461
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 6

وقَتَلَهُ عَضدُ الدَّولَةِ فَناخُسرو ابنُ عَمِّهِ بِقَصرِ الجُصِّ عَلى دِجلَةَ فِي الحَربِ ، وسَلَبَهُ مُلكَهُ .
فَأَمّا خَلعُهُم لِلخُلفَاءِ ، فَإنَّ مُعِزَّ الدَّولَةِ خَلَعَ المُستَكفِيَ ورَتَّبَ عِوَضَهُ المُطيعَ ، وبَهاءَ الدَّولَةِ أبا نَصرِ بنَ عَضدِ الدَّولَةِ خَلَعَ الطّائِعَ ورَتَّبَ عِوَضَهُ القادِرَ ، وكانَت مُدَّةُ مُلكِهمِ كَما أخبَرَ بِهِ عليه السلام .
وكَإِخبارِهِ عليه السلام لِعَبدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِ رحمه الله عَنِ انتِقالِ الأَمرِ إلى أولادِهِ ، فَإِنَّ عَلِيَّ بنَ عَبدِ اللّهِ لَمّا وُلِدَ ، أخرَجَهُ أبوهُ عَبدُ اللّهِ إلى عَلِيٍّ عليه السلام ، فَأَخَذَهُ وتَفَلَ في فيهِ وحَنَّكَهُ بِتَمرَةٍ قَد لاكَها ، ودَفَعَهُ إلَيهِ ، وقالَ : «خُذ إلَيكَ أبَا الأَملاكِ» . هكَذَا الرِّوايَةُ الصَّحيحَةُ ، وهِيَ الَّتي ذَكَرها أبُو العَبّاسِ المُبَرَّدُ في كِتابِ «الكامِلِ» ، ولَيسَتِ الرِّوايَةُ الَّتي يُذكَرُ فيهَا العَدَدُ بِصَحيحَةٍ ولا مَنقولَةٍ مِن كِتابٍ مُعتَمَدٍ عَلَيهِ .
وكَم لَهُ مِنَ الإِخبارِ عَن الغُيوبِ الجارِيَةِ هذَا المَجرى ، مَمّا لَو أرَدنَا استِقصاءَهُ لَكَرَّسنا لَهُ كَراريسَ كَثيرَةً ، وكُتُبُ السِّيَرِ تَشتَمِلُ عَلَيها مَشروحَةً ۱ .
وقالَ ابنُ أبِي الحَديدِ أيضا في شَرحِ الخُطبَةِ 37 تَحتَ عُنوانِ «الأَخبارُ الوارِدَةُ عَن مَعرِفَةِ الإِمامِ عَلِيٍّ عليه السلام بِالاُمورِ الغَيبِيَّةِ» :
رَوَى ابنُ هِلالٍ الثَّقَفِيُّ في كِتابِ «الغاراتِ» عَن زَكَرِيَّا بنِ يَحيَى العَطّارِ عَن فُضَيلٍ عَن مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ ، قالَ :
لَمّا قالَ عَلِيٌ عليه السلام : «سَلوني قَبلَ أن تَفقِدوني ، فَوَاللّهِ لا تَسأَلونَني عَن فِئَةٍ تُضِلُّ مِئَةً وتَهدي مِئَةً إلّا أنبُأتُكُم بِناعِقَتِها وسائِقَتِها» قامَ إلَيهِ رَجُلُ فَقالَ : أخبِرني بِما في رَأسي ولِحيَتي مِن طاقَةِ شَعرٍ !

1.شرح نهج البلاغة : ج۷ ص۴۷ ـ ۵۰ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 6
460

وكَإِخبارِهِ عَن قَتلى وَجٍّ ۱ ، وقَولِهِ فيهِم «هُم خَيرُ أهلِ الأَرضِ» .
وكَإِخبارِهِ عَنِ المَملَكَةِ العَلَوِيَّةِ بِالغَربِ ، وتَصريحِهِ بِذِكرِ كُتامَةَ ؛ وهُمُ الذَّين نَصَروا أبا عَبدِ اللّهِ الدّاعي المُعَلّمَ .
وكَقَولِهِ وهُوَ يُشيرُ إلى أبي عَبدِ اللّهِ المَهدِيِّ : وهُوَ أوَّلُهُم : «ثُمَّ يَظهَرُ صاحِبُ القَيرَوانِ ۲ ، الغَضُّ البَضُّ ، ذُو النَّسَبِ المَحضِ ، المُنتَجَبِ مِن سُلالَةِ ذِي البَداءِ ، المُسَجّى بِالرِّداءِ» . وكانَ عُبَيدُ اللّهِ المَهدِيُّ أبيَضَ مُترَفا مُشَرَّبا بِحُمرَةٍ ، رَخصَ البَدَنِ ، تارَّ ۳ الأَطرافِ . وذُو البَداءِ : إسماعيلُ بنُ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عليهماالسلام ، وهُوَ المَسَجّى بِالرِّداءِ ؛ لِأَنَّ أباهُ أبا عَبدِ اللّهِ جَعفَرا سَجّاهُ بِرِدائِهِ لَمّا ماتَ ، وأدخَلَ إلَيهِ وُجوَه الشّيعَةِ يُشاهِدونَهُ ، لِيَعلَموا مَوتَهُ ، وتَزولَ عَنهُمُ الشُّبهَةُ في أمرِهِ .
وكَإخبارِهِ عَن بَني بُوَيهٍ وقَولِهِ فيهِم : «ويَخرُجُ مِن دَيلَمانَ ۴ بَنُو الصَّيّادِ» ، إشارَةً إلَيهِم . وكانَ أبوهُم صَيّادَ السَّمَكِ ، يَصيدُ مِنهُ بِيَدِهِ ما يَتَقَوَّتُ هُوَ وعِيالُهُ بِثَمَنِهِ ، فَأَخَرجَ اللّهُ تَعالى مِن وُلدِهِ لِصُلبِهِ مُلوكا ثَلاثَةً ، ونَشَرَ ذُرِيَّتَهُم حَتّى ضُرِبَتِ الأَمثالُ بِمُلكِهِم .
وكَقَولِهِ عليه السلام فيهِم : «ثُمَّ يَستَشري أمرُهُم حَتّى يَملِكُوا الزَّوراءَ ، ويَخلَعُوا الخُلَفاءَ» . فَقالَ لَهُ قائِلٌ : فَكَم مُدَّتُهُم يا أميرَ المُؤمِنينَ ؟ فَقالَ : «مِئَةٌ أو تَزيدُ قَليلاً» .
وكَقَولِهِ فيهِم : «وَالمُترَفُ ابنُ الأَجذَمِ ، يَقتُلُهُ ابنُ عَمِّهِ عَلى دِجلَةَ» ، وهُوَ إشارَةٌ إلى عِزّ الدَّولَةِ بَختيارَ ابنِ مُعِزِّ الدَّولَةِ أبِي الحُسَينِ ، وكانَ مُعِزُّ الدَّولَةِ أقطَعَ اليَدِ ، قُطِعَت يَدُهُ لِلنُّكوصِ فِي الحَربِ ، وكانَ ابنُهُ عِزُّ الدولة بَختِيارُ مُترَفا ، صاحِبَ لَهوٍ وشُربٍ ،

1.وَجّ : الطائف (معجم البلدان : ج۵ ص۳۶۱) .

2.القَيْرَوان : مدينة عظيمة في شمال إفريقية (راجع معجم البلدان : ج۴ ص۴۲۰) . وهي اليوم من مُدن تونس .

3.التَّارُّ : الممتَلئ البدن (النهاية : ج۱ ص۱۸۶) .

4.دَيْلَمان : من مناطق إيران القديمة الواقعة في شمال همدان .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 6
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 102005
صفحه از 496
پرینت  ارسال به