457
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 6

طَيَّ الجَنادِلِ مِن إرَمَ ، ويَملَأُ مِنهُم بُطنانَ الزَّيتونِ .
فَوَالَّذي فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرَأَ النَّسمَةَ ! لَيَكونَنَّ ذلِكَ ، وكَأَ نّي أسمَعُ صَهيلَ خَيلِهِم وطَمطَمَةَ رِجالِهِم . وَايمُ اللّهِ لَيَذوبَنَّ ما في أيديهِم بَعدَ العُلُوِّ وَالتَّمكينِ فِي البِلادِ كَما تَذوبُ الأَليَةُ عَلَى النّارِ . مَن ماتَ مِنهُم ماتَ ضالّاً ، وإلَى اللّهِ عَزَّوجَلَّ يُفضي مِنهُم مَن دَرَجَ ، وَيتوبُ اللّهُ عَزَّوجَلَّ عَلى مَن تابَ ، ولَعَلَّ اللّهَ يَجمَعُ شيعَتي بَعدَ التَّشَتُّتِ لِشَرِّ يَومِ لِهؤلاءِ ! ولَيسَ لِأَحَدٍ عَلَى اللّهِ عَزَّ ذِكرُهُ الخِيَرَةُ بَل للّهِِ الخِيَرَةُ وَالأَمرُ جَميعا ۱ .

3 / 16

عِلمُ الإِمامِ بِما يَكونُ إلى يَومِ القِيامَةِ

۵۹۱۴.الإمام عليّ عليه السلامـ في خُطبَةٍ لَهُ يُنَبِّهُ فيها عَلى فَضلِهِ وعِلمِهِ ، ويُبَيِّنُ فِتنَةَ بَني اُمَيَّةَ ـ: أمّا بَعدُ . . . أيُّهَا النّاسُ !فَإِنّي فَقَأتُ عَينَ الفِتنَةِ ، ولَم يَكُن لِيَجتَرِئَ عَلَيها أحَدٌ غَيري بَعدَ أن ماج غَيهَبُها وَاشتَدَّ كَلَبُها . فَاسأَلوني قَبلَ أن تَفقِدوني ؛ فَوَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ لا تَسألوني عَن شَيءٍ فيما بَينَكُم وبَينَ السّاعَةِ ، ولا عَن فِئَةٍ تَهدي مِئَةً وتُضِلُّ مِئَةً إلّا أنبَأتُكُم بِناعِقِها وقائِدِها وسائِقِها ، ومُناخِ رِكابِها ومَحَطِّ رِحالِها ، ومَن يُقتَلُ مِن أهلِها قَتلاً ، ومَن يَموتُ مِنهُم مَوتا ۲ .

1.الكافي : ج۸ ص۶۳ ح۲۲ ، الإرشاد : ج۱ ص۲۹۱ نحوه وكلاهما عن مسعدة بن صدقة ، بحار الأنوار : ج۳۱ ص۵۵۵ ح۵۲ و ج۵۱ ص۲۳ ح۲۴ وراجع نهج البلاغة : الخطبة ۸۸ .

2.نهج البلاغة : الخطبة ۹۳ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 6
456

فياعجبا ومالي لا أعجب من خطأ هذه الفرق على اختلاف حججها في دينِها ! لا يَقتَصّونَ أثَرَ نبِيٍّ ، ولا يَقتَدونَ بِعَمَلِ وَصِيٍّ ، ولا يُؤمِنونَ بِغَيبٍ ، ولا يَعفون عَن عَيبٍ . المَعروفُ فيهِم ما عَرَفوا ، وَالمُنكَرُ عِندَهُم ما أنكَروا ، وكُلُّ امرِئٍ مِنهُم إمامُ نَفسِهِ ، آخِذٌ مِنها فيما يَرى بِعُرىً وَثيقاتٍ ، وأسبابٍ مُحكَماتٍ .
فَلا يَزالونَ بِجَورٍ ، ولَن يَزدادوا إلّا خَطَأً ، لا يَنالونَ تَقرَّبا، ولَن يَزدادوا إلّا بُعدا مِنَ اللّهِ عَزَّوجَلَّ ، اُنسُ بَعضِهِم بِبَعضٍ وتَصديقُ بَعضِهِمِ لِبَعضٍ ، كُلُّ ذلِكَ وَحشَةً مِمّا وَرَّثَ النَّبِيُّ الاُمِّيُّ صلى الله عليه و آله ، ونُفورا مِمّا أدّى إلَيهِم مِن أخبارِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالأَرضِ ، أهلُ حَسَراتٍ ، وكُهوفُ شُبُهاتٍ ، وأهلُ عَشَواتٍ وضَلالَةٍ وريبَةٍ ، مَن وَكَلَهُ اللّهُ إلى نَفسِهِ ورَأيِهِ فَهُوَ مَأمونٌ عِندَ مَن يَجهَلُهُ ، غَيرُ المُتَّهَمِ عِندَ مَن لا يَعرِفُهُ ، فَما أشبَهَ هؤُلاءِ بِأَنعامٍ قَد غابَ عَنها رِعاؤُها .
ووا أسَفا مِن فَعَلاتِ شيعَتي ! مِن بَعدِ قُربِ مَوَدَّتِهَا اليَومَ ، كَيفَ يَستَذِلُّ بَعدي بَعضُها بَعضا ؟ وكَيفَ يَقتُلُ بَعضُها بَعضا ؟ المُتَشَتِّةِ غدا عَنِ الأَصلِ ، النّازِلَةِ بِالفَرعِ ، المُؤَمِّلَةِ الفَتحَ مِن غَيرِ جِهَتِهِ ، كُلُّ حِزبٍ مِنهُم آخِذٌ مِنهُ بِغُصنٍ ، أينَما مالَ الغُصنُ مالَ مَعَهُ ، مَعَ أنَّ اللّهَ ـ ولَهُ الحَمدُ ـ سَيَجمَعُ هؤُلاءِ لِشَرِّ يَومٍ لِبَني اُمَيَّةَ كَما يَجمَعُ قَزَعَ الخَريفِ ، يُؤَلِّفُ اللّهُ بَينَهُم ، ثُمَّ يَجعَلُهُم رُكاما كَرُكامِ السَّحابِ ، ثُمَّ يَفتَحُ لَهُم أبوابا يَسيلونَ مِن مُستَثارِهِم كَسَيلِ الجَنَّتَينِ سَيلَ العَرِمِ ؛ حَيثُ بَعَثَ عَلَيهِ فَأرَةً ۱ ، فَلَم يَثبُت عَلَيهِ أكَمَةٌ ، ولَم يَرُدَّ سَنَنَهُ رَصُّ ۲ طَودٍ ، يُذَعذِعُهُمُ اللّهُ في بُطونِ أودِيَةٍ ، ثُمَّ يَسلُكُهُم يَنابيعَ فِي الأَرضِ ، يَأخُذُ بِهِم مِن قَومٍ حُقوقَ قَومٍ ، ويُمَكِّنُ بِهِم قَوما في دِيارِ قَومٍ ، تَشريدا لِبَني اُمَيَّةَ ، ولِكَيلا يَغتَصِبوا ما غَصَبوا ، يُضَعضِعُ اللّهُ بِهِم رُكنا ، ويَنقُضُ بِهِم

1.في المصدر : «قارةً» ، وقد مرّ تعليقنا عليها في ح ۵۸۶۱ .

2.في المصدر : «رضّ» ، والتصويب من بحار الأنوار .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 6
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 83763
صفحه از 496
پرینت  ارسال به