439
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 6

ما مَضَت إلّا أيّامٌ قَلائِلُ حَتّى كانَ ذلِكَ ۱ .

3 / 8

عاقِبَةُ خالِدِ بنِ عُرفُطَةَ

۵۸۸۱.مقاتل الطالبيّين عن السائب :بَينَما عَلِيٌّ عليه السلام عَلَى المِنبَرِ إذ دَخَلَ رَجُلٌ ، فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، ماتَ خالِدُ بنُ عُرفُطَةَ .
فَقالَ : لا وَاللّهِ ما ماتَ .
إذ دَخَلَ رَجُلٌ آخَرُ ، فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، ماتَ خالِدُ بنُ عُرفُطَةَ .
فَقالَ : لا وَاللّهِ ما ماتَ .
إذ دَخَلَ رَجُلٌ آخَرُ ، فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، ماتَ خالِدُ بنُ عُرفُطَةَ .
فَقالَ : لا وَاللّهِ ما ماتَ ولا يَموتُ حَتّى يَدخُلَ مِن بابِ هذَا المَسجِدِ ـ يَعني بابَ الفيلِ ـ بِرايَةِ ضَلالَةٍ يَحمِلُها لَهُ حَبيبُ بنُ عَمّارٍ .
قالَ : فَوَثَبَ رَجُلٌ ، فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، أنَا حَبيبُ بنُ عَمّارٍ ، وأنَا لَكَ شيعَةٌ !
قالَ : فَإِنَّهُ كَما أقولُ .
فَقَدِمَ خالِدُ بنُ عُرفُطَةَ عَلى مُقَدِّمَةِ مُعاوِيَةَ يَحمِلُ رَايَتَهُ حَبيبُ بنُ عَمّارٍ ۲ .

۵۸۸۲.الإرشاد عن سويد بن غفلة :إنَّ رَجُلاً جاءَ إلى أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إنّي مَرَرتُ بِوادِي القُرى ۳ ، فَرَأَيتُ خالِدَ بنَ عُرفُطَةَ قَد ماتَ بِها ، فَاستَغفِر لَهُ .
فَقالَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : مَه ، إنَّهُ لَم يَمُت، ولا يَموتُ حَتّى يَقودَ جَيشَ ضَلالَةٍ ،

1.مروج الذهب : ج۲ ص۴۲۹ .

2.مقاتل الطالبيّين : ص۷۸ .

3.وادي القُرى : وادٍ بين المدينة والشام من أعمال المدينة ، كثير القرى (معجم البلدان : ج۵ ص۳۴۵) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 6
438

قالَ : نَعَم ؛ لِأَنَّ مُعاوِيَةَ لا يَموتُ حَتّى يَملِكَ هذِهِ الاُمَّةَ ، ويَفعَلَ كَذا ، ويَفعَلَ كَذا بَعدَما مَلَكَ .
فَقالَ القَومُ : فَلِمَ تُقاتِلُهُ وأنتَ تَعلَمُ أ نَّهُ سَيَبلُغُ هذا ؟
قالَ : لِلحُجَّةِ ۱ .

۵۸۸۰.مروج الذهب :قَد كان مُعاوِيَةُ دَسَّ اُناسا مِن أصحابِهِ إلَى الكوفَةِ يُشيعونَ مَوتَهُ ، وأكثَرَ النّاسُ القَولَ في ذلِكَ حَتّى بَلَغَ عَلِيّا ، فَقالَ في مَجلِسِهِ :
قَد أكثَرتُم مِن نَعيِ مُعاوِيَةَ ، وَاللّهِ ما ماتَ ولا يَموتُ حَتّى يَملِكَ ما تَحتَ قَدَمَيَّ ، وإنَّما أرادَ ابنُ آكِلَةِ الأكبادِ أن يَعلَمَ ذلِكَ مِنّي فَبَعَثَ مَن يُشيعُ ذَلِكَ فيكُم لِيَعلَمَ ويَتَيَقَّنَ ما عِندي فيهِ ، وما يَكونُ مِن أمرِهِ فِي المُستَقبَلِ مِنَ الزَّمانِ .
ومَرَّ في كَلامٍ كَثيرٍ يَذكُرُ فيهِ أيّامَ مُعاوِيَةَ ومَن تَلاهُ مِن يَزيدَ ومَروانَ وبَنيهِ ، وذَكَرَ الحَجّاجَ وما يَسومُهُم مِنَ العَذابِ ، فَارتَفَعَ الضَّجيجُ ، وكَثُرَ البُكاءُ وَالشَّهيقُ ، فَقامَ قائِمٌ مِنَ النّاسِ فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، ولَقَد وصَفتَ اُمورا عَظيمَةً ، آللّهُ إنَّ ذلِكَ كائِنٌ ؟
قالَ عَلِيٌّ : وَاللّهِ إنَّ ذلِكَ لَكائِنٌ ، ما كَذَبتُ ولا كُذِبتُ .
فَقالَ آخَرونَ : مَتى يَكونُ ذلِكَ ياأميرَ المُؤمِنينَ ؟
قالَ : إذا خُضِبَت هذِهِ مِن هذِهِ ، ووَضَعَ إحدى يَدَيهِ عَلى لِحيَتِهِ وَالاُخرى عَلى رَأسِهِ ، فَأَكثَرَ النّاسُ مِنَ البُكاءِ .
فَقالَ : لا تَبكوا في وَقتِكُم هذا فَسَتَبكونَ بَعدي طَويلاً .
فَكاتَبَ أكثَرُ أهلِ الكوفَةِ مُعاوِيَةَ سِرّا في اُمورِهِم ، وَاتَّخَذوا عِندَهُ الأَيادِيَ ، فَوَاللّه

1.الخرائج والجرائح : ج۱ ص۱۹۸ ح۳۷ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج۲ ص۲۵۹ عن عوف عن مروان الأصفر نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۱ ص۳۰۴ ح۳۷ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 6
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 83753
صفحه از 496
پرینت  ارسال به