيه ، بحار الأنوار : ج۷۷ ص۳۶۶ ح۳۴ .

2.زَبَرتُ الكتاب أزْبُره : إذا أتْقَنتُ كتابته (النهاية : ج۲ ص۲۹۳) .

3.نهج البلاغة : الخطبة ۱۴۷ .

4.نهج البلاغة : الخطبة ۱۰۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 6
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 83759
صفحه از 496
پرینت  ارسال به