459
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 6

مِنَ الكوفَةِ لَمّا شَخَصَ عليه السلام إلَى البَصرَةِ لِحَربِ أهلِها .
وإخبارِهِ عَن عَبدِ اللّه بنِ الزُّبَيرِ ، وقَولِهِ فيهِ : «خَبٌّ ۱ ضَبٌّ ، يَرومُ أمرا ولا يُدرِكُهُ ، يَنصِبُ حِبالَةَ الدّينِ لِاصطِيادِ الدُّنيا ، وهُوَ بَعدُ مَصلوبُ قُرَيش» .
وكَإِخبارِهِ عَن هَلاكِ البَصرَةِ بِالغَرَقِ ، وهَلاكِها تارَةً اُخرى بِالزِّنجِ ، وهُوَ الَّذي صَحَّفَهُ قَومٌ فَقالوا : بِالرّيحِ .
وكَإِخبارِهِ عَن ظُهورِ الرّاياتِ السّودِ مِن خُراسانَ ، وتَنصيصِهِ عَلى قَومٍ مِن أهلِها يُعرَفونَ بِبَني رُزَيقٍ ـ بِتَقديمِ المُهمَلَةِ ـ وهُم آلُ مُصعَبٍ الَّذينَ مِنهُم طاهِرُ بنُ الحُسَينِ ووَلدُهُ وإسحاقُ بنُ إبراهيمَ ، وكانوا هُم وسَلَفُهُم دُعاةَ الدَّولَةِ العَبّاسِيَّةِ .
وكَإِخبارِهِ عَنِ الأَئِمَّةِ الَّذينَ ظَهَروا مِن وُلِدِهِ بِطَبَرِستانَ ۲ ، كَالنّاصِرِ وَالدّاعي وغَيرِهِما ، في قوله عليه السلام : «وإنَّ لِالِ مُحَمَّدٍ بِالطّالَقانِ ۳ لَكَنزا سَيُظهِرُهُ اللّهُ إذا شاءَ ، دُعاؤُهُ حَقٌّ، يَقومُ بِإِذنِ اللّهِ فَيَدعو إلى دينِ اللّهِ» .
وكإِخبارِهِ عَن مَقتَلِ النَّفسِ الزَّكِيَّةِ بِالمَدينَةِ ، وقَولِهِ : «إنَّهُ يُقتَلُ عِندَ أحجارِ الزَّيتِ ۴ » .
وكَقَولِهِ عَن أخيهِ إبراهيمَ المَقتولِ بِبابِ حَمزَةَ : «يُقتَلُ بَعدَ أن يَظهَرَ ، ويُقهَرُ بَعدَ أن يَقهَرَ» .
وقَولِهِ فيهِ أيضا : «يَأتيهِ سَهمٌ غَرِبٌ يَكونُ فيهِ مَنِيَّتُهُ ، فَيابُؤسا لِلرّامي ! شُلَّت يَدُهُ ، ووَهَنَ عَضُدُهُ» .

1.الخَبُّ بالفتح : الخدَّاعُ (النهاية : ج۲ ص۴) .

2.طَبَرِسْتان : هي البلاد المعروفة بمازندران ، ومن أعيان بلدانها : استراباد وسارويه وآمل (راجع معجم البلدان : ج۴ ص۱۳) .

3.الطَّالَقَان : بلدتان ؛ إحداهما في إيران قرب قزوين ، والاُخرى في أفغانستان بين مرو الروذ (ورواليز) وبلخ .

4.أحْجَار الزَّيْت : موضع بالمدينة ، وهو موضع صلاة الاستسقاء (معجم البلدان : ج۱ ص۱۰۹) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 6
458

كلام حول ما أخبر به الإمام من الاُمور الغيبيّة

قال ابن أبي الحديد في شرح ما مرّ من كلامه عليه السلام (في الخطبة : 93) : «فَصلٌ في ذِكرِ اُمورٍ غَيبِيَّةٍ أخبَرَ بِهَا الإِمامُ ثُمَّ تَحَقَّقَت» :
وَاعلَم أ نَّهُ عليه السلام قَد أقسَمَ في هذَا الفَصلِ بِاللّهِ الَّذي نَفسُهُ بِيدَهِ ، أ نَّهُم لا يَسأَلونَهُ عَن أمرٍ يَحدُثُ بَينَهُم وبَينَ القِيامَةِ إلّا أخبَرَهُم بِهِ ، وأ نَّهُ ما صَحَّ مِن طائِفَةٍ مِنَ النّاسِ يَهتَدي بِها مِئَةٌ وتَضِلُّ بِها مِئَةٌ ، إلّا وهُوَ مُخبِرٌ لَهُم ـ إن سَأَلوهُ ـ بِرُعاتِها وقائِدِها وسائِقِها ومَواضِعُ نُزولِ رُكّابِها وخُيولِها ، ومَن يُقتَلُ مِنها قَتلاً ، ومَن يَموتُ مِنها مَوتا .
وهذِهِ الدَّعوى لَيسَت مِنهُ عليه السلام ادّعاءَ الرُّبوبِيَّةِ ، ولَا ادِّعاءَ النُّبُوَّةِ ، ولكِنَّهُ كانَ يَقولُ : إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله أخبَرَهُ بِذلِكَ .
ولَقَدِ امتَحَنّا إخبارَهُ فَوَجَدناهُ مُوافِقا ، فَاستَدلَلنا بِذلِكَ عَلى صِدقِ الدَّعوَى المَذكورَةِ ؛ كَإِخبارِهِ عَنِ الضَّربَةِ يُضرَبُ بِها في رَأسِهِ فَتُخضَبُ لِحيَتُهُ .
وإخبارِهِ عَن قَتلِ الحُسَينِ ابنِهِ عليهماالسلام ، وما قالَهُ في كَربلاءَ حَيثُ مَرَّ بِها .
وإخبارِهِ بِمُلكِ مُعاوِيَةَ الأَمرَ مِن بَعدِهِ . وإخبارِهِ عَنِ الحَجّاجِ ، وعَن يوسُفَ بنِ عُمَرَ . وما أخبَرَ بِهِ مِن أمرِ الخَوارِجِ بِالنَّهرَوانِ ، وما قَدَّمَهُ إلى أصحابِهِ مِن إخبارِهِ بِقَتلِ مَن يُقتَلُ مِنهُم ، وصَلبِ مَن يُصلَبُ .
وإخبارِهِ بِقتِالِ النّاكِثينَ وَالقاسِطِين وَالمارِقينَ ، وإخبارِهِ بِعِدَّةِ الجَيشِ الوارِدِ إلَيه

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 6
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 83626
صفحه از 496
پرینت  ارسال به