فَقامَ سِتَّةٌ مِمَّن عَن يَمينِهِ ، مِن أصحابِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وسِتَّةٌ مِمَّن عَلى شِمالِهِ مِنَ الصَّحابَةِ أيضا ، فَشَهِدوا أ نَّهُم سَمِعوا رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ ذلِكَ اليَومَ ، وهُوَ رافِعٌ بِيدَيَ عَلِيٍّ صلى الله عليه و آله : «مَن كُنتُ مَولاهُ فَهذا عَلِيٌّ مَولاهُ ، اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ وعادِ مَن عاداهُ ، وَانصُر مَن نَصَرَهُ وَاخذُل مَنَ خَذَلَهُ ، وأَحِبَّ مَن أحَبَّهُ وأَبِغض مَن أبغَضَهُ» .
ورَوى مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الصَّوّافُ عَنِ الحُسَينِ بنِ سُفيانَ عَن أبيهِ عَن شُمَيرِ بنِ سَديرٍ الأَزدِيِّ ، قالَ : قالَ عليّ عليه السلام لِعَمرِو بنِ الحَمقِ الخُزاعِيِّ :
أينَ نَزَلتَ يا عَمرُو ؟
قالَ : في قَومي .
قالَ : لا تَنزِلَنَّ فيهِم .
قالَ : فَأَنزِلُ في بَني كِنانَةَ جيرانِنا ؟
قالَ : لا .
قالَ : فَأَنزِلُ في ثَقيفٍ ؟
قالَ : فَما تَصنَعُ بِالمَعَرَّةِ وَالمَجَرَّةِ ؟
قالَ : وما هُما ؟
قالَ : عُنُقانِ مِن نارٍ ، يَخرُجانِ مِن ظَهرِ الكوفَةِ ، يَأتي أحَدُهُما عَلى تَميمٍ وبَكرِ بنِ وائِلٍ ، فَقَلَّما يُفلِتُ مِنهُ أحَدٌ ، ويَأتِي العُنُقُ الآخَرُ ، فَيَأخُذُ عَلَى الجانِبِ الآخَرِ مِنَ الكوفَةِ ، فَقَلَّ مَن يُصيبُ مِنهُم ، إنَّما يَدخُلُ الدّارَ فَيُحرِقُ البَيتَ وَالبَيتَينِ .
قالَ : فَأَينَ أنزِلُ ؟
قالَ : اِنزِل في بَني عَمرِو بنِ عامِرٍ ، مِنَ الأَزدِ .
ـ قالَ : فَقالَ قَومٌ حَضَروا هذَا الكَلامَ : ما نَراهُ إلّا كاهِنا يَتَحدَّثُ بِحَديثِ الكَهَنَةِ ـ .
فَقالَ : يا عَمرُو ، إنَّكَ المَقتولُ بَعديِ ، وإنَّ رَأسَكَ لَمَنقولٌ ، وهُوَ أوَّلُ رَأسٍ يُنقَلُ فِى
¨